مُتشبثة بتحقيق أحلامها في التمثيل والغناء، مثابرة، بعد نجاحها في “أولاد الحلال”، قررت أن تحسب خطواتها بالورقة والقلم، من مواليد برج “الحوت”، المعروف عنهم الإصرار والعزيمة.. باختصار، هي هيفاء رحيم، القادمة من عالم الغناء والسينما إلى الدراما، وهي أيضا “دليلة” بائعة “الكارانتيكة” بحي الدرب، التي نكتشف معها في هذا اللقاء وجهها الآخر.. أهم مشاريعها، أحلامها المؤجلة في الغناء وغيرها، فتابعوا: علاقتي بالفن بدأت من بوابة السينما.. لو تقدمي نفسك لقراء “الشروق العربي” في بضع كلمات ماذا تقولين؟ هيفاء رحيم، شابة بسيطة، لكن طموحة ومكافحة جدا.. أُصر على الوصول إلى أهدافي مهما كانت بعيدة أو صعبة المنال، مؤمنة بمقولة إنه “لكل مجتهد نصيب”، كما أنني إنسانة مليئة بالحب والشغف وحب الاكتشاف. الكثير يجهلون أن بداياتك الأولى كانت من خلال السينما أي قبيل مشاركتك في طبعة “ألحان وشباب7” حدثينا عن ولوجك هذا العالم الساحر؟ فعلا، علاقتي بالفن كاحتراف كانت من بوابة السينما، فأنا لطالما كان حلمي وشغفي- سواء كان بالنسبة إلى التمثيل أم للغناء- هو أن أدخل عالم الفن، وطبعا كان من حظي أن يكون ولوجي إلى هذا الميدان من خلال بوابة السينما، وتحديدا من خلال فيلم سينمائي عالمي هو “الجزائر إلى الأبد”، الذي كان بمشاركة نخبة من الفنانين العالميين وكذا الجزائريين، حيث أديت دور”الكولونيل”، وهي شخصية على فكرة مؤثرة في العمل، بل ومن أهم العناصر التي تحرك أحداث الفيلم. إنه الحظ إذا.. بل أعتبره توفيقا من الله أولا، ثم حظا، فأنا فعلا محظوظة أن تكون بدايتي في 2013 من خلال هذا العمل الكبير والمُهم.. لتكون التجربة التالية بعدها في 2016 مغايرة ومهمة أيضا، ألا وهي مدرسة “ألحان وشباب”. هيفاء رحيم” اسمك الحقيقي أم الفني؟ ترد ضاحكة: هيفاء رحيم، هو اسمي الحقيقي، وأعرف أن البعض يربط بين اسمي واسم الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، بل إن الكثير يعتقدون للوهلة الأولى أنني استقيت أو استوحيت اسمي من اسمها ولكن.. (هنا نقاطعها). ولهذا صرّحت مرة بأنك من برج “الحوت” مثلها؟ نعم، نحن من نفس البرج (الحوت)، والمعروف عن مواليد هذا البرج أنهم يتميزون بالحنان وباحتواء من حولهم، كما أن لديهم إصرارا لتحقيق أحلامهم مهما كانت بعيدة أو صعبة المنال، وفوق كل هذا هم رومانسيون جدا!! كان شرط والدي الدراسة ثم الفن وليس العكس!! شرط والدي كان الدراسة ثم الفن وليس العكس!! درست الترجمة تخصص لغة إنجليزية كيف وجدت نفسك في مجال الفن؟ درست الترجمة لأني أحب جدا اللغات، ولأن هذا كان شرط والدي قبل أي مشروع آخر.. فأبي كان دائما ضد أن يكون تركيزي على شيء آخر غير دراستي، وفي حقيقة الأمر، أنا مُمتنة لوالدي ووالدتي جدا، لأنهما سانداني كثيرا بعد اتخاذي قرار احتراف مجال الفن، الذي دخلته بمستوى جامعي وخلفية ثقافية.. ولأنه كان ذلك حلمي منذ أن كنت صغيرة، فكل إنسان يُولد على فطرة ما.. وأنا وُلدت على فطرة حُب الفن. رغم أن بداياتك الأولى كانت كمُغنية إلا أنك لم تقدمي أعمالا غنائية كثيرة تذكر فهل من جديد تحضرينه في الأفق؟ والله، الأمر يعود إلى جملة من الظروف: الدراسة من جهة، والتمثيل من جهة أخرى، فأنا أذكر أنني كلما كنت أسعى لذلك.. كان يطرأ أمر ما ويتأجل ما كنت أحضره في الأستوديو، إنما طبعا هناك جديد يتم “طبخه” على نار هادئة، ليصدر هذه الصائفة، فأنا أسعى جاهدة أن تكون عودتي إلى الغناء بمستوى “وهجي” في التمثيل. كيف تم ترشيحك لمسلسل “أولاد الحلال”؟ دون تفكير، ردت: إنها سهيلة معلم، التي أعتبرها أختا عزيزة على قلبي، حيث سبق أن شاركنا معا في مسلسل “عاشور العاشر 2″، وفي كواليسه نشأت بيننا صداقة، وعندما رأت أن لديّ مؤهلات آمنت بي، “ودارت فيّ الثقة”، وشجعتني لإبراز مواهبي ودعمتني كثيرا، وأنا من منبر مجلتكم هذا أحب أن أشكرها على لطفها ونقاء قلبها. ما هي نقاط الشبه والاختلاف التي تجمع بينك وبين “دليلة”؟ أعتقد أن النية الحسنة في التعامل مع الآخرين وطيبة القلب أكثر ما يجمعنا، عموما هذا ما يقوله عني معظم الأصدقاء والمقربين (تبتسم في خجل). كيف مرت كواليس “أولاد الحلال” خصوصا أن المسلسل كما يعرف جمع ممثلين من كل ربوع الوطن؟ صدقني، مرت رائعة وبسرعة، إلى درجة أننا كنا نتمنى لو استمرت أكثر.. أضف إلى ذلك أن الكواليس تميّزت بجو عائلي وتفاهم كبير ومرح ومحبة بين جميع فريق العمل، سواء ممثلين أم تقنيين.. وأكبر دليل على ذلك هو النجاح الذي حققه المسلسل. أكثر من 100 مليون مشاهدة للمسلسل في رمضان.. رقم مهول، تجدين هذا النجاح مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقك وعاتق فريق المسلسل؟ طبعا، فالنجاح مسؤولية كبيرة جدا تقع على الفنان، لأنه “الواجهة”، كما يتوقف ذلك على مدى توفيقه في اختياراته المقبلة. لا شك في أن النجاح الذي حققه مسلسل “أولاد الحلال” هو مجهود جماعي، صنعه تعب وسهر من الجميع، دون أن نغفل مجهود الفريق التقني والمخرج المبدع نصر الدين سهيلي. وهران مدينة جميلة ولا أحد يُمكنه أن يسيء إليها.. لقي المسلسل في بداية عرضه العديد من الانتقادات أبرزها أنه يسيء إلى سكان مدينة وهران صراحة هل تجدينه كذلك خاصة أنك ابنة المنطقة؟ هذا الكلام غير صحيح، والمسلسل لم يسئ أو يقلل من قيمة سكان وهران.. أنا أعيش هنا في الباهية وشاهدت كيف استقبل سكان منطقة “الدرب” التي صورنا بها الممثلين وجموع العاملين.. وهران مدينة جميلة جدا، ولا أحد يمكنه أن يسيء إليها.. كل ما حصل أن المخرج ألقى الضوء على واقع طبقة كادحة لم يتطرق إليها أي مسلسل من قبل بتلك الواقعية. يُقال إنكم تعمّدتم أن تكون نهاية المسلسل غير مفهومة ومفتوحة لوجود جزء ثان من المسلسل؟ هذا الأمر بالذات يعود إلى الشركة المنتجة للعمل، فهي الوحيدة المخوّلة بالحديث عن وجود جزء ثان من عدمه، نحن كممثلين نتمنى طبعا ذلك، لأن المسلسل تعدى أن يكون مجرد دراما بعدما تحوّل إلى ملحمة. رغم أدائك الجيد والمقنع لشارة “أولاد الحلال” إلا أن البعض عندما يذكرها يقول إنها أغنية “الكورد” وليس هيفاء يضايقك هذا الأمر؟ أولا، الأغنية كُتبت على أساس أنها “ديو”.. ثانيا، كل واحد منا أدى الأغنية بصدق وحُب وكما ينبغي، بالتالي، أعتقد أن النجاح كان من نصيبنا نحن الاثنين وأن كل واحد منا كمّل الثاني في الأغنية. بالتالي، كل طرف أدى رسالته في المقطع المنوط له.. وأنا سعيدة جدا بأني سجلت هذا الديو مع عبد الله الكورد، بخاصة أننا تخرجنا من نفس مدرسة “ألحان وشباب”، لهذا، فإن الأمر لا يضايقني مطلقا. صراحة أي دور ترين أنه وضعك على الطريق الصحيح في التمثيل: “دومينا” في “عاشور العاشر2” أم “دليلة” في “أولاد الحلال”؟ كل دور أضاف لي بالتأكيد، فالعمل مع المخرج جفر قاسم في “عاشور العاشر2” كان فيه متعة وأضاف لي، ونجاحي فيه هو الذي أوصلني إلى “أولاد الحلال” وهكذا.. المهم الآن هو أن أحافظ على هذا النجاح والقبول الذي بلغته عند المتفرج. شكك البعض في نقل المسلسل للواقع وقال إن المرأة في حي “الدرب” لا تبيع “الكارنتيكة” ما ردك؟ ليس بالضرورة أن تبيع “الكارانتيكة”، لكن هنالك نساء سواء في “الدرب” بوهران أم العاصمة أم أي منطقة أخرى من ربوع الوطن يبعن في الأسواق الشعبية مأكولات أو مستلزمات بسيطة، بمعنى أن المرأة عندما تضطرها الظروف إلى الخروج إلى الشارع تبيع سواء “كارانتيكة” أم أشياء أخرى، المهم أن تسد حاجياتها. أمي حبّبتني في وردة الجزائرية وأصالة.. أنت ممثلة وفي ذات الوقت مُغنية أين تجدين نفسك أكثر؟ قلتها وأكررها، الفنان متعدد المواهب لا يستطيع أن يفصل أو يقسم موهبته، فأنت هنا كمن يطلب مني أن أفصل جسدي عن روحي لأني أعشق الاثنين!! رغم دراستك للترجمة وإتقانك العديد من اللغات الأجنبية إلا أن أذنك الموسيقية وميولاتك الغنائية شرقية؟ ربما لأني تربيت في بيتنا على سماع أغاني أميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية، وأيضا على صوت أصالة، علما أن هذا الطابع الموسيقي حبّبتني فيه أمي، لكن هذا لا يعني أنني لا أميل إلى الطبوع الجزائرية أو العالمية.. فأنا مستمعة جيدة للموسيقى عموما. ما هو الدور أو الشخصية التي تتمنين تجسيدها مستقبلا؟ أكيد، ومن دون شك، ملهمتي الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية.. ولماذا وردة بالذات..؟ لأن حياتها مليئة بالمواقف وغنية بالقصص، فهي وُلدت في باريس ومع ذلك تشبعت بالثقافة الشرقية.. أحبت بلدها الجزائر وغنت له أجمل الأغنيات الوطنية دون أن تراه في البداية.. قصة زواجها وطلاقها من العملاق بليغ حمدي.. احتكاكها بكبار الملحنين والشعراء.. كل هذا الزخم في حياتها يجعل تجسيد دورها غنيا جدا دراميا وتمثيليا. ** كلمة أخيرة إلى قراء “الشروق العربي”.. أتمنى أن حواري معكم كان خفيفا.. شخصيا، لديّ الكثير والكثير من الأحلام، سواء كان ذلك في التمثيل أم الغناء.. كل ما قدمته حتى الآن يشكل جزءا صغيرا مما أطمح إليه، أحبكم كثيرا.. هيفاء.