إعلامية مجتهدة.. تبحث دائما عن النجاح والتطور، نجمة الإعلام الإذاعي المصري بامتياز، ورمز للإعلام الشبابي في مصر.. هي إيناس ثروت، التي استضافتنا في بلدها، لتفتح لنا قلبها، وتروي لنا رحلتها في عالم الإعلام، وأمور كثيرة تكتشفونها في هذا الحوار الشيق.. أولا نشكرك على استضافتك الجميلة هلا عرفت نفسك لقراء مجلة الشروق العربي؟ العفو.. أشكركم بدوري على الزيارة اللطيفة، التي أسعدتني، التي سأطل من خلالها على الجمهور الجزائري، الذي أوجه إليه التحية. أنا إيناس ثروت، إعلامية مصرية، دخلت عالم الإعلام من الإذاعة المسموعة، بدأت كمذيعة في راديو نجوم أف أم، وهي أول إذاعة خاصة في مصر، واستمرت تجربتي فيها لمدة 8 سنوات، بعدها توقفت لأسباب خاصة، ثم عدت إلى العمل من جديد، من خلال أكثر من إذاعة، حتى وصل بي المطاف إلى إذاعة “نغم أف أم”، التي أشتغل بها حاليا. كيف كانت البدايات بالعمل الإعلامي؟ دخلت هذا العالم عن حب، فأنا أحب هذه المهنة جدا، وبالنسبة إلى أول تجربة لي في الإذاعة، فقد دخلتها صدفة، حيث كنت من محبي إذاعة نجوم أف أم وأنا في الجامعة.. كنت أحب الاستماع إلى برامجها، لأنها شبابية بامتياز، وكانت تجربة إذاعيه فريدة من نوعها في مصر، أن تجد إذاعة كل مذيعيها شباب وبروح شبابية، ومرة سمعت عن برنامج يذيعه راديو نجوم أف أم، تختار من خلاله المذيعين، فشاركت في البرنامج وتم اختياري، ومن هنا كانت الانطلاقة. وماذا عن تجربتك التلفزيونية؟ هي تجربة واحدة فقط، لكنها تجربة مهمة جدا في مساري المهني، كانت في قناة “مودرن” عبر برنامج اجتماعي، كنا نناقش فيه بكل موضوعية وواقعية معظم مشاكل المجتمع المصري،كان برنامجا مميزا، يهتم بالمواطن المصري البسيط، أتمنى فعلا إعادة هذه التجربة التلفزيونية، لأنها تسمح بمخاطبة شريحة مختلفة من الجمهور. “صحي اليوم” برنامج لقى نجاحا كبيرا وتمت استضافتك في عدد من البرامج للحديث عنه كلمينا عنه.. فعلا، ففكرته جديدة استهوت الجمهور، "صحي اليوم"، هو عبارة عن رحلة لمدة 3 ساعات، أخاطب من خلاله كل ساعة فئة معينة، والبرنامج مكون من 05 فقرات، تعتمد كلها على التفاعل مع الجمهور، تعمدنا أن نجعل الفقرات خفيفة حتى تتناسب مع الفترة الصباحية. بالنسبة إلى الإعداد هل لديك فريق إعداد أم تفضلين إعداد برامجك وحدك؟ نعم، للحالتين، عملت برامج كنت أعدها لوحدي، كما عملت برامج أعدها معي فريق إعداد.. وفي كلتا الحالتين، العمل ممتع، ربما يكون أكثر متعة مع فريق إعداد، لأن العمل المشترك دائما عنده نكهة خاصة. ما هي أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في مذيع الراديو؟ الإعلامي الإذاعي لا تظهر صورته للناس، إذن الشكل لن يساعد في أي شيء، لكن شخصيته تظهر بشكل بارز للناس، فصوته وطريقة كلامه وأفكاره وطريقة نقاشه للمواضيع وتفاعله مع الجمهور، هي ما يحدد شخصيته الإعلامية، إذن أهم الصفات التي يجب على الإعلامي الإذاعي أن يكتسبها تتعلق بشخصيته، وبثقافته وأخلاقه طبعا. لو سألناك عن حال الإعلام المصري حاليا ماذا تقولين؟ تسكت ثم تجيب… بصراحة، بعض الإعلاميين يجهلون معنى كلمة إعلام حتى لغويا، ولا يعرفون أن الإعلامي واجبه أن يقدم المعلومة، وأن يوصل رسالة معينة بحيادية ومهنية، بعيدا عن الآراء والميول والأهواء والخلافات الشخصية، لاحظت كثيرا من الإعلاميين يتحولون في برامجهم إلى وكلاء نيابة، فيدافعون عن هذا أو يهاجمون ذاك، وهناك من يتاجر بالإعلام ويمدح من يدفع أكثر، أحيانا كثيرة أشفق على الجمهور المتابع من هذه المغالطات. رغم ما تقولين الأكيد أن هناك أسماء تعتزين بها مَن مثلك الأعلى في الوسط الإعلامي؟ طبعا، هناك أسماء أعتز بها، كالإعلامية رايا بن راشد، هذه الإعلامية المثقفة، التي تعمل دائما على تطوير نفسها ومهاراتها، واستطاعت أن تصل إلى محاورة أكبر نجوم العمل بحرفية ومهنية، وهي الآن تقدم أروع التغطيات الإعلامية لأكبر المهرجانات العالمية. كمشاهدة.. أي أنواع البرامج تستهويك؟ صراحة، أفضل مشاهدة البرامج المفيدة للمجتمع، كبرنامج صاحبة السعادة، فهو يساعد على رقي المجتمع والوطن، أما بالنسبة إلى البرامج السياسية، فأنا لا أتابعها منذ عام 2012، فقد أصبحت موجهة ولمقدميها أجندات خاصة. بعيدا عن الإعلام ماذا تحب إيناس ثروت؟ خارج الشغل، أهتم كثيرا بالقراءة.. القراءة، هي سر تقدم الشعوب والحضارات، فالمواظبة على القراءة تجعل الإنسان أكثر وعيا ورقيا وأدبا، كما تمنحه رؤية شاملة وقدرة على التفتح على الغير، وتقبل الاختلافات والتعامل معها بكل تحضر، ومهما كلمتك عن فوائد القراءة فلن أوفيها حقها. هل تستهويك الموسيقى الجزائرية؟ نعم، أنا من محبي الفن الجزائري، فأنا من عشاق وردة الجزائرية والشاب خالد. ماذا عن الجزائر هل زرتها من قبل؟ للأسف ليس بعد، ولكن أتمنى اكتشافها واكتشاف ثقافتها وشعبها عن قرب. كلمة إلى قراء مجلة الشروق العربي.. أشكرك أنك منحتني فرصة التواصل مع الشعب الجزائري الحبيب، الذي أكن له كل الاحترام، فهو شعب جميل، يملك حماسا وطنيا مثيرا، ويحب بلده جدا، أغتنم الفرصة لأشكر كل من يتواصل معي من الجزائر عبر صفحتي في الفايسبوك، وأتمنى أن أكون دائما عند حسن المستمعين في كل مكان.