تواصل الحراك الشعبي في جمعته ال43 والأولى بعد الانتخابات الرئاسية التي أفرز فيها الصندوق فوز عبد المجيد تبون بنسبة فاقت 58 بالمائة، حيث خرج الجزائريون الجمعة بقوة مطالبين بالتغيير الجذري، محملين المسؤولية الكاملة للرئيس الجديد للجمهورية الجزائرية بضرورة الاستجابة الكاملة غير المنقوصة لمطالب الشعب. وعلى خلاف الجمعات الماضية، فقد بدت العاصمة صبيحة الجمعة، هادئة خالية من المتظاهرين، فيما سجل إنزال أمني غير مسبوق لمصالح الشرطة بالزي الرسمي والمدني، وانتشار مكثف لمدرعات قوات مكافحة الشغب، إلا أنها أخذت زخما بعد صلاة الجمعة، لتؤكد عزم الجزائريين على إبقاء ورقة الضغط هذه إلى غاية استجابة السلطة والرئيس الجديد لمطالب الحراك. ومباشرة بعد انتهاء رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، والتفرغ من أداء صلاة الجمعة كانت الحشود البشرية تتدفق إلى وسط العاصمة من أعالي ديدوش مراد ومن شوارع بلكور مرورا بساحة أول ماي للوصول إلى البريد المركزي وكذلك من باب الوادي وساحة الشهداء، ومثل سائر المسيرات رفع المحتجون شعارات حملت المطالب التي تتكرر منذ أول مسيرة، وأخرى جديدة تتناسب والمستجدات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية في الأيام الأخيرة، على غرار “الجزائر أمانة”. وعلى مقربة من ساحة البريد المركزي، هتف المتظاهرون بصوت واحد “ياحنا يانتوما ماراناش حابسين”، كما ردد المشاركون شعارات تطالب بإقامة “دولة القانون”، مع تجديدهم دعوات إطلاق سراح سجناء الرأي على غرار المجاهد لخضر بورقعة الذي كان حاضرا بقوة من خلال لافتات المتظاهرين، كما طالبوا بمنح الحرية لجميع الشباب الذين تم توقيفهم في مسيرات الجمعة، مطالبين برفع التضييق تنفيذا للمطالب المرفوعة بخصوص دعوة العدالة إلى دراسة إمكانية إخلاء سبيل الأشخاص الذين تم اعتقالهم لأسباب لها علاقة بالمسيرات الشعبية. إلى ذلك، رفع المحتجون في المسيرة ال43 من عمر الحراك الشعبي شعارات متنوعة تصب كلها في خانة محاربة الفساد وأهله، حيث شدد المتظاهرون على ضرورة مواصلة جهاز العدالة بمحاسبة الفاسدين الذين عاثوا بأموال الشعب طولا وعرضا، رافعين يافطة كبيرة كتب عليها “مكافحة الفساد مشروع وطني يجب أن يستمر”، كما رددوا الهتافات المعهودة على غرار تلك التي رددت مطولا والقائلة “سراقين سراقين.. ولأموال الشعب ملهوفين”، فيما طالب المتظاهرون برؤوس الفساد الذين خانوا الأمانة، وعاثوا في الأرض استبدادا، مرددين بهتاف موحد “الجزائر أمانة”، وكلهم أمل بتغيير الأوضاع الراهنة من أجل بناء جزائر جديدة تتماشى مع متطلعات الشعب، الذي رفض مغادرة الشارع للشهر العاشر منذ بداية الحراك الشعبي في 22 فيفري الماضي.