أكد المشاركون في اليوم الوطني الأول حول التكوين المتواصل في الأمراض السرطانية، والذي خصص لسرطانات الجهاز الهضمي، على ضرورة الاهتمام بالتكوين المتواصل للأطباء العامين وكل الممارسين للصحة العمومية لبلوغ مرحلة التكفل الناجع بالمصاب قبل بلوغ مرحلة الطبيب المتخصّص. قال رئيس الجمعية الجزائرية للتكوين المتواصل في الأمراض السرطانية، خلال الندوة الصحفية التي عقدها بمعية أطباء مختصين خلال جلسات اليوم الوطني الأول بفندق شيراطون عنابة، أنّ الهدف من هذه الجلسات هو رفع درجة الوعي والتكوين لدى الأطباء العامين الذين يعتبرون الحلقة الأولى في سلسلة تشخيص بعض الأمراض السرطانية التي أصبح انتشارها يزداد في الآونة الأخيرة، على غرار سرطان القولون، البروستات وسرطان عنق الرحم عند النساء، إذ أكد الدكتور صالح لعور عبد الحميد أنّ الكشف المبكر عنها يسهم في رفع نسبة الشفاء منها. من جهته، أكد الدكتور بوزيد كمال، عضو الجمعية وأحد رؤسائها الشرفيين، أنّ الشبكة الوطنية للكشف عن مرض السرطان تنتشر حاليا عبر 38 ولاية وقدمت نتائج عملها في أكتوبر الماضي، على أن تستكمل عملها في 2023 للحصول على أرقام دقيقة، مجددا التصريح بشأن تسجيل 50 ألف حالة جديدة للإصابة بالسرطان في عام 2018 وأنّ السرطان الأول حاليا لدى الرجال هو سرطان القولون بعد أن كان سرطان الرئة في العقود الماضية، بحيث تم تسجيل 7 آلاف إصابة جديدة هذه السنة للجنسين. أما لدى النساء فما يزال سرطان الثدي يتصدر المرتبة الأولى بتسجيل 12 ألف إصابة ثم يليه سرطان القولون وسرطان عنق الرحم. ويعزي الدكتور بوزيد، أسباب انتشار سرطان القولون في الجزائر إلى تغير طبيعة النظام الغذائي للجزائريين وتفضيلهم في السنوات الأخيرة الوجبات السريعة المشبعة بالدهون الحيوانية تأثرا بثقافة الأكل الغربية، وتراجع استهلاك الخضروات الطازجة وقلة ممارسة الرياضة أو انعدام ذلك، بسبب غياب الفضاءات المخصّصة لها وعدم إيلاء الاهتمام في المخططات العمرانية الحديثة لساحات المشي أو الركض الذي لا يتطلب إمكانات كبيرة مثلا، مضيفا بأنّ الأمر أصبح يتطلب سياسة وطنية شاملة تشترك فيها جميع القطاعات المعنية لأجل الحفاظ على الصحة العامة. كما شدّد الدكتور بوزيد على أهمية التّشخيص المبكر الذي يمكّن المريض من الشفاء بعملية جراحية دون المرور إلى مراحل العلاج الكيميائي، خاصة بعد فتح عديد مراكز معالجة السرطان في عديد الولايات حاليا كمراكز باتنة، سطيف ووهران، وعن قريب أدرار، الأغواط والوادي. مؤكدا بأنّ الوقاية، الكشف والتّشخيص المبكرين قد يؤديان إلى إنقاذ حياة 30 ألف حالة شخص على الأقل من مجموع المصابين في كل سنة، إذ بسبب قلة التوعية مازال الأطباء يستقبلون مرضى سرطان في حالة متقدمة من انتشار المرض، ملقيا بالدور في التّشخيص الأولي على الطبيب العام، سواء في القطاع العام أو الخاص، بحيث يجب أن يكون الطبيب مكوّنا جيدا ومتابعا لحالة المريض ويدفعه إلى الكشف للتأكد من حالته الصحية ثم توجيهه لاحقا إلى المصلحة المختصة إن تأكدت إصابته مع التأكيد على دور الممرضين والأطباء النفسانيين أيضا في مرافقة المريض وإعلامه بالإصابة.