أوقفت مصالح الشرطة القضائية لأمن ولاية بومرداس، 13 قاصرا من منطقة الثنية شرق العاصمة ينتمون لشبكة دعم وإسناد، وتفيد مصادر قريبة من التحقيق، أن بعض هؤلاء خضع للتدريب على استعمال السلاح، وتلقى "تكوينا" في تنفيذ العمليات الإرهابية، ولم تستبعد هذه المصادر، تجنيد هؤلاء لتنفيذ عمليات إنتحارية. وقد حجزت مصالح الشرطة، لدى الأطفال الموقوفين أجهزة هواتف نقالة تحصلوا عليها من الإرهابيين للإتصال بهم إضافة إلى بطاقات تعبئة مجانا، كما عثرت مصالح الأمن بمساكنهم على أقراص مضغوطة تشيد بالإرهاب، وتتضمن نشاطات تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" سابقا، والتفجيرات الأخيرة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأقراص أخرى تتضمن أبجديات التدريب على العمليات القتالية وصناعة المتفجرات والرمي واستعمال السلاح. وفي هذا الإطار، أشارت هذه المصادر إلى أن بعض هؤلاء تنقلوا عدة مرات إلى مركز تدريب تابع للتنظيم الإرهابي بمعقلها بالمنطقة الثانية بأعالي الثنية بالمكان المسمى أولاد صالح، حيث اعترف الموقوفون أنهم تدربوا هناك لمدة تتجاوز الشهر على استعمال السلاح الأوتوماتيكي والكلاشينكوف، وتم منح بعضه أسماء حركية، ما يعني إنتهاء تربصهم وتكوينهم و"استعدادهم" لإلحاقهم للنشاط في الجبل وتنفيذ أعمال إرهابية، خاصة الانتحارية وهو ما تراهن عليه قيادة القاعدة. ويبلغ الموقوفون بين 13 عاما و16 عاما، منهم 10 تلاميذ في الإكمالية في الثامنة أساسي، من بينهم أيضا مترشحون لاجتياز إمتحان التعليم الأساسي ...، ولم تتسرب أية معلومات حول علاقتهم بالتنظيم الإرهابي، بعد لجوء قيادة درودكال إلى تجنيد أقارب نشطاء في إرهابيين، واعتمدت على الخلايا النائمة العائلية لمواجهة أية "خيانة" أو تمرد، كما كشفت عنه الشبكة التي تم تفكيكها مؤخرا على صلة بالتفجيرات الأخيرة بالعاصمة وبومرداس، لكن برأي مراقبين، تحول درودكال عبد المليك "أبو مصعب عبد الودود" الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي، إلى تجنيد المراهقين في ظل عجزه عن إقناعه البالغين بالإنضمام لتنظيمه، وراهن على هؤلاء الصغار مستغلا حماسهم واندفاعهم وسهولة هضمهم أفكار التنظيم واقتناعهم بها في ظل محدودية تكوينهم الديني، حيث سبق أن باشر اتصالات مع أبناء الإرهابيين الذين كان أغلبهم ينشط تحت لواء ""لجيا"، وتم القضاء عليهم من طرف قوات الجيش لإقناعهم ب"مواصلة النشاط". وكانت "الجيا" قد جندت في وقت سابق، خلال السنوات الأخيرة لنشاطها وتقهقرها أيضا أطفالا بين 10 و15 سنة، لدعمها بمعلومات حول تحركات قوات الأمن، وكان طفل في ال10 من عمره قد كلف بترصد تحركات موظفة شرطة "كريمة. ي" بالكاليتوس جنوب العاصمة وتم إغتيالها عام 1995. وكشفت التحقيقات أن الطفل تلقى مبلغ 200دج مقابل الإبلاغ عن وجودها في المنطقة (...)، وتفيد التحقيقات مع أفراد هذه الشبكة، أنهم كانوا يتقاضون ما بين 2000 و3000 دج للطفل الواحد مقابل عملية واحدة فقط، وهو مبلغ مغري لأطفال في سنهم، ووسيلة اعتمدتها القاعدة لاستدراج الشباب والمراهقين، قبل توريطهم ليضطروا للإلتحاق بالجبل بعد ذلك. وسبق ل"الشروق اليومي"، أن أشارت في أعداد سابقة إلى تجنيد أطفال ومراهقين لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما، آخرهم "ب. ي" من باش جراح الذي لم يتجاوز 14 عاما من عمره، وأفادت مصادر تشتغل على الملف، أن أكثر من 18 مراهقا بالعاصمة، التحقوا بمعاقل الإرهاب، واختفوا في ظروف غامضة، وتردد أن هناك من التحق بالمقاومة في العراق، ما دفع مصالح الأمن للبحث في الإختفاءات الأخيرة خاصة في بلاغات البحث في فائدة العائلات. وركزت الأشرطة المصورة الأخيرة التي بثها التنظيم الإرهابي حول نشاطاته الأخيرة، على عنصر الشباب ابتداء بالإنتحاري مروان بودينة "معاذ بن جبل" وعبد القهار إبن علي بن الحاج، "أعلن التنظيم أول مرة رسميا عن إلتحاقه بالنشاط الإرهابي" اللذين وجها نداء واحدا لأترابهما للإلتحاق ب"الجهاد" ونيل الشهادة. وبرأي مراقبين، فإن تجنيد الصغار ومحدودي التكوين الشرعي يشكل حاجزا أمام محاولات الإنقلاب على القيادة ومعارضة منهجها من طرف متمكنين يدركون جيدا الضوابط الشرعية لنشاطهم، أما هؤلاء الصغار فلا يشكلون خطرا على قيادة درودكال، وينفذون بحكم صغر عمرهم وحداثة تموينهم، الأوامر مع سهولة إقناعهم. نائلة.ب:[email protected]