أشاد الدكتور محمد مراياتي، مستشار اقليمي مع البرنامج الانمائي للأمم المتحدة، بمستوى خريجي جامعات ومعاهد الهندسة في الجزائر، مؤكدا أن ما تقدمه من برامج التعليم ذات مستوى جيد، لكن بالمقابل فان أغلب خريجي هذه المعاهد والجامعات يهاجرون الى فرنسا نظرا لغياب الطلب عليهم، وهنا تكمن اشكالية التنمية الاقتصادية. وقال خبير العلوم التكنولوجيا للتنمية المستدامة، في تصريح للشروق اليومي، على هامش مؤتمر فكر 17 الذي تجري فعالياته بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي اثراء، بالظهران في المملكة العربية السعودية، ان الجزائر ليست بعيدة عما يجري في الدول العربية ودول العالم الثالث، فيما يخص عمليات التنمية والتوجهات التنموية، حيث نشهد نجاحا في بعض التوجهات واخفاقا في توجهات أخرى، ويتجلى ذلك في قطاعات الصناعة والزراعة والاقتصاد الازرق وكذا فرص التشغيل والعمل. وأضاف الدكتور مراياتي أن الاخفاق الذي حصل في الجزائر، جاء اثر محاولات للتنمية الصناعية من خلال استبدال المستوردات وتصنيع ما هو مستورد وهذه موجة من موجات التنمية الا انها لم تؤت اكلها، لأنها اصبحت متقادمة، اذا لم يكن هناك بحث وتطوير ضمن الدولة، الجزائر لهذه المصانع فان هذه المصانع تقف ولا تصبح تنافسية، فنحن في مشكل بشكل عام في دول المغرب العربي وبقية الدول العربية عامة للتوجه نحو التنمية وفق اقتصاد قائم على المعرفة. ويرى الدكتور مراياتي أن التنمية لها ابعاد عديدة منها بعد بيئي وبعد انساني وبعد اجتماعي وثقافي وايضا البعد المعرفي ومنه فانه لا توجد تنمية جديدة ولا توجد تنمية حقيقية اذا كانت لا تعتمد في الوقت الحاضر على المعرفة، فالابتكار والمعارف في مختلف القطاعات وليس في مجال قطاع التكنولوجيات والاتصال والمعلومات، الاقتصاد المعرفي هو في كل القطاعات، الزراعة، البناء الصحة هدا ضعيف لدينا، في مؤتمر الفكر طرحت نقاط الضعف لا نترجم كمية ما نقرا لا نصرف على البحث والتطوير وهدا يؤثر على عملية التنمية والمعرفة، اعلم بانه في الجزائر هناك مدارس مهندسين رائعة ومتقدمة لكن مع الاسف الخريجين يسافرون الى فرنسا معظمهم، ودلك بسبب جهة الطلب وجهة العرض في التعليم، وجهة العرض في الجزائر للهندسة جيدة، أما جهة الطلب فهي ضعيفة فالخريج يدهب لفرنسا لانه لا يجد طلب يلبي طموحه ومعلوماته في الجزائر وهنا اشكالية التنمية الاقتصادية من حيث السلع ومن حيث الخدمات وهذا ليس في الجزائر فقط بل في معظم البلدان العربية. وفيما يتعلق بمعوقات التنمية الجديدة في البلدان العربية فيعتقد الدكتور مراياتي أن المشكل يمكن في التنفيذ، فنحن لدينا من يضع التوصيات ويلقي الخطب لكن لا يوجد من يضع مؤشرات التنفيذ المطلوبة، والتنفيذ يحتاج لخبرات ومعرفة كيف ننفد ومعرفة تقييم ما نفذ وتصحيج المسار هذا غير موجود، وهو يتطلب خبراء في معاهد تدرس تنفيذ السياسات يسمون بمعاهد بحوث السياسات، هؤلاء الذين يدرسون ما ينفذ ويقيمون، ويقترحون توصيات بسياسات تنفيدية وكل هذا غيرموجود عندنا ولا توجد معاهد بحوث السياسات في مختلف المجالات.