أوقعت قرعة نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 التي تحتضنها مصر شهر جوان المقبل المنتخب الوطني في المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات السنغالوكينياوتنزانيا، وهي المجموعة التي يصفها الكثير من المتتبعين بالمتوازنة، ما يتطلب على أبناء المدرب جمال بلماضي أخذ الأمور بواقعية، بغية التفاوض بجدية قصد تجاوز عقبة الدور الأول كخطوة ممهدة لتحقيق بقية الطموحات. سيخوض المنتخب الوطني تحديات “كان 2019” بنية العودة بقوة إلى واجهة العرس الإفريقي، وبالمرة محو نكسة “كان 2017” التي خرج فيها “الخضر” من الدور الأول، بسبب الوجه الشاحب الذي ظهرت به العناصر الوطنية تحت قيادة البلجيكي ليكنس، ما جعل الإقصاء حينها مجرد تحصيل حاصل، بدليل أنه مهد لانسحاب الرجل الأول في الفاف محمد روراوة، تاركا مكانه لزطشي الذي تم تعيينه من طرف الجمعية العامة بطريقة لا تزال تثير الكثير من الجدل. وسيواجه محاربو الصحراء منتخبات المجموعة الثالثة بخلفيات تاريخية، إذ أن أبناء بلماضي لديهم ذكريات عديدة مع السنغالوكينياوتنزانيا، تصب بين الايجابيات والنكسات، فلا يزال الجمهور الجزائري يتذكر مباراة نصف نهائي “كان 90” الحاسمة في الجزائر، حين تفوّق زملاء ماجر بصعوبة، وكان “قري قري” الحارس السنغالي شيخ ساك قد صنع الحدث حينها في ملعب 5 جويلية قبل أن يبطل مفعوله اللاعب عماني بهدف حاسم رجح به الكفة لمصلحة “الخضر”، أما منتخب كينيا فهو مرادف لنكسة الخروج من الدور التمهيدي لتصفيات مونديال 98 بفرنسا، حيث اكتفى زملاء بلال دزيري بهدف يتيم غير كاف لمواصلة المشوار، ناهيك عن تضييع ركلة جزاء في وقت حساس، ما عصف حينها بالمدرب علي فرقاني، أما المباريات مع منتخب تنزانيا فقد كانت عادية، ولم تخلف استثناءات مع “الخضر”. المنتخب الوطني واجه نظيره السنغالي في 21 مباراة منها11 رسمية ندية كبيرة مع السنغال و”قري قري” شيخ ساك لا يزال في الأذهان إذا كان المنتخب الوطني قد واجه نظيره السنغالي في 21 مباراة (11 منها رسمية)، فإن هناك عديد المباريات التي يمكن تصنيفها في خانة الحاسمة، وقال فيها “الخضر” كلمتهم، والبداية بلقاء نصف نهائي “كان 90” الذي نظمته الجزائر، حيث حقق زملاء رابح فوزا صعبا، وعلى وقع هدفين مقابل واحد، في إطار الدور نصف النهائي، فرغم افتتاح مناد باب التسجيل في وقت مبكر نسبيا بعد انفراده بالحارس الشهير شيخ ساك، إلا أن السنغاليون عادلوا النتيجة في وقت حساس، قبل أن تتوج جهود أبناء كرمالي بهدف حاسم وقعه عماني بعد تمريرة رأسية من ماجر مهدت لهم تنشيط اللقاء النهائي أمام منتخب نيجيريا، وهو الذي أثار الكثير من الشكوك آنذاك بحجة “قري قري” الذي قام به الحارس الشهير شيخ ساك للحفاظ على نظافة شباكه. ويحتفظ الجمهور الجزائر باللقاء الذي جمع المنتخبين في إطار في تصفيات “كان 2004″، حين سحق زملاء المهاجم تاسفاوت منافسهم في لقاء العودة برباعية كاملة في أجواء صيفية حارة، إلا أن هذا الفوز لم يشفع بالتأهل بسبب ما اصطلح عليها بقضية كعروف الذي شارك في إحدى المباريات دون أن يستنفذ العقوبة المسلطة عليه آنذاك، وهو ما حرم تشكيلة شابة وواعدة بقيادة المدربين إيغيل مزيان ومهداوي، وكان بمقدورها الذهاب