بالغ الإعلام التونسي، وإدارة فريق الترجي في الإساءة إلى الحكم الجزائري عبيد شارف مهدي، على خلفية مباراة الذهاب ضمن نهائي رابطة أبطال إفريقيا في القاهرة، حيث لم يتوقف الانتقاد على أخطاء الحكم الجزائري الفنية، بل تعداه إلى اتهامه بأخذ الأموال الطائلة من إدارة النادي الأهلي، وكان إقران اسم مهدي عبيد شارف، بالجزائري، هو المبالغة التي لا معنى لها، بالرغم من أن الحكم الجزائري ارتكب فعلا أخطاء فنية أثرت على سير المباراة والنتيجة في مجملها التي انتهت بثلاثية قاسية للأهلي المصري في مرمى الترجي، ومنها هدفان في مرمى الترجي من ركلتي جزاء أكدت كل التقارير أنها ظالمة لممثل الكرة التونسية ورفقاء يوسف بلايلي الذين سيستقبلون الأهلي في تونس، وهم مطالبون بما يشبه المعجزة بالفوز بهدفين نظيفين من دون تلقي أي هدف أمام فريق يضم حارسا ومدافعين من الطراز العالي. الأخطاء التحكيمية واردة، والجزائر تضررت كثيرا منها، ولا يمكن نسيان خروجها الظالم من مونديال إيطاليا 1990 من خطإ من الحكم التونسي الشهير علي بن ناصر، ففي المقابلة الفاصلة من أجل الحصول على بطاقة التأهل للمونديال الإيطالي للمرة الثالثة على التوالي، تعادل الخضر في قسنطينة في ليلة شتوية أمام مصر من دون أهداف، وارتطمت كرة ماجر مرتين في خشبة الحارس أحمد شوبير، وتمت إقالة المدرب كمال لموي، وتعويضه بالشيخ كرمالي، الذي رفع التحدي وتعادل في مباراة ودية في إيطاليا أمام المنتخب الأزرق من دون أهداف، وقدّم مباراة دفاعية كبيرة، زرعت الأمل في قلوب الجزائريين. سافر الخضر إلى القاهرة أمام 120 ألف مناصر ملتهب لا همّ لهم سوى الإطاحة برفقاء بلومي، المباراة جرت في 17 نوفمبر من سنة 1989 في ملعب ناصر بالقاهرة، ولم تمر منها سوى أربع دقائق حتى سجل حسام حسن هدفا بعد الاعتداء على الحارس الجزائري الهادي العربي من طرف اللاعب أحمد رمزي، فتلقى إصابة خطيرة، كما اعتدي على الحارس مرة ثانية في الشوط الثاني وكاد يفقد حياته، ومع ذلك أعلن الحكم التونسي بن ناصر شرعية الهدف أمام حيرة الجزائريين وغضبهم، ولم يكن عادلا في ما تبقى من أطوار المباراة التي سيطر في شوطها الثاني الجزائريون، وكان بإمكانهم التعديل والتأهل لمونديال إيطاليا، ولكن الحكم التونسي كسر سير المباراة، ومعروف عن هذا الحكم أنه كان بطلا من دون منازع في كأس العالم في المكسيك 1986، عندما منح مارادونا هدفا غير شرعي بارتقائه أمام إنجلترا ووضع الكرة بيده في الشباك، في الدور ربع النهائي، وهي حادثة لم ينسها لا مارادونا ولا الإنجليز ولا عشاق الكرة، بدليل أن دييغو مارادونا في أوت من سنة 2015 زار الحكم التونسي في بيته وقدم له هدية عبارة عن قميصه بألوان الأرجنتين بإمضائه، وهو ما تم تفسيره في الصحافة الإنجليزية بالثمن الذي تم دفعه، بعد أكثر من ثلاثين سنة، وبالرغم من أن الحكم بن ناصر ظلم الجزائريين إلا أن الحملة عليه لم تكن أكثر من انتقاد لحكم معرض للخطإ في أي لحظة. الجزائريون مقتنعون إلى حد الآن بأنهم كانوا يستحقون الصعود إلى مونديال إيطاليا، بدليل أنهم أحرزوا اللقب القاري بسهولة في سنة 1990، ولكن الحكم التونسي البالغ من العمر حاليا 74 سنة ظلمهم وحرمهم من مونديال كان سيكون الرقم خمسة في تاريخ الجزائر، والمصريون يحتفلون في كل 17 نوفمبر بفوزهم بهدف من خطإ تحكيمي على الجزائر، وتحوّل منذ تلك المباراة حسام حسن بالرغم من أنه لاعب عادي جدا، إلى بطل قومي وأسطورة في مصر، والسبب الحكم التونسي الذي تعاطف مع الفريق المستضيف ورأى بأن الجمهور القياسي الذي حضر المباراة لا يجب أن يغادر إلا فرحان، ومع ذلك لم تزد الانتقادات التي وجهت إلى الحكم التونسي أكثر من الكتابات الصحفية العابرة، عكس ما يحدث حاليا مع عبيد شارف في تونس. ب. ع