كشفت رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي عبد القادر بولاية سيدي بلعباس عن أرقام مخيفة حول عدد المصابين بمرض فقدان المناعة المكتسبة السيدا على مستوى الولاية، حيث وصل عددهم إلى غاية منتصف الشهر الجاري إلى 900 مريض مسجل، منهم 120 حالة جديدة سنويا وبمعدل اكتشاف من 2 إلى 3 حالات يوميا. وقد طرحت رئيسة ذات المصلحة خلال مداخلتها التي ألقتها ضمن فعاليات اليوم الدراسي والتحسيسي حول هذا المرض لفائدة ممارسي قطاع الصحة المنعقد الخميس الماضي بالمعهد الوطني العالي لشبه الطبي، مشكلة رفض بقية مصالح المستشفى الجامعي التكفل بمختلف المرضى عند معرفتهم بإصابتهم بالسيدا، قائلة بأن هذه الشريحة تعاني الأمرين عند التأكد من إصابتها بهذا المرض القاتل، حيث ترفض مختلف المصالح أن تقدم لها العلاج اللازم حتى وإن كانت ضمن الحالات الاستعجالية، فيما تفضل في الغالب تحويلها نحو مصلحة الأمراض المعدية، مضيفة بأن المصلحة التي تشرف عليها لا تملك مختصين لعلاج مختلف الأمراض، كما أن مهامها تقتصر فقط على منح الأدوية لهؤلاء المرضى ومتابعة تطور مراحل المرض لديهم. وفي ذات السياق، دعت ذات المتحدثة جميع زملائها من أطباء وشبه طبيين إلى مساعدة هؤلاء المرضى، وتقديم الرعاية اللازمة لهم على حسب كل حالة، مذكرة في الوقت ذاته بإجراءات الوقاية التي يجب اتخاذها لتفادي الإصابة بمرض الإيدز، لاسيما وأن هؤلاء المرضى سواء من حاملي الفيروس أو المصابين به، يشتكون في عمومهم وبشكل دائم من النظرة الدونية التي يحيطها بهم المجتمع، وهذا حتى وإن اختلفت أسباب انتقال عدوى هذا الفيروس إليهم، وهي النظرة التي تدفع بالعديد منهم إلى عدم العودة إلى المصلحة للحصول على العلاج، وفي هذا الإطار، كشفت رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بأن جهازها يحصى خلال الفترة الممتدة ما بين شهر نوفمبر من سنة 2015 إلى غاية منتصف شهر ديسمبر من السنة الجارية، إصابة 900 شخص بمرض السيدا، وهذا ما بين مصاب بالفيروس وحامل له، على اعتبار أن عدد الذين يحصلون على العلاج يقدر ب860 مريض فقط، وقد جعل ارتفاع الإصابة بهذا الداء بولاية سيدي بلعباس تحتل المرتبة الثانية بعد وهران من حيث خطورة الوضع، وهذا مقارنة بغيرهما من باقي ولايات غرب البلاد، الأمر الذي يتطلب حسب المتحدثة تضافر الجهود من أجل القضاء على هذا المرض الذي أصبح العلاج منه ممكنا مع تطور الطب والاكتشاف المبكر للحالات المصابة. كما تمحورت بقية المداخلات حول سبل الوقاية من هذا الداء في أوساط ممارسي قطاع الصحة، خاصة أعوان السلك شبه الطبي، وفي ذات السياق، طمأن مختصون زملاءهم بالتأكيد على أن نسبة ضعيفة جدا من هؤلاء يحتمل أن ينتقل فيروس السيدا إليهم، وهذا فقط في حال لم يتخذوا الاحتياطات الوقائية اللازمة، على غرار لبس القفاز، وأوضح المتدخلون بأنه تم تسجيل 33 إصابة مباشرة بالسيدا بين ممارسي الصحة، أغلبها من أعوان جدد في السلك شبه الطبي، ولا يتقنون إجراءات الوقاية أو كيفية التعامل مع هؤلاء المرضى.