بعيدا قبل أن تذهب ضحية خطأ إداري فادح. كما ستبقى المباراة التي جمعت “الخضر” أمام السنغال فوق ميدان ملعب البليدة في الذاكرة، حدث ذلك في إطار تصفيات مونديال جنوب إفريقيا 2010، حيث كان “الخضر” متخلفين في النتيجة قبل أن يقلب بزاز الموازين بهدف أعاد الثقة لأبناء المدرب رابح سعدان، ليضمن عنتر يحي الفوز برأسية محكمة مكنت “الخضر” من المرور إلى المرحلة الموالية للتصفيات، حيث كان لهدفي بزاز وعنتر يحي دور هام في تعبيد الطريق نحو مونديال جنوب إفريقيا. ويعد المنتخب السنغالي من بين المنتخبات الإفريقية التي خاضت مباريات هامة ومثيرة ضد المنتخب الوطني، حيث التقيا في 21 مناسبة، منها 11 مباراة رسمية، إذ فازت الجزائر في 6 مباريات منها وتعادلت في 3 مناسبات وانهزمت في مباراتين، أما في الوديات، فقد عاد الفوز للخضر في 5 مناسبات، مقابل التعادل في 3 مباريات والخسارة في مواجهتين، وقد التقى المنتخبان الجزائريوالسنغالي 3 مرات في نهائيات كأس إفريقيا، وذلك في نسخ 1990 و2015 و2017. ففي كان 90 تأهل المنتخب الوطني على حساب السنغال إلى الدور النهائي في مباراة صعبة ومثيرة، وهذا بفضل هدفي جمال مناد الذي افتتح مجال التهديف وعماني الذي رجح الكفة ردا على هدف السنغاليين، وفي “كان 2015” فاز “الخضر” بثنائية نظيفة حسمت لهم التأهل إلى الدور ربع النهائي، ما سمح لهم بمواجهة كوت ديفوار التي عادت لها الكلمة في الأخير، وفي “كان 2017” افترق المنتخبان على التعادل هدفين في كل شبكة في مباراة شكلية في آخر لقاءات المجموعة، بعدما أقصي المنتخب الوطني مبكرا وتأهلت السنغال قبل ذلك. ويخوض المنتخب السنغالي غمار “الكان” للمرة 15 في تاريخه، ويُعد أحسن إنجاز له هو بلوغ نهائي نسخة 2002 التي خسرها بفارق ركلات الترجيح أمام الكاميرون، مع الجيل الذهبي الذي كان يقوده الحاج ديوف وخليلو فاديغا. وكان المنتخب السنغالي قد احتل المرتبة الرابع في دورة 90 بالجزائر، بعد إقصائه على يد “الخضر” في نصف النهائي، وفي كان 2006 كذلك. ويضم منتخب السنغال عدة نجوم كروية بارزة، مثل ساديو ماني الناشط في نادي ليفربول، وخاليدو كوليبالي الذي يلعب لصالح نادي نابولي الايطالي، فيما يشرف على التشكيلة المدرب آليو سيسي من السنغال، وهو الذي يقود العارضة الفنية للمنتخب منذ 2015. التقى مع المنتخبات التنزاني في 9 مباريات.. سبعة منها رسمية أول مباراة ضد تنزانيا في “الكان” وسباعية غوركوف لا تزال في الأذهان التقى المنتخبات الوطني ونظيره التنزاني في 9 مباريات، سبع منها رسمية، حيث فاز “الخضر” في 3 منها وتعادلوا في 3 أخرى وخسروا في مباراة واحدة، أما الوديتان فقد عادت فيهما الكلمة للعناصر الوطنية. ويعود آخر لقاء جمع المنتخب الوطني ضد نظيره التنزاني الى العام الماضي بملعب 5 جويلية، حين تفوق “الخضر” وديا بقيادة رابح ماجر بنتيجة (4-1)، بفضل ثنائية بونجاح ثنائية، وهدف من مجاني وآخر سجله لاعب تنزاني ضد مرماه. أما آخر لقاء رسمي فعاد فيه التفوق للمنتخب الوطني بسباعية كاملة، وذلك تحت إشراف الفرنسي كريستيان غوركوف خلال الدور التصفوي التمهيدي لتصفيات مونديال 2018، في الوقت الذي لم يسبق للمنتخبين أن التقيا في كأس أمم إفريقيا على الإطلاق، خاصة أن تنزانيا