قال رشيد بوجدرة إن الساحة الثقافية في الجزائر تحكمها الحسابات الضيقة التي تدور في إطار الغيرة والحسد، وأضاف بوجدرة في تصريح للشروق على هامش توقيع كتبه بالمسرح الوطني أن الطبعة العربية من كتابه "زناة التاريخ" حققت إقبالا كبيرا من طرف القراء مقارنة بالطبعة الفرنسية حيث احتفى به القراء وبيعت منه نسخ أكثر من الطبعة الفرنسية. ورفض بوجدرة اعتبار القارئ المعرب قارئا كسولا أو غبيا مثلما يذهب إليه بعض الملاحظين، مؤكدا أن قراء العربية يبذلون جهدا لقراءة العمل بالفرنسية في حال عدم وجود نسخة معربة للعمل. واستنادا إلى تجربة كتاب "زناة التاريخ" قال المتحدث إن قراء الفرنسية اكتشفوا فيه أشياء ولكنه بيعت منه نسخا بالعربية أكثر من تلك التي بيعت بالفرنسية. حضور بوجدرة الطبعة 13 من مهرجان المسرح المحترف كانت مناسبة والفرصة مواتية ل"الحلزون العنيد" للقاء قرائه والتأكيد على قناعاته القديمة بخصوص عديد القضايا الثقافية وخاصة تلك المتعلقة بعلاقة المسرح بالأدب حيث أكد المتحدث أن القطيعة الموجودة بين أهل الخشبة وكتاب الأدب تشبع غيرها من القطائع والعداوات التي تحكم الساحة الثقافية وهي قائمة على حسابات شخصية ضيقة. وقال رشيد بوجدرة إن المسرحيين وأهل الخشبة يعادون النص الجزائري ويتهيبون من الاقتراب من القصة أو الرواية للاقتباس منها ويهربون في مقابل ذلك للنصوص العالمية خاصة تلك التي تفصلنا عن أصحابها العقود والسنوات. وبرر بوجدرة هذا الأمر بالغيرة والحسد الذي يحكم الوسط الأدبي وما يحكم عملية الاقتباس من أداء للحقوق والتزامات تجاه أصحابها ورغم أن النصوص الروائية الجزائرية كثيرة وبعضها سهل للمسرحة، مثل أعمال كاتب ياسين لكن وباستثناء بعض الأعمال القليلة جدا تعد على أصابع اليد "الطاهر وطار، واسيني الأعرج وبوجدرة" يبقى المسرح يعادي النص الجزائري. وأرجع بوجدرة عداء وقطيعة الجمهور مع الخشبة إلى تردي الحياة الثقافية عموما في بلادنا نتيجة غياب سياسة ثقافية واضحة من شأنها أن تقدم صورة البلد الحقيقية، فحسب بوجدرة هذه الصورة لا يصنعها الاقتصاد ولكن الثقافة هي التي تدفعها إلى الأمام. وحسب بوجدرة فإن المسرحي ليس شرطا أن يكون مناضلا ليقنع جمهوره، فالفن لا يتطلب النضال بقدر ما يتطلب امتلاك الأدوات والتحكم في كيفية استعمالها.