عرفت حالة التوأم السيامي زكاة وسلسبيل، اللذين ينحدران من واد العثمانية بولاية ميلة، تطورات تجعل وضع التوأم في مفترق طرق صعب بين أمل نجاح عملية الفصل وبين استحالة القيام بها لحظوظ النجاح الضئيلة. زكاة وسلسبيل اللتان تحلمان باحتضان بعضهما، وبأن تتطلع إحداهما لوجه الأخرى، وتتمكن من رؤية توأمها اللصيق بها منذ 4 سنوات، ماتزالان رهينتين لقرار طبي، يؤكد إمكانية إجراء جراحة الفصل ويتعهد بنجاحها، فبعد سنوات من المعاناة والمراسلات وطرق أبواب كل الهيئات والوزارات، استجابت أخيرا وزارة العمل والضمان الاجتماعي لنداء التوأم، وقررت التكفل بهما وتحويلهما للعلاج بالخارج، بعد استصدار موافقة من اللجنة الوطنية الطبية لتحويل المرضى للعلاج بالخارج، حسب ما أكده والد التوأم للشروق، وهو ما بعث الأمل في قلوب الجميع، سيما بعد تجديد الملف الطبي للتوأم، بناء على طلب من صندوق الضمان الاجتماعي، حيث خضعت زكاة وسلسبيل لفحوصات وتحاليل جديدة، قصد إرسال الملف الطبي الخاص بهما إلى مستشفى نيكار بباريس للاطلاع عليه وإبداء رأيه الطبي . وحسب ما علمته الشروق من مصادر من الضمان الاجتماعي على اطلاع بالملف، فإن الجراجة مستحيلة وفقا لرأي البروفيسور سان تروز المختص بجراحة الأعصاب بمصلحة طب الأطفال بمستشفى نيكار، الذي راسل الضمان الاجتماعي منذ حوالي 20 يوما، مبررا رأيه بأن التوأم يلتصق على مستوى أعصاب دقيقة يستحيل فصلها، وأن أي جراحة قد تعرضهما للموت معا، مقترحا ترك الأمور لله، فهو أعلم بكل شيء. ولأن حالة سلسبيل وزكاة تعد مأساة اجتماعية نادرة الحصول في العالم، وليس الجزائر فحسب، ارتأى مسؤولو الضمان الاجتماعي مراسلة مستشفى آخر ببلجيكا، وهو مستشفى الملكة فابيولا من أجل معرفة رأيه بالقضية ومايزال الجميع في انتظار الرد، حتى يبعد عنه أي تهمة بالتقصير في عمله أو التلاعب بحياة التوأم. وفي سياق متصل، علمنا أن الضمان الاجتماعي على اتصال مع والي ميلة من أجل البحث عن جهة بديلة تتولى التكفل بالجراحة، وتتعهد بضمان نجاحها، وفقا للشروط التي وضعتها اللجنة الطبية الوطنية، فيما باشر فاعلو الخير اتصالات مع أطباء بريطانيين كانوا قد أبدوا استعدادهم للتكفل بهذه الحالة. وككل أم، يتقطع قلب صفية والدة زكاة وسلسبيل على ابنتيها كلما مرت بهما الأيام، وهما رهينتان حرمهما القدر حياة عادية، فهل من منقذ يأخذ بيد الطفلتين ويكفكف دمع والديهما، أم إن التقدم الطبي سيقف عاجزا أمام براءة تنطفئ في صمت.