تأهلت للمرة الثانية فقط في تاريخها، بعدما حضرت في نسخة 1980، حيث خرج وقتها التنزانيون من الدور الأول، بعد خسارتهم في لقاءين وتعادلهم مرة واحدة. وإذا كان المنتخب التنزاني يطمح في أن تكون عودته الى “الكان” بداية للتألق، فهو يضم أيضا عدة لاعبين بارزين، مثل مبوانا ساماتا (غينك البلجيكي)، مع الاعتماد على حنكة نجم منتخب نيجيريا سابقا إيمانويل أمونيكي الذي يشرف على العارضة الفنية للمنتخب التنزاني. لم يسبق للمنتخبين الجزائري والكيني أن التقيا في كأس أمم إفريقيا كينيا تعيد نكسة الإقصاء من مونديال فرنسا إلى الواجهة لا يزال الجمهور الجزائري حين يذكر اسم المنتخب الكيني إلا ويستعيد الذكرى السيئة التي صاحبت نكسة الإقصاء في الدور التمهيدي من التصفيات المؤهلة إلى مونديال 98 بفرنسا، حيث انتهت مغامرة الجزائر آنذاك صائفة 1996، حين اكتفى أبناء فرقاني بنتيجة هدف لصفر في ملعب 5 جويلية التي لم تكن كافية لتجاوز الهزيمة التي منيوا بها في نيروبي (3-1)، وهو الإقصاء الذي عجل حينها بإقالة المدرب فرقاني، في الوقت الذي كان بعض اللاعبين عرضة لانتقادات حادة، وفي مقدمتهم بلال دزيري الذي ضيع ركلة جزاء كانت تساوي الكثير في تلك المباراة الصادمة. وقد واجه “الخضر” منتخب كينيا في 7 مواعيد، ستة منها رسمية، حيث عادت الكلمة للعناصر الجزائرية في 3 مناسبات، مقابل خسارتين وتعادل وحيد، إضافة إلى خسارة أخرى في المباراة الودية الوحيدة. ولم يسبق للمنتخبين الجزائري والكيني أن التقيا في كأس أمم إفريقيا، ما يجعل “كان 2019” أول مناسبة للتباري في هذه المنافسة، فيما تبلغ عدد مشاركات منتخب كينيا في “الكان” ستة في المجموع، ولم يتمكن من تجاوز الدور الأول في 5 مشاركات سابقة (1972، 1988، 1990، 1992 و2004)، فيما لديه انتصار واحد في تاريخ مشاركاته، كان ذلك في “كان 2004” بتونس على حساب بوركينافاسو، علما أن المنتخب الكيني يضم بعض العناصر البارزة، وفي مقدمتهم لاعب توتنهام فيكتور وانياما، فيما يشرف على عارضته الفنية مدرب فرنسي مغمور اسمه سيباستيان مينيي. في الوقت الذي يصف الكثير تواجد السنغال بالمنتظر هكذا عادت كينياوتنزانيا مجددا إلى واجهة العرس الإفريقي إذا كان تواجد المنتخب السنغالي في نهائيات كأس أمم إفريقيا عاديا، وهو الذي سجل تواجده في أغلب النسخ السابقة، إلا أن الحظ كان إلى المنتخب الكيني في مشوار كان صعبا وحاسما، والكلام نفسه ينطبق على المنتخب التنزاني الذي يسجل ثاني مشاركة له في العرس الإفريقي في تاريخه الكروي. شهد تأهل المنتخب الكيني مباحثات وقرارات إدارية من الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، حيث قرر إيقاف نشاط الاتحاد السيراليوني لكرة القدم بسبب التدخل الحكومي في شؤونه، وصادق الاتحاد الأفريقي لكرة القدم على القرار، ليتم استبعاد منتخب سيراليون من التصفيات وإلغاء نتائجه من المجموعة السادسة التي كانت تضم المنتخب الكيني أيضا. وبناء على استبعاد نتائج منتخب سيراليون ضمن المنتخب الكيني التأهل فور صدور القرار، لتصبح البطاقة الثانية مطروحة بين كل من المنتخب الغاني ونظيره الإثيوبي. وحقق المنتخب الكيني انتصارين وتعادلا وهزيمة في المباريات ال4 التي تم احتساب نتائجها بعد إلغاء نتائج سيراليون، ليحتل وصافة المجموعة السادسة ب7 نقاط، خلف منتخب غانا صاحب الصدارة ب9 نقاط. ومعلوم أن اتحاد كينيا لكرة القدم قد تأسس عام 1960، وانضم للاتحاد الإفريقي عام 1968، ويلقب منتخب كينيا باسم “نجوم هارامبي”.