بقلم: خضير بوقايلة: kbougaila@gmail.com متى يحدث التغيير في هذه البلاد؟ ألم يتعلّم المسؤول الأول في البلاد الدرس من النسبة الضعيفة للانتخابات السابقة؟ أوّلا أنبّه القارئ الكريم أن المقصود بكلمة البلاد في التساؤلين السابقين هي جزائر العزة والكرامة، وثانياً أشير إلى أنّ التساؤلين ليسا لي، بل هما للقارئة الكريمة سعاد وكانا ضمن تعاليق القراء على تقرير إخباري ورد أمس في الشروق عن التعديل (أو لنقل التأكيد) الحكومي الأخير. وهنا أجدني مضطرًّا للردّ على الأخت سعاد نيابة عن المسؤول الأول في البلاد، فأنا أعلم أنه مشغول جدًّا هذه الأيام بالتلميع الموسمي لصورة الجزائر أمام الرؤساء والأصدقاء الأجانب ولا وقت له لقراءة تعاليق القراء ولا حتى لقراءة نتائج الانتخابات. لماذا تريد الأخت سعاد أن يحدث تغيير في هذه البلاد؟ البلاد لا باس عليها فلماذا نريد أن يحدث فيها تغيير؟ وإذا كان هناك من شخص يريد التغيير فليتغيّر هو من هذه البلاد، فليبحث دعاة التغيير عن بلد متعوّد على التغييرات واستبدال الرؤساء والحكومات كما تستبدل الأرصفة في بلادنا. نحن بلد الاستقرار والثبات، الفساد فيه مستقر والبيروقراطية مستقرة والفوضى مستقرة والفقر مستقر والبطالة مستقرة والنفاق مستقر وتغييب الشعب مستقر، طبقة المنتفعين مستقرة وطبقة المهمّشين مستقرّة.. وإذا كان كلّ شيء مستقر، فلماذا تريد منا الأخت سعاد أن نتغير؟ ربما هي تعيش في عالم وهمي ولا تعلم أن التغيير مضرّ كثيرا بصحة البلاد، وأول مرة حاول فيها بعض المغامرين بتواطؤ من الشعب أن يغيروا الوضع الراهن حدثت هزة في البلد جعلت الجميع يندم أشد الندم على اليوم الذي فكّر فيه أن يعبث باستقرار البلد وعباده الصالحين المرابطين. فرجاء أن تسحب الأخت سعاد تعليقها وتدفن في قبر ذاكرتها حكاية التغيير أو تبحث لها عن بلد آخر لا يزال يؤمن بهذا الكلام الفارغ عن التغيير. ولعل تعليق القارئ التيبازي كان أبلغ عندما دعا الله أن يخرجه من هذه القرية الظالم أهلها، فهو يعترف أن أهل القرية هم الظالمون وليسوا حكامها ولا وزراءها، وعليه هنا أن يعترف بحلم وكرم ولاة الأمر الذين رضوا بالظالمين شعبا لهم! تعاليق الصحف الأخرى تساءلت أيضا عن المغزى السياسي لحركة التثبيت التي أجراها صاحب الفخامة على الفريق الحكومي، وهنا لا أملك إلا أن أحيل المتسائلين وكل من يبحث له عن جواب إلى افتتاحية مدير صحيفة ليبرتي ليوم الثلاثاء الماضي، وقبل أن أواصل أنصح الجميع بالاهتمام أكثر بالتوجّه الجديد لهذه الصحيفة الواعدة فأنا شخصياً أتوقّع لها فوزاً كاسحاً على منافستها المجاهد وأرى أن هذه الأخيرة لن تستقرّ على عرش صحافة البلاط أكثر من ثلاثة أشهر، شرط أن تستمرّ ليبرتي على نفس الوتيرة وتقرّر في أسرع وقت إخلاء سبيل رسامها. أعود إلى افتتاحية الثلاثاء وفيها يقول الفاضل علي وافق (من الواضح أن الرئيس لم يتصرّف بعشوائية، وأنّ هذه التعيينات تنمّ عن إستراتيجية شاملة هدفها ضمان الاستمرارية السياسية الضرورية لمواصلة مخطّطات التنمية). ويختم تحليله بهذه الجملة البديعة (لقد قرّر الرئيس بوتفليقة تجديد ثقته في الحكومة لغايات سوسيواقتصادية ولغرض الاستقرار المؤسساتي). وفي تعليقه اليومي يقول مصطفى حمّوش إنّ الطبقة السياسية هي وحدها المطلوب منها أن تتطوّر، أما السلطة فلا ترى نفسها معنية بموقف