بالرغم من سعادته بعودته إلى أجواء المنافسة والملاعب ومداعبة الكرة، بعد أكثر من 13 شهرا من غيابه عنها بسبب توالي الإصابات عليه، إلا أن اللاعب الدولي الجزائري فوزي غولام مدافع نادي نابولي الإيطالي، محبط ومصدوم من التجاهل الذي يلقاه من طرف مسؤولي الاتحاد الجزائري لكرة القدم والمنتخب الوطني، الذين لم يسألوا عنه طيلة الفترة التي كابد فيها الويلات للتخلص من إصاباته "اللعينة" وكفاحه للعلاج والتعافي من أجل العودة إلى فريقه وإلى صفوف "الخضر". وكشف مصدر جد مقرب من غولام ل"الشروق" بأن اللاعب أصيب بالإحباط بسبب عدم سؤال أي من مسؤولي الفاف والمنتخب عنه، أو تقصي أخباره ورفع معنوياته جراء الإصابات الكثيرة التي تعرض لها منذ الإصابة الأولى في مطلع شهر نوفمبر من العام الماضي وإلى غاية موعد عودته إلى الملاعب مطلع الأسبوع الحالي. وأضاف ذات المصدر بأن إحباط غولام تجاه "الفاف" ازداد، بعد أن تلقى دعما معنويا جارفا سواء من مشجعي الفريق وطواقمه الإدارية والفنية والطبية وزملائه في الفريق، فضلا عن زملائه بالمنتخب وحتى جماهير المنتتخب الوطني التي تفاعلا معه عل حساباته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي، كما وجد غولام بحسب مصدرنا دعما معنويا قويا يتمثل في تواجد أفراد عائلته بمدرجات ملعب سان باولو في المباراة الأخيرة في الدوري الإيطالي أمام فروزينيني والتي شهدت مشاركته طيلة أطوار اللقاء، كما قدم تمريرتين حاسمتين ساهمتا في الفوز العرضي المحقق. تداعيات ملاسنات غولام مع زطشي بعد مباراة زامبيا وفي انتظار موقف مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي إزاء غولام، يبدو أن "الجفاء" الذي يطبع علاقة الفاف مع اللاعب، لا يزال مستمرا منذ شهر سبتمبر من العام الماضي، عندما تلاسن غولام مع رئيس الفاف خير الدين زطشي بغرف الملابس بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، بعد نهاية مباراة زامبيا التي خسرها "الخضر" بهدف لصفر وقتها، وبددت أحلام المنتخب في التأهل إلى مونديال روسيا. وكانت "الشروق" قد كشفت وقتها بأن زطشي هاجم اللاعبين بغرف الملابس، ولمّح لتعمد بعضهم الخسارة، ما جعل غولام ينتفض ويتلاسن معه بل بلغ به الأمر إلى حد قوله (غولام):" نحن جزائريون مثلكم لماذا تتحدث معنا بهذه الطريقة؟"، قبل أن يضيف:"إذا كنتم لا تريدونني، يمكنكم فقط عدم توجيه الدعوة لي"، وتزامنت تلك الملاسنات مع قرارات اتخذها زطشي باستبعاد عدد من "كوادر" الخضر على غرار سليماني ومحرز وبن طالب، بعد اتهامهم بالتخاذل، حيث تم استبعادهم من مباراة الكاميرون في شهر أكتوبر التالي، ما أثار ضجة عارمة وجدلا كبيرا. بيانات "العار" و"الفضيحة" ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فوسط أنباء عن اعتزام عدد من اللاعبين المحترفين عدم الحضور لمباراة الكاميرون بسبب ما حصل بعد مباراة زامبيا، وجهت الفاف الدعوة لغولام لحضور تلك المباراة، لكن اللاعب راسل الفاف وأشعرها باستحالة قدومه بسبب معاناته من المرض، لكنها شككت في ذلك عبر بيان رسمي، ما جعلها توفد طبيبا إلى الجنوب الإيطالي لمعاينة الوضع الصحي للاعب، أملا منها في دحض "إدعاءاته" قصد "فضحه" أمام الرأي العام، لكنها وقعت في فضيحة بعد أن كشفت في بيان رسمي أخر بعدها، بأن اللاعب كان "مريضا فعلا" و لم يكن قادرا على خوض مباراة الكاميرون يوم 7 أكتوبر من العام الماضي في الجولة الخامسة من تصفيات مونديال روسيا 2018 بياوندي، و لا التربص الذي سبقها و الذي جرى بالمركز التقني لسيدي موسى ما بين 2 و 7 من نفس الشهر، وأكدت الفاف وقتها عبر موقعها الالكتروني الرسمي بأن اللجنة الفدرالية الطبية للاتحادية قد تلقت نتائج التحاليل البيولوجية التي قام بها مخبر مختص في نابولي بطلب من طبيب أوفدته الفاف إلى هناك قصد إخضاع فوزي غولام للخبرة الطبية، و أضاف بيان الفاف بأن نتائج التحاليل و كذا الخبرة الطبية التي أجراها طبيب الفاف أكدت عدم جاهزية اللاعب من الناحية الصحية، و أثبتت الفاف بذلك عدم احترافيتها و سوء تسييرها لمثل هذه المسائل، حيث تسرّعت في "اتهام" اللاعب ضمنيا بالتهرب من تلبية دعوة المنتخب عبر التشكيك في مرضه، حيث قالت الفاف في أول بيان لها ردا على مراسلة رسمية تلقتها من إدارة نابولي تؤكد مرض اللاعب"في ظل استحالة التأكد من إدعاءات و مزاعم نادي نابولي لا يمكن للفاف سوى ترك "هامش الشك" له، متمنية الشفاء العاجل للاعب فوزي غولام"، و أضاف البيان"و بما أن اللاعب قد شارك في 87 دقيقة في مباراة جرت ليلة تلقي الفاف المراسلة، تدرس الفاف إيفاد طبيب إلى نابولي لفحص اللاعب مثلما يسمح به القانون"، و هو ما حدث فعلا حيث أوفدت الفاف أحد أطباءها و تأكد بنفسه من مرض اللاعب.و أكد هذا البيان بما لا يدع أي مجال للشك عدم ثقة الفاف في لاعبها و في إدارة نادي محترف كبير مثل نابولي، فضلا عن تسرعها في اتهام لاعب دون التأكد من ارتكابه "جريمة" التقاعس عن تلبية نداء المنتخب، في وقت كان المفروض أن تلتزم الفاف الصمت و الحكمة في مثل هذه المسائل الحساسة، كون اللاعب يعد أحد أعمدة المنتخب الوطني و جزء من منظومة "الخضر" و كان الواجب حمايته و عدم "التشهير" به، مع احترام الإجراءات المعمول بها في هذا الجانب و إصدار القرارات المناسبة في حال ثبوت ارتكاب اللاعب لمخالفة.