قبل أربع سنوات، وتحديدا في 5 أفريل 2015 رحل أيقونة السينما والمسرح في الجزائر، سيد علي كويرات، تاركا وراءه إرثا سينمائيا وتلفزيونيا ومسرحيا كبيرا، عمل مع كبار الفنانين في بلاده والخارج، يوم رحيله خيم حزن كبير وسط الأسرة الفنية وكل نعاه وخلّده بطريقته. سيد علي كويرات بطل فيلم “الابن الضال” للمخرج المصري يوسف شاهين، و”الأقدار الدامية” لخيري بشارة و”الضحايا” كان نجم فوق العادة، وشخصية فنية كبيرة عايشت فترة الاحتلال الفرنسي وفترة الاستقلال وما بعد الاستقلال. ولد كويرات في 3 جانفي 1933 بالعاصمة، دخل المسرح بعد لقائه الشخصية العملاقة مصطفى كاتب الذي كان يدير فرقة مسرحية سنوات الخمسينيات من القرن الماضي، كان كويرات يشارك مع الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني التي ناضلت من أجل القضية الجزائرية ومن أجل استقلال الجزائر بالفن وبالكلمة. وفي العام 1963 سجل كويرات أول مشاركة تلفزيونية له في عمل اقتبسه مصطفى بديع من مسرحية “أطفال القصبة”، ومع مرور الوقت، جاءت الشهرة والنجاح عن طريق الفيلم التاريخي الشهير “الأفيون والعصا” للمخرج أحمد راشدي الذي حقق بهذا العمل نجاحا وصدى دوليا. ما سمح لسيد علي كويرات بالتألق في أعمال أخرى منها فيلم “هروب حسن طيرو” وفيلم “وقائع سنين الجمر” للمخرج محمد لخضر حمينة الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان “كان” السينمائي عن هذا الفيلم، وكذا مشاركته في “عودة الابن الضال” (1976) للمخرج المصري يوسف شاهين. ثم في “الأقدار الدامية” (1980) لخيري بشارة. ثم توالت مشاركته في أعمال أخرى منها مسلسل “عائلة رمضان” وغيرها، منها آخر مشاركة له في فيلم “المفتش بوب” المستمد من إحدى روايات الروائي الجزائري ياسمينة خضرة، والعمل أخرجه وأنتجه بشير درايس. ومن يتذكر سيد علي كويرات يتذكر تلك الجملة الشهيرة “علي موت واقف”.. وذاك المشهد الدرامي والملحمي الذي أداه ببراعة في فيلم “الأفيون والعصا” لأحمد راشدي، قبل أن يطلق عليه الجنود الفرنسيين الرصاص. ويوم رحيله ودفنه بمقبرة وادي الرمان، كانت “الشروق” قد تحدثت مع عديد الفنانين ورفاق دربه منهم سيد أحمد أقومي الذي قال عن كويرات: “لا أنساه أبدا ما حييت، سيبقى حيا في القلوب، أذكره لشخصه وسلوكه وتمثيله، حقا رحيله خسارة كبيرة للفن والسينما الجزائرية، أذكر أنّه أثناء التمارين، كان يغنّي بين الفينة والأخرى أغاني للراحل فريد الأطرش، حتى نرفه ونروح عن أنفسنا ونزيل تعب التمارين، كويرات لا يحب الناس الذين لا يتقنون أو لا يحبّون مهنتهم، إنّه ابن القصبة المقاتل والطيب والحنون والوطني”.. وأضاف أڤومي: “سيبقى مثالا حيا لممتهني السينما والمسرح، ابن فقير وتعلم وتثقف حتى صار نجما لا ينسى في الفن الجزائري وهو ممثل شعبي حافظ على روح الشعبية.