ثلثي الناخبين (الذين قاطعوا انتخابات 17 مايو). وتضيف افتتاحية نفس الصحيفة ليوم أمس الأربعاء أنّ (المسألة بالنسبة لبوتفليقة هي مسألة مصداقية، والأهم هو إنجاز برنامجه الذي وعد به الجزائريين)، وفات المعلق أن يضيف أنّ البرنامج تحقّق الآن بنسبة 99.99 بالمائة والفضل كله للفريق الحكومي الساهر! وليسمح لي المحللون والقارئ الكريم أن أتدخّل برأيي لأعلِّق على التثبيت الحكومي الأخير والقراءة التي استخلصها فخامته من مقاطعة الشعب للانتخابات الأخيرة. فرأيي أنّ فخامته فهم أنّ الشعب قاطع الانتخابات لأنه لا يريد التغيير ولا يرى جدوى من الذهاب إلى صناديق الاقتراع في كل مرة بينما البلد ينعم بالاستقرار والازدهار والانتعاش. لذلك أبقى على نفس التشكيلة الوزارية، وكلّه أمل في أن ترتفع نسبة المقاطعين بمناسبة الانتخابات البلدية والولائية القادمة على أن تصل النسبة إلى مائة بالمائة في الانتخابات الرئاسية أو خلال التعديل الدستوري المرتقب، وننتهي بذلك من صداع الانتخابات والاستشارات الشعبية التي أثبتت أنّ بلدنا في غنىً كامل عنها. تعليقا على مقال الأسبوع الماضي وردني سؤال يريد صاحبه أن يعرف اسم المرأة الفاضلة التي تقف وراء الوزير الخالد أبو بكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية وأيضا وراء مراد مدلسي الذي أوصله اعترافه بقلة ذكائه وحيلته إلى أن يكون وزيراً لخارجية بلد العزة والكرامة. طبعاً أحلت صاحب السؤال على صحيفة ليبرتي التي كشفت لنا عن اسم المرأة التي كانت وراء تعيين الرئيس الجديد للبرلمان المتجدّد، ولم يقصِّر هذا الأخير في الاعتراف بزوج صاحبة الفضل وخصص للراحل بيطاط صفحة كاملة من خطابه الافتتاحي، ولا بد هنا من الإشارة إلى أنّ الصفحة الواحدة تحمل بين 5 إلى 6 أسطر. أعود إلى الوزير الخالد فأقول سواء كانت التي تقف وراءه امرأة أو رجلة فالأكيد أنّه كان مطمئنا إلى أن حقيبته لن يحملها أحداً آخر سواه، وهو لم يرض بمغادرة منصبه خلال أيام المرحلة الانتقالية القليلة إلاّ بعد أن تلقّى ضمانات جدّية أنّ المنصب سيعود إليه وحتى يطمئنّ أكثر فقد فضّل فخامته أن يكلّف رئيس الحكومة شخصيا بتسيير شؤون القطاع إلى حين عودة الوزير الخالد! ولا بأس أن لا يرضى في المرة القادمة بأقلّ من الرئيس شخصيا ليحفظ له حقّه الطبيعي في حقيبة التربية، وتمنياتنا له بالبقاء في منصبه عشرين سنة أخرى، وشكرنا الدائم له على الازدهار الذي يحقّقه كلّ لقطاع التربية وللأجيال الصاعدة! مضطرّ لأن أنهي مقالي بعد اتصال هاتفي هامّ تلقيته يهدّدني فيه صديق عزيز بالمغادرة قبل أن يكمل مسعى خيرياً بدأه منذ سنوات خلت. لكن مع ذلك عليّ أن أكمل بتحية للشاب مامي الذي فضح لنا بمناسبة حواره مع مراسل لوكوتيديان دالجيري المؤامرة اليهودية التي أحاطت به وجعلته يخسر مجده ويغادر بلده الثاني فرنسا تاركاً أملاكه هناك خوفاً من إعادته إلى السجن. فقد كشف لنا أن مدير أعماله ميشال ليفي يهودي وهو من كان وراء ترتيب لقاء مع المصورة اليهودية إيزابيل سيمون انتهى بميلاد صبية يهودية بالتأكيد. ولا نملك من جانبنا إلا أن نعلن وقوفنا وراء المطرب والنجم العالمي الذي يحاول اليهود تحطيمه لأنه عربي وناجح. طبعاً اليهود لا يريدون للشباب العربي أن ينجح في الغناء ولا أن يهتم بأمور الغناء لأن في ذلك تهديداً للمخطط الصهيوني العالمي!