هاجم عدد من الأشخاص المحسوبين على التيار السلفي المتشدد مسيرة سلمية ليلة الجمعة إلى السبت بوسط مدينة قابسالتونسية، نظمت في إطار مهرجان "نصرة فلسطين" الذي يُنظم لمناسبة اليوم العالمي للقدس. وقال شاهد في حديث مع وكالة يو بي أي، إن نحو 30 شخصا من الملتحين المحسوبين على التيار السلفي "هاجموا بالعصي والهراوات المشاركين في مسيرة بحجة أنهم شيعة، ولا يحق لهم نشر مذهبهم في مدينة الصحابي أبو لبابة الأنصاري". ويوجد في مدينة قابسالتونسية (400 كيلومتر جنوب شرق تونس العاصمة)، قبر يُنسب إلى الصحابي المنذر بن زبير بن زيد الأوسي، المعروف بإسم أبو لبابة الأنصاري الذي يُقال إنه كان حلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقال الشاهد الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن المواجهات بين السلفيين والمشاركين في مسيرة "نصرة فلسطين"، تواصلت لأكثر من ساعة وسط غياب تام لقوات الأمن، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى. وشهدت تونس خلال الأسبوع الجاري تحركات عنيفة للتيار السلفي، حيث عمد عدد من المحسوبين على هذا التيار إلى إلغاء عرض مسرحية للفنان الفكاهي لطفي العبدلي تحت عنوان "100 بالمائة حلال"، كما أفسدوا ليلة الخميس-الجمعة ،الحفل الختامي للدورة الثانية لمهرجان الأقصى في مدينة بنزرتالتونسية الذي شارك فيه المعتقل اللبناني السابق في السجون الإسرائيلية سمير القنطار. واقتحم السلفيون المتشددون بالسيوف والهراوات والعصي المكان المخصص لهذا الحفل بدار الشباب بمدينة بنزرت بحجة ان سمير القنطار شيعي، واشتبكوا مع الحضور ما أسفر عن سقوط 5 جرحى. يشار إلى أن مظاهر التطرف باسم الإسلام بدأت تتخذ منحى تصاعديا في تونس، وصبغة طائفية ، فيما تتغاضى السلطات الأمنية عن هذه الأعمال ،حتى أن الناطق باسم وزارة الداخلية لم يجد ما يُبرر به عدم تدخل قوات الأمن في بنزرت لوقف العنف السلفي سوى القول، إن ما حصل في بنزرت ومحاولة الاعتداء على سمير القنطار، "هو سوء تقدير من العناصر الأمنية التي كانت مرابطة في المدينة".