عرفت ولاية غرداية توافدا كبيرا للسياح الأجانب خلال السنة الفارطة 2018 بأكثر من 4041 سائح، مقارنة بسنة 2017 التي شهدت قدوم 2758 سائح أجنبي، أي بزيادة 1283 سائح، بنسبة تقدر ب 46.51%، حسب تصريح رسمي لرئيس الأمن العمومي لدى المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بغرداية مساعدية عبد اللطيف، على هامش ندوة صحفية لعرض حصيلة نشاطات سنة 2018. أبرز نفس المتحدث أن هذه المؤشرات تعكس عودة الاستقرار والأمن إلى ربوع ولاية غرداية، عقب الأحداث الدامية التي عاشتها في السنوات الأخيرة، فضلا عن بروز دور وحدات الدرك الوطني في تأمين السياح الأجانب. وتعد غرداية وجهة سياحية بامتياز، لأنها تزخر بالعديد من المعالم السياحية، وتحمل إرثا ثقافيا وحضاريا عريقا يشكل عامل استقطاب، خاصة للسياح الأجانب، الذين هم في تزايد مستمر من سنة إلى أخرى، ما ساهم في إحداث حركية سياحية، إضافة إلى توفر المنطقة أيضا على مؤهلات للتوسع السياحي على غرار 03 مناطق مصنفة، منها منطقتان (02) في بلدية زلفانة، ومنطقة (01) في بلدية القرارة، حيث تمنح هذه المناطق فرص الاستثمار السياحي، خاصة في مجال السياحة الحموية. إضافة إلى وجود 05 مناطق للتوسع السياحي مقترحة للتصنيف في طور الدراسة في كل من بلديات غرداية، متليلي، المنصورة، القرارة، والمنيعة. فضلا عن محمية طبيعية بالمنيعة سبخة المالح مساحة 19800 هكتار مصنفة، وكذا توفرها على 24 مؤسسة فندقية، بطاقة استيعاب تقدر ب 905 غرفة و1841 سرير. ومما يساعد قطاع السياحة بغرداية على استعادة حيويته، توفر الأمن وتراجع مستوى الجريمة، حيث عرفت سنة 2018 مقارنة بسنة 2017 زيادة طفيفة في معالجة الجرائم ضد الممتلكات بنسبة 02.74%، وارتفاع في معالجة الجرائم ضد الأشخاص بنسبة 19.54%، وانخفاض من جهة أخرى في الجرائم المرتكبة ضد الأسرة والآداب بنسبة 22.85%. وتبين الإحصائيات انخفاضا في عدد المواشي المسروقة، مع ارتفاع عدد المواشي المسترجعة، بحيث تمت سرقة 351 رأس ماشية، واسترجاع 201 رأس سنة 2018، فيما تمت سرقة 499 رأس، واسترجاع 52 رأسا خلال سنة 2017. بينما تم تسجيل انخفاض في عدد السيارات المسروقة، إذ تم استرجاع سيارتين مسروقتين خارج إقليم الاختصاص، مع تفكيك شبكة مختصة في سرقة وتزوير السيارات، حيث تم توقيف سبعة (07) أشخاص وإيداعهم الحبس. كما شهدت سنة 2018 أيضا مقارنة بسنة 2017 ارتفاعا في عدد قضايا المخدرات والأقراص المهلوسة، فقد تم حجز 134.772 كلغ من الكيف المعالج، و158649 قرص مهلوس، و62 نبتة، وكذا 299 غرام من القنب الهندي، ومعالجة 29 قضية، مع توقيف 33 شخصا، وهذا بتسطير برنامج خاص، يكمن في مكافحة الاتجار غير الشرعي للمخدرات، وكيفية التصدي لهذه الظاهرة وذلك بتسخير كل الوسائل المادية والبشرية لضرب البنية التحتية للشبكات الناشطة في هذا المجال على مستوى إقليم المجموعة. وفي ما يخص التصدي لحوادث المرور عبر إقليم الاختصاص للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بغرداية، تمت معاينة خلال سنة 2018 نحو 66 حادث مرور، منها 03 مادي، و33 جسمانيا، و30 مميتا، نتج عنها 47 قتيلا و153 جريح، وبمقارنتها مع سنة 2017 التي تم فيها معاينة 125 حادث مرور، سُجّل انخفاض قدره (-59) حادثا، أي بنسبة (-47.20%) وانخفاض في عدد الوفيات ب: (-13) قتيلا بنسبة – 21.66% وانخفاض في عدد الجرحى ب (-142) جريح بنسبة – 48.13 % حيث تعد هذه الأرقام مشجعة لمواصلة الجهود في سبيل محاربة ظاهرة حوادث المرور، بالنظر إلى أهمية شبكة الطرقات التي يبلغ طولها 1682كم. وأمام تحسن الوضع الأمني لولاية غرداية، يتوقع أن يستمر قطاع السياحة في الانتعاش أكثر خلال السنة الجارية، تزامنا مع احتضان عدة أنشطة ومناسبات وطنية ودولية، تشجع السياح الأجانب على التوافد بأعداد هائلة، كما شهدته المنطقة في وقت مضى.