، في الوقت الذي يعد فيكتور وانياما المحترف في صفوف توتنهام الإنجليزي أبرز لاعبي الفريق، كما يبرز ميكاييل أولونجا، مهاجم كاشيوا ريسول الياباني، كأحد أخطر مهاجمي الفريق، وقد أحرز هدفين خلال مشوار التصفيات. من جانب آخر، كسب المنتخب التنزاني ورقة التأهل بعد فوزه في مباراتين وتعادل في اثنين مثلهما، وخسر في أخريين، ليجمع 8 نقاط مكنته من الانفراد بوصافة المجموعة الثانية عشرة خلف المنتخب الأوغندي المتصدر برصيد 13 نقطة، وبفارق نقطتين أمام أقرب ملاحقيه منتخب اللوزوتو صاحب المركز الثالث. ويملك المنتخب التنزاني بعض النجوم، في صورة مبوانا ساماتا، مهاجم جينك البلجيكي، الذي يعد النجم الأبرز في صفوف تنزانيا، بجانب سايمون مسوفا، مهاجم الدفاع الحسن الجديدي المغربي.، علما أن اتحاد تنزانيا لكرة القدم عام 1930، وانضم إلى الاتحاد الأفريقي عام 1964، ويُلقب منتخب تنزانيا باسم “ملوك الطوائف”، وهو اسم يعود لفترة حكم المسلمين لشبه جزيرة أيبيريا “الأندلس”. نتائج المباريات التي جمعت “الخضر” مع منتخبات المجموعة الثالثة نتائج مباريات الجزائروالسنغال تصفيات كأس أمم إفريقيا 84 سنة 1983: السنغال- الجزائر (1-1) سنة 1983: الجزائر- السنغال (2-0) تصفيات كأس أمم إفريقيا 94 سنة 92: السنغال- الجزائر (1-2) سنة 93: الجزائر- السنغال (4-0) نهائيات كأس أمم إفريقيا سنة 90: الجزائر- السنغال (2-1) سنة 2015: الجزائر- السنغال (2-0) سنة 2017: الجزائر- السنغال (2-2) تصفيات كأس العالم 2002 سنة 2000: الجزائر- السنغال (1-1) سنة 2001: السنغال- الجزائر (3-0) تصفيات كأس العالم 2010 سنة 2008: السنغال- الجزائر (1-0) سنة 2008: الجزائر- السنغال (3-2) المباريات الودية: سنة 1977: الجزائر- السنغال (2-0) سنة 1981: الجزائر- السنغال (2-0) سنة 1989: السنغال- الجزائر (0-0) سنة 1990: الجزائر- السنغال (1-0) سنة 1992: السنغال- الجزائر (2-2) دورة داكار الودية سنة 1991: الجزائر- السنغال (3-1) سنة 1997: الجزائر- السنغال (0-0) سنة 2001: الجزائر- السنغال (1-0) سنة 2004: الجزائر- السنغال (1-2) دورة تولون الودية سنة 2015: الجزائر- السنغال (1-0) نتائج مباريات الجزائركينيا تصفيات كأس العالم سنة 96: كينيا- الجزائر 3-1 سنة 96: الجزائر- كينيا 1-0 تصفيات كأس امم افريقيا سنة 77: كينيا- الجزائر 2-1 سنة 77: الجزائر- كينيا 4-1 سنة 85: الجزائر- كينيا 3-0 سنة 85: كينيا- الجزائر 0-0 المباريات الودية سنة 97: الجزائر- كينيا 0-1 نتائج المباريات التي جمعت الجزائروتنزانيا تصفيات كأس العالم سنة 2015: الجزائر- تنزانيا 7-0 سنة 2015: تنزانيا- الجزائر 2-2 تصفيات كأس أمم إفريقيا سنة 1995: تنزانيا- الجزائر 2-1 سنة 1995: الجزائر- تنزانيا 2-1 سنة 2010: الجزائر- تنزانيا 1-1 سنة 2011: تنزانيا- الجزائر 1-1 الألعاب الإفريقية سنة 1973: الجزائر- تنزانيا 4-2 المباريات الودية سنة 1997: تنزانيا- الجزائر 0-1 سنة 2018: الجزائر- تنزانيا 4-1