رفض مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم جمال بلماضي الضغط على نجم نادي أولمبيك ليون الفرنسي، حسام عوار قصد ضمه إلى صفوف "الخضر" في الفترة القادمة، رغبة منهما لمنحه مزيدا من الوقت للتفكير ودراسة قراره النهائي بخصوص المنتخب الذي سيلعب له مستقبلا، وكذا تفادي إحراج اللاعب في الوقت الحالي، في ظل اشتداد الحديث عنه في وسائل الإعلام الفرنسية والجزائرية وعن "الجنسية الرياضية" التي سيختارها. خلافا لما تم تداوله في وسائل الإعلام المحلية، فإن مجلة "فرانس فوتبول" الرياضية الفرنسية كشفت بأن جمال بلماضي الذي كان مرفوقا برئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي، لم يلتقيا اللاعب حسام عوار شخصيا للحديث معه حول احتمال انضمامه إلى صفوف "الخضر"، وأضافت المجلة بأن بلماضي وزطشي اكتفيا بلقاء ممثلين عن اللاعب فقط، دون أن يكشفوا عن هويتهم، وجرى ذلك بالعاصمة الفرنسية باريس. وأضاف ذات المصدر بأن بلماضي الذي يصرّ بشدة بل يحلم بتواجد عوار معه في المنتخب الأول، قرر التصرف بذكاء وتوظيف طريقة مرنة في عامله مع هذه المسألة الحساسة، مع أخذ كامل احتياطاته للسعي نحو انجاح مهمة استمالة اللاعب الشاب للعب لصالح الجزائر على حساب فرنسا.وبحسب المصدر ذاته فإن بلماضي اختار طريقة مميزة في التعامل مع قضية عوار، إذ قام بشرح المشروع الذي ينوي تجسيده مع "الخضر"، وكذا خطة عمله، مشيرا إلى الفائدة القيمة التي سيمنحها عوار للمنتخب الجزائري في حال انضم إليه. بلماضي لا يريد تكرار سيناريو فقير وشددت المجلة الرياضية الفرنسية، على أن رئيس الفاف خير الدين زطشي الذي حضر جلسة العمل مع ممثلي عوار، لم يمنح أي مهلة للاعب ولا حتى أخر أجل قصد انضمامه إلى المنتخب الوطني، مشيرة إلى أنه لا يريد فرض أي ضغط على نجم ليون الصاعد ولا حتى على محيطه، وأشارت "فرانس فوتبول" إلى أن الفاف لا تريد تكرار سيناريو اللاعب نبيل فقير الذي تعرض لضغط رهيب مطلع العام 2015، إذ اختار اللعب للجزائر صباحا ولتم توجيه الدعوة له لحضور تربص بالعاصمة القطرية الدوحة في نهاية شهر مارس من نفس العام، قبل أن يتراجع اللاعب عن قراره مساء، ويختار اللعب للمنتخب الفرنسي بضغط من رئيس فريقه جون ميشال أولاس ووكيل أعماله الذي كان هو نفسه وكيل أعمال مدرب المنتخب الفرنسي ديديي ديشان. عوار والفاف أمام منعرج حاسم في نهاية مارس المقبل وأوضحت المجلة الفرنسية، بأن حسام عوار لن يشارك على الأقل في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 التي ستجري في مصر في الصيف المقبل، كونه سيشارك مع المنتخب الفرنسي لفئة أقل من 20 سنة في كأس أمم أوروبا التي ستجري ما بين ماي وجوان المقبلين في بولونيا، من منطلق أن بلماضي لم يتحدث خلال اجتماعه بممثلي اللاعب عن الاستحقاقات القادمة التي تنتظر الخضر وأولها "كان2019″، وإنما حاول أن يلعب على وتر العاطفة، قصد استمالة عوار، على غرار الحديث عن أصوله والجذور الجزائرية لوالديه وعائلته، والسير على خطى سابقيه على غرار رياض محرز، ياسين براهيمي وفوزي غولام وآخرين ممن اختار اللعب للوطن الأم بدلا من بلد المولد فرنسا. ويملك عوار، فرصة تسيير مسألة الفصل في مستقبله الكروي الدولي، كون احتمالات اختياره اللعب للجزائر هي نفسها تجاه اللعب لفرنسا، إلا إذا قام مدرب المنتخب الفرنسي الأول ديديي ديشان بدعوته للعب مع المنتخب في شهر مارس المقبل في تصفيات كاس أمم أوروبا 2020 والتي أضحت تلعب اليوم على شكل بطولة أوروبية مصغرة أطلق عليها الاتحاد الأوروبي للعبة (دوري الأمم الأوروبية)، وإذا ما لبى عوار النداء فإنه سيضيع نهائيا من المنتخب الجزائري.