يعتزم المبعوث الأممي للصحراء الغربية، هورست كوهلر، الإسراع في إعادة بعث المفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب من خلال استغلال فرصة انعقاد محادثات جنيف الأولى في شهر ديسمبر قصد التطرق إلى الخطوات المقبلة للمسار الأممي. وأوضح المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الدعوات التي أرسلها لطرفي النزاع أن الهدف المرجوّ من هذه المحادثات هو مناقشة الخطوات المقبلة التي من شأنها إعادة بعث المسار السياسي، كما جاء في نفس المصدر، ويتعلق الأمر كذلك بتقييم التطورات المسجلة منذ وقف مسار منهاست في 2012. وتأتي الدعوات الموجَّهة إلى طرفي النزاع وكذا إلى البلدين المراقبين الجزائر وموريتانيا، تطبيقا للقرار 2414 لمجلس الأمن الذي أكد دعم الهيئة الأممية لبعث المفاوضات المباشرة وغير المشروطة وهو عنصرٌ هام أبرزه الرئيس الألماني الأسبق في الدعوة، إذ يتعلق الأمر بتذكير المغرب الذي يرفض أن يستأنف الحوار ويعود إلى طاولة المفاوضات إلا إذا تم تجديد مخطط الحكم الذاتي الذي وضعه كخيار وحيد لتسوية النزاع. ويتطرق كوهلر، إلى جانب جديد في المسار الأممي من خلال إعادة بعث المفاوضات المباشِرة، مؤكدا أن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي يبقى قابلا للتطبيق على أرض الواقع. ويمثِّل قرار استئناف المفاوضات انتصارا دبلوماسيا كبيرا بالنسبة لجبهة البوليساريو التي ما فتئت تطالب ببعث المسار الذي جمَّده كل من المغرب وفرنسا منذ عدة سنوات، وأمام المغرب وجبهة البوليساريو مهلة إلى غاية 20 أكتوبر الجاري من أجل الإفصاح عن استعدادهما للمشاركة في هذه المحادثات. وجاء في مذكرة الأجندة المخصَّصة لآخر التطورات بشأن ملف الصحراء الغربية، تأكيد استعداد جبهة البوليساريو للالتزام بمفاوضات مباشرة، وتكشف الوثيقة المرتكزة على تدقيق متقاطع لمعلومات جُمعت لدى مجلس الأمن أن أعضاء الهيئة الأممية يأملون في رؤية تقدُّم صوب استئناف المفاوضات. ويتعلق الأمر في المقام الأول بالولاياتالمتحدة التي مارست ضغوطاً بمجلس الأمن للدفع نحو استئناف المفاوضات. وصرحت في أفريل الماضي الولاياتالمتحدة المستاءة من توقف مسار السلم أنه “حان الوقت لرؤية تقدُّم نحو حل سياسي بعد 27 سنة من حالة الانسداد”. وأكدت واشنطن حينها أن المسؤولية يتحملها مجلس الأمن الذي ترك “الصحراء الغربية تتحول إلى نموذج للنزاع المجمد”، وفي هذا الصدد، شكلت الدورة ال73 للجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة للمجتمع الدولي لبعث النقاش حول هذا “النزاع المنسي”. وخلال تواجده بنيويورك سعى المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى بعث المسار، من خلال مضاعفة اللقاءات مع وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل وطرفي النزاع ونائب كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالشؤون السياسية، دافيد هايل. من جهة أخرى تم تنظيم محادثات بين دبلوماسيين أمريكان في جلسات مغلقة مع الوسيط الأممي والوزير مساهل ونظيره المغربي ناصر بوريطة، وتشير الوثيقة إلى بعض التحديات التي يمكن أن تواجها الهيئة الأممية في الأيام المقبلة، ذاكرا منها الخلافات التي يمكن أن تحصل حول التوصيات التي سيقدِّمها الأمين العام من أجل تحسين عمل بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية (المينورسو). وقد تم إجراء دراسة مستقلة لنشاطات “المينورسو” بأمر من الأمين العام مباشرة بعد تجديد العهدة الحالية لهذه البعثة الأممية شهر أفريل. وستبرز نتائجه التي ستُدرَج في التقرير المقبل للأمين العام حول الصحراء الغربية الدور الذي تلعبه “المينورسو” في الوقاية من النزاعات في الساحل. وخلص التقرير إلى أن تجدد الأعمال العدائية في حالة عدم تجديد عهدة “المينورسو” سيكلف الأممالمتحدة أكثر من 53 مليون دولار التي تحولها سنويا لتمويل عمل هذه البعثة.