بعد أن أسدلت جميعة "ليما" الستار على فعاليات الطبعة الخامسة لمهرجان "ديما جاز" الذي احتضنته مدينة قسنطينة من السابع إلى الثاني عشر من أفريل المنصرم، طارت به أول أمس ليحط رحاله الموسيقي على خشبة قاعة ابن زيدون في إطار فعاليات مهرجان "عاصمة جاز" المندرج ضمن برنامج الجزائر عاصمة للثقافة العربية، باستضافة خمس فرق هي سينوج، رولاكس، مورس، ممدوح بحري، ليسيليبر اتينغ، على مدار ثلاثة أيام. افتتحت "فرقة سينوج" الحفل بأشهر قطعها الموسيقية التي تجاوب معها الجمهور الحاضر، حيث أكد مرة أخرى على أن موسيقى الجاز هي عالم مغري، يغتنم الفرصة كلما أتيحت ليبحر فيه دون حدود إقليمية أو إيديولوجية، لتبقى الموسيقى أقوى الروابط الإنسانية. تعتبر هذه الخطوة النواة التأسيسية لمهرجان "عاصمة جاز"، ولأن الطبعة الأولى تزامنت مع احتضان الجزائر عاصمة للثقافة العربية، فقد توقعنا حضورا عربيا، خاصة وأن هذا النوع الموسيقى منتشر بكل دول العالم العربي ويقوم أساسا على مزج الموسيقى الشرقية التقليدية بالإيقاعات الغربية ولكن ... اعتلت الخشبة إحدى جميلات الجزائر، لتكشف عن البرنامج وترحب بالحضور وذلك باستعمال لغة فولتير التي قدمت بها رئيس جمعية "ليما" أيضا، هذا الأخير أخرج ورقة وراح يقرأ ما فيها من مجاملات لوزارة الثقافة، مصرا باللغة الفرنسية على أن مهرجان "عاصمة جاز" هو أحد نشاطات عاصمة الثقافة العربية، في حين اقتصر التمثيل العربي على فرقة "سينوج" وفرقة التونسي المقيم بفرنسا محمود بحري وحتى حفل الافتتاح كان عبر "رولاكس" الفرنسية. اتصلنا بالمنظمين عساهم يفسرون هذا التناقض الصارخ بين الشعار الموجود على البطاقات الفنية والدعوات "عاصمة الثقافة العربية" وبين فحوى البرنامج "الغربي" فكانت الإجابة غائبة، لأن هؤلاء لازالوا مصرين على أن الميل إلى موسيقى غربية أو ممارستها يستلزم بالضرورة التخلي عن ثقافة الأصل رغم أن فرقة سينوج القسنطينية أكدت أن "الجاز" في الآلات، ولكن الموسيقى الشرقية أو الغربية هي غذاء الروح الأساسي. آسيا شلابي