قالت الباحثة في الآثار وملحق بالحفظ بحظيرة الطاسيلي نازجر فطيمة تقابو إنّ قصور مدينة جانت عاصمة الطاسيلي في دائرة الخطر وحالتها سيئة بسبب عديد العوامل أبرزتها في دراستها الميدانية. وأكدّت تقابو في كلمتها خلال اليومين الدراسيين حول “قصور جانت رافد لتنمية السياحة الثقافية” إنّ “إغرمان” أو القصور هي أحد أنواع العمارة التقليدية المحلية التي تعكس معالم دلت على استقرار الإنسان بالمنطقة والمرتبطة بالمياه. وأوضحت تقابو أنّ “بجانت ثلاثة قصور منها اثنان في المنطقة الشرقية (أزلواز والميهان) وفي الغربية قصر واحد (أجاهيل). وأشارت المتحدثة إلى أنّ “هذه المعالم التاريخية عرضة لخطر دائم محدق بها مثل الفيضانات وبطش الإنسان خاصة في ظل تدهورها وحالتها السيئة التي تشهدها منذ سنوات عديدة. تشكيلة هذه القصور تضم غرفا وأزقة ومنازل وأسواقا وساحات وزوايا ومساجد بعضها لا يزال صامدا في وجه الطبيعة والزمن وحتى الإنسان. أمّا جزء كبير منها وخاصة بقصري أجاهيل وأزلواز يوشك على الاندثار. وقدمت المتحدثة دراسة ميدانية عن التحف المعمارية الثلاث، فكان الواقع صادما والنتيجة مخيفة بخصوص وضعها الحالي. ولفتت إلى أنّ “الأسقف زالت بنسبة 80 بالمائة، في أزلواز وبالميزان في جزئه غير المرمم انهارت تماما، كما هي الحال بالنسبة للأسقف في قصر أجاهيل. وأكدّت أنّ نسبة الضرر بقصر أجاهيل تتراوح بين 93 و95 بالمائة، في ظل وجود محاولات عصرنته لكن هناك ما وصفته ب”التدخلات غير اللائقة” مثل إدخال الأسلاك الكهربائية واستخدام الإسمنت وتشويهه بالخربشات وغيرها من الصور المسيئة للقصر. وفي الصدد خرج الملتقى حول “قصور جانت” بتوصيات مهمة سيشرع في تنفيذها تدريجيا ضمن مخطط استعجالي مقسم على فوجي عملي. وشددت التوصيات على أنّ المحافظة على إغرمان جانت مرتبط ارتباطا وثيقا بالمحافظة على الواحة والتراث غير المادي لكونها حلقة ثلاثية متكاملة. إلى جانب تسجيل عمليات استعجالية للتكفل بتدهور القصور حاليا وذلك بتنظيف المكان وفتح المسالك المغلقة داخل اغرمان وتدعيم البنايات الآيلة للسقوط وتوظيف أعوان حراسة تحت وصاية هيئة ثقافية (مديرية الثقافة أو ديوان حظيرة الطاسيلي)، مع فتح نقاش مع ملاك القصور ومباشرة إعداد مخطط دائم لإغرمان جانت، وكذا تنظيف الواحة وتوثيق المعارف التقليدية المرتبطة بالمكان. ولجعل واحة جانت رافدا لتنمية السياحة الثقافية تم التوصية باقتراح مسلك سياحي في المدينة والمناطق المجاورة وإعداد ميثاق للسياحة واعداد دعائم اتصالية متعددة اللغات بمطاري المدينة والولاية وتكوين مرشدين سياحيين معتمدين من كرف حظيرة الطاسيلي والمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني.