أكد رئيس جمعية البورميين في ألمانيا ناي سان لوينغ أن أحداث العنف الناشبة في ميانمار ليست عرقية وإنما هي ذات طابع ديني، موضحًا أن "المشكلة في أن منطقة أراكان مناهضة الإسلام". ودعا لوينغ في تصريح نقلته وكالة الأنباء التركية، إلى إرسال قوة سلام من الأممالمتحدة من أجل وضع حد لأعمال العنف التي تستهدف المسلمين في منطقة أراكان الواقعة غربي ميانمار. وأفاد أن عدد قتلى أعمال العنف في ميانمار وفقًا للإحصاءات الرسمية هو 600 إلا أن الأرقام غير الرسمية تشير إلى مقتل أكثر من ألف من المسلمين، مشيرَا إلى أن شيئًا لم يُذكر عن تعرض المسلمين للملاحقة والتنصت على هواتفهم وخشيتهم على حياتهم. وأوضح ناي سان لوينغ أن أعمال العنف في ميانمار توقفت حاليًّا، مؤكدًا على أن ما يقارب 500 ألف من مسلمي منطقة أراكان يعيشون في الخارج بسبب ممارسة حكومة ميانمار. ويعاني مسلمو ميانمار (الأراكان) من سوء الأوضاع المعيشية في مخيمات اللاجئين في بنغلاديش التي قبلتهم على مضض ويخشون من موت يتربص بهم في حال عودتهم إلى بلادهم. ويبدو اللاجئون واقعين بين مطرقة حكومة ميانمار التي تحاول تهجيرهم إلى بنغلاديش بدعوى أنهم من أصول بنغلاديشية، وسندان الحكومة البنغلاديشية التي ترفض استقبالهم متحججةً بالكثافة السكانية والأزمات الاقتصادية. وتختلف الأقوال حول عدد المسلمين في منطقة الأراكان حيث تقول حكومة ميانمار أن عددهم في المنطقة لا يتجاوز المليون فيما يؤكد المسلمون أن عددهم يقارب خمسة ملايين. وقبلت الحكومة في بنعلادش على مضض مسلمي الأراكان في مخيمات للاجئين أقيمت على الحدود إلا أنها لا تلبي احتياجاتهم مما يجبر الرجال على ترك نسائهم وأطفالهم في المخيمات والهروب إلى داخل البلاد للعمل وكسب ما يقيم أودهم. تقول دالو إحدى اللاجئات إنها تصوم منذ يومين دون تناول الطعام لعدم توفر المال أو الموارد وتخشى من العودة إلى بلدها خشية القتل. ويزعم مسؤولون بنغاليون أن اتفاقيات عُقدت مع حكومة ميانمار من أجل تحسين أوضاع مسلمي الأراكان إلا أن تورطهم في قضايا جنائية في الأحداث الأخيرة أثار حفيظة البوذيين في المنطقة فاعتدوا عليهم. وتعود جذور أحداث العنف التي تلجأ إليها الحكومة والبوذيين ضد المسلمين في ميانمار إلى أربعنيات القرن الماضي حيث لجأ الكثير من المسلمين إلى بلدان مختلفة للنجاة بأرواحهم. وفي المقابل شرعت بعض الجماعات المسلمة بالكفاح المسلح إلا أن النجاح لم يكن حليفها. وفي الخمسينات تصاعد التوتر بين المسلمين والبوذيين في منطقة أراكان وازدادت الضغوط وأعمال العنف لتهجير المسلمين من المنطقة.