تعيش ولاية البويرة خلال اليومين الفارطين حالة استنفار بعد تسجيل 17 حريقا متتالية في عدة بلديات من الولاية تسببت في إتلاف أكثر من 100 هكتار من المساحات الغابية والأحراش وحتى الأشجار المثمرة وممتلكات لسكان بعض القرى الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين ألسنة اللهب، ما اضطر إلى الاستنجاد بالمروحيات لإخمادها جوا. تمركزت الحرائق المسجلة بالجهات الشمالية والشرقية وكذا الجنوبية للولاية، وهي الجهات التي تتواجد بها مساحات غابية شاسعة فضلا عن الحظيرة الوطنية لجرجرة التي لم تسلم بدورها من تلك الحرائق، حيث عرفت تسجيل حريقين بكل من منطقة تيروردة ببلدية أغبالو وتالا رانا التابعة لبلدية صحاريج، وأتت في حصيلة أولية على أكثر من 5 هكتارات من غابات البلوط، أين اضطر أعوان الغابات وكذا التابعون للحظيرة إلى التدخل رفقة المصالح الأخرى لإنقاذ مساحات أخرى من الأرز الأطلسي المحمي. أما بالبلديات الأخرى فقد سجلت الأخضرية حريقين كبيرين بكل من سيدي عبد العزيز وأولاد المهدي الواقعتين على سفوح جبل لالة أم السعد، حيث أتت ألسنته على أكثر من 30 هكتارا من الغابات والأحراش إلى غاية الجهة الأخرى المتاخمة لحدود ولاية تيزي وزو، لتصل ألسنة اللهب إلى ممتلكات ومنازل سكان تلك القرى، حيث تسببت في إتلاف أشجار الزيتون وصناديق النحل وكذا حزمات للتبن، وكادت أن تصل للمنازل لولا تدخل مروحيات تم الاستنجاد بها لإخماد الحريق الذي وجد فيه أعوان الحماية المدنية صعوبات كبيرة للسيطرة عليه جراء الرياح وصعوبة المسالك، حيث تم تسجيل إصابات وسط الأعوان. أما بالجهة الجنوبية فقد عرفت بلدية الدشمية نشوب حريق مهول تسبب في إتلاف أكثر من 20 هكتارا من المساحات الغابية والأحراش بمنطقة المقرونات، أين تدخلت وحدات من سور الغزلان وبير أغبالو لإخماده بحضور مسؤولين من الحماية المدنية ومحافظة الغابات. ولم تسلم الجهة الشرقية والجهات الأخرى بدورها من الحرائق التي تسببت في إتلاف أكثر من 20 هكتارا بكل من بهاليل بأغبالو وغديوة بالقادرية وكذا سليم بحيزر وبودربالة، أين وجد السكان فيها أنفسهم محاصرين وسط الدخان الكثيف وألسنة اللهب التي كادت أن تكبدهم خسائر في ممتلكاتهم، بالإضافة إلى تسبب تلك الحرائق في مصاعب صحية بالنسبة للمرضى بالربو والمصابين بأمراض مزمنة.