تعالت أصوات محذرة، من مخلفات نشاط نهب الذهب، الذي بات يمارس على نطاق واسع في مدينة جانت بإليزي، لافتة إلى أن ممارسي هذا النشاط يلقون مخلفاتهم، وسط التجمعات السكانية، من دون أن يتحرك المسؤولون، رغم ما تسببه هذه السموم من مخاطر على الصحة والبيئة. وأصدرت السبت، المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، من خلال مكتبها بمدينة جانت بولاية إيليزي بيان استنكار، أوضحت فيه الجمعية أنها تهدف لإرسال رسالتين هامتين، “الرسالة الأولي لأولئك الرجال والشباب الذين أجبرتهم البطالة على المغامرة وامتطاء صهوات أحصنة الهلاك، للبحث قي ليل الفلوات البهيم عن الذهب، فالجهل بالنتائج الوخيمة للتعدين العشوائي لن يحميهم وأسرهم من الكارثة”، ويضيف البيان، “أما الرسالة في جزئها الثاني أنها موجهة إلى “المسئولين الذين التبس عليهم الأمر، ولم يفرقوا بين الثروة والنقود أو الذهب، وبلغ ولعهم بالذهب مبلغا تجاهلوا فيه مسؤوليتهم الأخلاقية نحو مواطنيهم، وتسخير أجهزة الإعلام لتبصيرهم، بمهالك التعدين العشوائي عن الذهب”. وتأتي هذه الرسالة بعد التطور الخطير للأمور في هذا الملف، وتفيد أنها تأتي “إتماما للمواضيع التي سبق وان نشرناها، عن مشكل تعدين الذهب بالمقاطعة الإدارية جانت وفي وسط المجمعات السكانية”، مضيفة: “ها قد تطورت الأمور التي كنا قد حذرنا منها، لدرجة وضع مخلفات أو ركام تلك المخلفات وسط الأحياء بعد أن كانت ترمى خارج البلدة، وعلى مرآى جميع المسؤولين دون أي تحرك”. وحذرت الجمعية من أن ركام مخلفات التعدين عن الذهب “يحتوي على العديد من المواد الكيماوية السامة ولكن أخطرها بجانب حامض الكبريتيك مادتين هما الزرنيخ (السيانيد)، والزئبق الذي إذا تسرب من ركام مخلفات التعدين للمياه الجوفية، يمكنه الانتشار لمسافات ومساحات شاسعة”. وتضيف الرسالة أن الزئبق المتسرب من هذه الأنشطة التعدينية يلحق أضرارا جسيمة بصحة الإنسان تشمل الفشل الكلوي، وأمراض الكبد، أمراض القلب والدماغ والرئتين والقولون، ويضعف نظام المناعة كما يؤثر علي نمو الأطفال والأجنة. وتوضح الجمعية في رسالتها، أن أطفال مدينة جانت يلعبون على هذه الأتربة الملوثة، والتي ربما ستودي بحياة الكثير منهم دون علمهم، وأرفقت الجمعية صورا عن ركام تلك الأتربة المرمية بالحي الجديد بحي افري، داعية السلطات للتحرك العاجل لمعاينة الوضع قبل ردمها من طرف فاعليها، حسب مضمون رسالة الجمعية.