تشكلت خلية أزمة، الأربعاء، لمتابعة موجة الحرائق التي شكلت خطرا حقيقيا في ال48 ساعة الأخيرة بإقليم ولاية تيزي وزو، انطلاقا من سواحلها وصولا للمناطق الداخلية. حيث استعانت مساء الثلاثاء ولأول مرة، مصالح الحماية المدنية بطائرات الإطفاء، لإخماد الحرائق التي أتت على الحظيرة الوطنية تالة قيلاف بجرجرة، في حين عجزت آليات ذات المصالح وحتى بالأرتال المتنقلة عن محاصرة نطاق النيران التي أتت على الأخضر واليابس وهددت الأرواح، فضلا عن الخسائر المادية المعتبرة التي تكبدتها المنطقة خصوصا الغطاء الغابي الذي دمر بشكل كبير. خلية الأزمة المُشكَلة، تتمثل مهمتها في متابعة الحرائق ومخلفاتها بشكل أولي بإقليم ولاية تيزي وزو، تحت إشراف المجلس الشعبي الولائي، حيث سجل ما لا يقل عن 75 حريقا في ظرف 48 ساعة الأخيرة وأغلبها عجزت المصالح المعنية على الحد من نطاقها لكثافة الغطاء الغابي الذي اندلعت فيه وتركيز ذات المصالح على حماية المواطنين بعدما شارفت ألسنة اللهب على الوصول للمنازل. المصالح المشتركة من حماية مدنية، مصالح الغابات وكذا البلديات مرفقين بسكان المناطق المتضررة، سخرت إمكانياتها المادية والبشرية لمواجهة الحرائق، إلا أن قلة الإمكانيات مقابل خطورة الحرائق وتعددها، حالت دون إخمادها قبل أن تكبد الفلاحين والغابات خسائر جسيمة. وقد استعانت مساء أول أمس، وللمرة الأولى مصالح الحماية المدينة بولاية تيزي وزو بطائرتين للإطفاء الجوي استعملتا لإخماد الحريق المهول الذي أتى على محمية تالة قيلاف التابعة للحظيرة الوطنية لجرجرة، مخلفا نفوق آلاف الحيوانات البرية المتواجدة بها ناهيك عن أشجار الأرز. وعن الحصيلة الأولية للخسائر المسجلة أحصت مصالح الحماية المدينة لولاية تيزي وزو، احتراق 70 هكتارا من الأحراش، 22 هكتارا من الغابات و35 هكتارا من الأدغال، إلى جانب 1500 شجرة مثمرة. وعبروا سكان المناطق المتضررة على غرار تيقزيرت، ذراع الميزان، مقلع، بوزقان، بني دوالة تيزي غنيف وغيرها، عن استيائهم الكبير حيال اللامبالاة التي تواجه بها السلطات هذا الخطر المحدق، حيث طالبوا بتعزيزات للحماية المدنية من الولايات المجاورة قصد إنقاذ الأرواح والممتلكات من ألسنة النيران.