يسير الفنان مصطفى لعريبي بهدوء تام لأن يكون نجم الشاشة الرمضانية في 2012، رغم أن دوره في مسلسل "دموع القلب" لم يعطه حتى الآن المساحة الكافية من أجل إثبات جميع قدراته الفنية، ولكن الأكيد أن عودته من خلال مسلسل اجتماعي محت كثيرا من الزلات والسقطات التي ظهر بها عبر المسلسل البوليسي المسمى "الفرقة الزرقاء" العام الماضي! مصطفى لعريبي لا يكاد يجد منافسا له في رمضان، باستثناء الممثل عزالدين بورغدة والذي دخل المنافسة بعملين، هما "للزمن بقية"، و"خالتي لالاهم"، وهذا الأخير يندرج ضمن مسلسلات السيتكوم الكوميدية، لكن بورغدة لم يتألق فيه بشكل واضح كما لم يستثمر ضمن أحداثه قدراته الكوميدية...هذا إن وجدت أصلا! ولعل كثيرا من الأعمال الفنية التي تم عرضها في رمضان، تمحورت حول البطل الواحد، وهو ما كان سببا مباشرا في غياب دور بطولي رجالي في مسلسل "الوجه الآخر" لجميلة عراس مثلا، حيث منحت هذه الأخيرة فرصة كبيرة لممثلين جدد، قادمين من المسرح، أو يظهرون على الشاشة للمرة الأولى في أدوار بطولة، لكن مساحة بروزهم جاءت متساوية إلى حد صعوبة فرز الأفضل منهم أو السيء! رمضان 2012، شهد أيضا اقتحام عدد كبير من نجوم المسرح للدراما التلفزيونية، ورغم أنها ليست المرة الأولى بالنسبة لكثير منهم، إلا أن ظهور هؤلاء أفرز العديد من الإشكاليات التقنية والمهنية على غرار اللغة المسرحية التي نقلوها معهم على الشاشة الصغيرة، ومن أبرز هؤلاء الممثل سمير بوعناني في مسلسل "السرعة الرابعة"! فنان آخر لفت الانتباه من خلال ظهوره في عملين، هو الممثل رضا لغواطي الذي بات يحقق انتشارا فنيا كبيرا عاما بعد آخر ، حيث لعب هذه السنة بطولة مسلسلين هما "شمس الحقيقة" ودموع القلب..وأثبت موهبته وسر اعتماد المخرجين عليه، وكذا حرص البعض على الاحتفاظ ب"لغواطي" كجزء أساسي من الشاشة الرمضانية في كل موسم. الممثل مروان بدوره، ومن خلال "النيو لوك" الذي ظهر به في الجزء الثاني من مسلسل "الذكرى الأخيرة" برهن أيضا على أنه نجم المواسم المقبلة، رغم أنه حقق جزءا كبيرا من التألق عبر مسلسلات وأعمال اجتماعية متنوعة، يبدو بأن اختياره لها كان دقيقا، حيث يظهر أيضا من خلال مسلسل "دموع القلب" بشخصية مختلفة، ومروان يتوفر على كل شروط النجاح، من الموهبة، إلى الشكل الجذاب على الشاشة والذي يجعله "جنتلمان" الدراما الجزائرية بدون منازع حتى وإن افتقد لعمل كبير يقدمه بالشكل الصحيح والمضيء أكثر.. وبخصوص الأعمال الكوميدية، فإن اختيار الممثل صالح أوقروت للظهور على شاشة نسمة هذا العام، فسح المجال لبروز أسماء كوميدية جديدة، طغى عليها صويلح خلال السنوات الماضية من خلال بطولته ل"الجمعي فاميلي"، حيث عاد لخضر بوخرص إلى الشاشة بقوة من خلال عملين، هما عمارة الحاج لخضر وهموم الناس، راهن من خلالهما على تقديم كوميديا محلية خالصة في إشارة إلى أن بعض الأعمال الأخرى، وتحديدا تلك التي يقدمها جعفر قاسم لا علاقة لها بالبيئة الجزائرية، بل إن معظم أفكارها مستوردة...أو هكذا يعتقد البعض! وبرز مع لخضر، الفنان كمال بوعكاز الذي شكل ثنائيا قويا هذه السنة مع صديقه القديم، حيث ظهر بشخصية السعيد في الجزء الجديد من العمارة، كما تقمص عدة شخصيات أخرى في سلسلة هموم الناس، وبيّن أن لديه طاقات كوميدية هائلة، وإن لم يوظفها بالشكل السليم في كل خرجاته حتى الآن! مصطفى هيمون يعد بكل المقاييس أيضا أكبر مفاجآت رمضان 2012، فالممثل الكوميدي الذي انطلق من مدرسة بلا حدود لمحطة وهران الجهوية، تخلى عن جلده الطبيعي في سبيل الظهور مع جعفر قاسم ضمن عمله الجديد "قهوة ميمون"، وهي الخرجة التي رحب بها البعض وانتقدها آخرون، بعدما اعتبروا أن مصطفى غير هاك ضيع كثيرا من رصيده الجماهيري بهذه الشخصية البعيدة تماما عن شكله المعتاد، رغم الإدارة الجيدة للمخرج جعفر قاسم وبراعته في إعادة اكتشاف الممثلين بصورة مغايرة عن تلك السائدة، لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة!