أجرى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حركة هامة في أهم مؤسسات السلك العسكري ، مست قيادات نواحي عسكرية، وإحدى أهم مدارسها ويتعلق الأمر بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال الواقعة في الناحية العسكرية الأولى، وذلك في سياق الحركات الدورية السنوية الرامية إلى تفعيل دور الجيش الوطني الشعبي، وتأكيدا للإرادة السياسية الرامية لدعم الاستراتيجية الأمنية والدفاعية المتبعة منذ مدة والعمل على تحيين المخططات الأمنية لجعلها تتكيف مع التغيرات التي شهدتها الساحة الوطنية، في ظل تحسن الوضع الأمني. وفي السياق وقع رئيس الجمهورية على 7 مراسيم رئاسية، تتعلق بإنهاء مهام وتعينات في مناصب نوعية بالمؤسسة العسكرية، حيث تضمن أول مرسوم رئاسي إنهاء مهام اللواء عبد الغني مالطي، بصفته قائدا للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، فيما وقع الرئيس على مرسوم تعيين اللواء مالطي رئيسا لأركان قيادة القوات البرية، تم استخلافه على رأس قيادة الأكاديمية العسكرية بالعميد علي سيدان. ويبدو أن الحركة التي أجراها الرئيس بوتفليقة على قيادة أركان الناحية العسكرية الرابعة ، ذات علاقة مباشرة برهانات الوضع الأمني واستقرار المنطقة في ظل التهديدات التي تشهدها المنطقة الحدودية الممتدة على حوالي 1000 كيلومتر مع ليبيا، والتي أصبحت غير آمنة بسبب انتشار الأسلحة الليبية التي سبق وأن شكلت مبعث قلق للجزائر عبرت عنه صراحة في العديد من المنابر منذ أندلاع الثورة في ليبيا. في نفس السياق، وفي مرسوم رئاسي آخر أنهى الرئيس مهام العميد حسان علايمية، بصفته رئيس أركان الناحية العسكرية الرابعة، وتم استخلافه بالعقيد عبد الوهاب شرابرية، فيما عين رئيس الأركان المنتهية مهامه كنائب لرئيس الأركان الجديد، كما أنهى الرئيس مهام نائب قائد الناحية العسكرية الرابعة ويتعلق الأمر بالعميد رشيد قطاف. الحركة التي أجراها رئيس الجمهورية، بالناحية العسكرية الرابعة وقيادة القوات البرية وقيادة الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، والتي أصبحت عملية منذ بداية الشهر الجاري، تأتي في سياق الحركة التي مست قيادات أركان النواحي العسكرية التي أجراها الرئيس السنة الماضية، كما تأتي تزامنا مع نفس التوقيت مع الترقيات التي أفرج عنها الرئيس في الخامس جويلية الماضي، بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال، وهي الترقيات التي أفضت إلى ترقية 31 عقيدا إلى رتبة عميد و10 عمداء إلى رتبة لواء، وكان من بين الضباط السامين الذين تمت ترقيتهم في الخامس جويلية الماضي إمرأة رقيت إلى رتبة عميد لتصبح بذلك ثاني امرأة تتقلد هذه الرتبة في صفوف الجيش الوطني الشعبي. كما تتزامن الحركة التي مست قيادة الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، مع برنامج الإصلاح والعصرنة الذي شرعت في تطبيقه قيادة الأكاديمية، ومعلوم أن الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة تعتبر مدرسة للقيادة ذات طابع عسكري تدمج بين القواعد العلمية ضمن التكوين الذي توفره للطلبة المتربصين مع الاهتمام بالجانب الرياضي والثقافي، وتتزامن من جهة أخرى مع ارتفاع تعداد حاملي البكالوريا الجدد الراغبين في الالتحاق بالأكاديمية للحصول على تكوين عسكري.