تدور معارك عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في محافظة إدلب شمالي غرب سوريا، أودت بحياة 130 مقاتلاً على الأقل من الطرفين خلال 48 ساعة، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، الخميس. وتخضع إدلب ومحيطها، حيث يقطن نحو ثلاثة ملايين شخص، منذ سبتمبر الماضي لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، لم يتم استكمال تنفيذه بعد. ومنذ نهاية أفريل، صعّدت قوات النظام قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً. وتدور منذ أسابيع معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي المحاذي لإدلب. وتسببت المعارك خلال 48 ساعة في ريف حماة الشمالي، وتحديداً في محوري الجبين وتل ملح بمقتل 89 من الفصائل المقاتلة بينها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مقابل 41 من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد. وقتل 35 من إجمالي القتلى في المعارك المستمرة، الخميس، هم 21 من قوات النظام و14 من الفصائل. وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن عن معارك مستمرة بين الطرفين، تترافق مع غارات تشنها طائرات سورية وأخرى روسية. وفي ريف إدلب الجنوبي، تسببت الغارات التي طالت مدناً وبلدات عدة، الأربعاء، بمقتل 17 مدنياً على الأقل، وفق المرصد. وتسيطر هيئة تحرير الشام على كامل المنطقة التي تنتشر فيها أيضاً فصائل جهادية ومقاتلة أخرى أقل نفوذاً. ومنذ نهاية أفريل، تشهد إدلب وجوارها تصعيداً عسكرياً، مع استهداف الطائرات الحربية السورية والروسية لمناطق عدة في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، ما يسفر بشكل شبه يومي عن سقوط قتلى في صفوف المدنيين. وباتت قرى وبلدات شبه خالية من سكانها بعدما فروا جراء القصف العنيف. وحقّقت قوات النظام تقدماً ميدانياً محدوداً في ريف حماة الشمالي، إلا أن الفصائل الجهادية والمقاتلة تشنّ بين الحين والآخر هجمات واسعة ضد مواقع قوات النظام تسفر عن معارك عنيفة. ودفع التصعيد أكثر من 270 ألف شخص إلى النزوح، وفق الأممالمتحدة.