استدرجت أغلب الأحزاب السياسية أساتذة ومعلمين من مختلف المراحل التربوية الى قوائمها الإنتخابية المرشحة للتشريعيات المقبلة، لكن القليل منها فقط مكنتهم من مرتبة يمكن أن يتسربوا منها الى البرلمان، عدا القليل منهم ممن منحتهم أحزابهم أو مواقعهم الإجتماعية والسياسية مكانة متقدمة في الإنتخابات التشريعية الماضية، على غرار المفتش التربوي امحمد عنان الذي وصل الى قبة البرلمان تحت مظلة حمس بولاية تيبازة. لكن المعادلة الثابتة في لعبة الإستقطاب بين الأساتذة والأحزاب هي أن الأحزاب السياسية لم تعد تراهن كثيرا على الأساتذة، بالنظر الى تراجع موقع الأستاذ والمعلم في المنظومة الإجتماعية والشعبية ونقص تأثيراته الإجتماعية، وبالتالي ضعف موقفه عندما يتعلق الأمر بالخيارات السياسية على عكس الصورة التي كانت عليها الأمور منذ بداية التسعينيات الى غاية الإنتخابات التشريعية الأولى عام 1997. حركة النهضة في العاصمة خطفت ناشطة سابقة في جمعية الإرشاد والإصلاح الوطنية، وهي الأستاذة خنوش مليكة والتي شاركت في تأسيس حركة المجتمع الإسلامي - حماس - في 1991، والتي تعتقد أن البرلمان قناة مهمة في رفع انشغالات أسرة التعليم وتطوير المنظومة التربوية وإعادة الاعتبار الى القيم التربوية والمبادىء الاسلامية في المنظومة التربوية. وأوضحت أن انغماسها في العمل الدعوي والتربوي هو الذي دفعها للترشح الى المجلس الشعبي الوطني دفاعا عن الأسرة التربوية ورسالة المعلم النبيلة. من جهتها، حركة الطبيعة والنمو التي يقودها في العاصمة النائب البرلماني لحركة الإصلاح المحسوب على جاب الله عيسى عيساوي ضمنت قائمتها مديرة متوسطة في العاصمة مريم حامد والتي احتلت المرتبة السادسة في أول تجربة في العمل السياسي بالنسبة لهذه السيدة، التي لم تجد حين سألناها عن وجهتها السياسية ودوافع رغبتها في خوض التجربة البرلمانية سوى القول إنها ترغب في مساعدة النائب السابق عيساوي على تكريس تجربته البرلمانية. في سياق استقطاب أهل التربية والتعليم ضمت حركة الوفاق الوطني، خاصة في ولاية ميلة، قائمة راهنت كثيرا على الأساتذة والمعلمين من خلال انخراط عدد كبير منهم في القائمة التي يتصدرها أحد الأساتذة ويليه مدير إحدى الثانويات في ولاية ميلة نجيب بن ديب والتي يمكن أن تكون تجربة مثيرة لقياس مدى استعداد الأساتذة والمعلمين للإنخراط بقوة في العمل السياسي والتوجه الى البرلمان للدفاع عن حقوقهم التي لم تنجح والنقابات في الدفاع عنها. عثمان لحياني:[email protected]