طالب مواطنو دائرة تينركوك، 300 كلم شمال ولاية أدرار، من الوالي الجديد العربي بهلول بإعادة رد الاعتبار، بعد ما وصفوه، في حديث مع "الشروق"، بالظلم والتعسف الذي تعرضت له في فترة الوالي السابق، حيث شهدت المنطقة نكبة حقيقية من احتجاجات عارمة وأحداث شغب وعنف، أسفرت عن حرق مقر الدائرة، الذي ما زال مغلقا إلى اليوم، ورئيسها يمارس مهامه من مقر دائرة تيميمون، وموظفوها في عطلة مفتوحة مدفوعة الأجر. وأكد بيان لجمعيات المجتمع المدني، تحوز "الشروق" نسخة منه، أن المشاكل الحقيقية وراء تدهور التنمية في المنطقة هو أن المسؤولين المحليين لم يكونوا في مستوى تطلعات المواطنين، بسب عدم التكفل بانشغالات المواطنين وعدم الاستماع إلى مشاكلهم العويصة، وهو ما أثر على معدل التنمية في المنطقة بسبب تراكمات الملفات والقضايا العالقة التي أدت إلى انفجار مجتمعي غير مسبوق. ويعد ملف الشغل أهم الملفات المعقدة والمحركة في المنطقة، التي ساهمت في تدهور الأوضاع وتعفنها.. كل هذا بسبب التجاوزات الحاصلة في هذا الملف الحساس والشائك، وتقاعس السلطات المحلية في التعامل معه بجدية وحكمة، وتطبيق القانون، حيث إن هذه الشركات تتعمد توظيف اليد العاملة من خارج المنطقة دون تقديم عروض لدى وكالات التشغيل وانعدام عمل ومراقبة مفتشية العمل، ما تسبب في اشتعال فتيل الاحتجاجات والاعتصامات، ما أدى إلى انفلات الأوضاع واندلاع أعمال شغب حتمت على القوة العمومية التدخل لفضها، كما انجر عنها حرق مقر الدائرة وتخريبه، الذي بقي مغلقا إلى اليوم. وتعرف البوابة الشمالية للولاية مشاكل عدة وعويصة، تتعلق بالسكن، حيث إن حصة الدائرة من السكن من مختلف الصيغ ضئيلة جدا، مقارنة بالحصص الأخرى للبلديات الأقل منها نسمة، متسائلين عن المعايير التي يتم من خلالها تقسيم الحصص على المناطق والبلديات مع مشكل التجزئات السكانية الذي لا زال مطروحا في تلك المناطق، يضاف إليها مشكل ضعف الشبكة الكهربائية في البلدية، حيث إن معظم المكيفات الهوائية تعتبر مجرد ديكور في البيوت، لا يتم استعمالها لعدم توفر الطاقة الكاملة لتشغيلها. وأدى تذبذب الماء إلى عدم سقي الفلاحين لمحاصيلهم الزراعية، إلا في الفترة الليلية، حيث ينقص الضغط، علما أن معظم هذه المستصلحات الفلاحية تعتمد على مد الخيوط الكهربائية لتشغيل المحركات والمضخات الكهربائية، وتنتظر برمجة مشاريع توسعة للشبكة الكهربائية وتغطية كافة المحيطات الفلاحية لتحقيق قفزة نوعية في الإنتاج الفلاحي، نظرا إلى الخصائص المناخية التي تتميز بها عن باقي نقاط الولاية. كما يشتكي السكان أيضا من مشكل التهيئة في وسط المدينة ومحور الطريق الوطني رقم 118 الذي يقطع وسطها مشكلا ازدحاما مروريا خانقا، حيث تتسبب الشاحنات كبيرة الحجم وذات الوزن الثقيل في قطع الأسلاك الكهربائية والهاتفية، مطالبين بالتفكير في طريق اجتنابي خارج المدينة، في حين تستمر معاناة قطاع الصحة بفعل عدم توفر الأجهزة الطبية مثل السكانير للكشف وانعدام الأطباء الأخصائيين وقاعات العلاج بالقصور الخاوية والخالية من الدواء، فعملها ينحصر في التضميد فقط، ما جعل المجتمع المدني يطالب بتسجيل مستشفى 60 سريرا بكامل التجهيزات والطواقم الطبية لتخفيف معاناة المواطنين والتكفل بالحالات الاستعجالية للمرضى، بدل قطعهم مسافة 70 كلم إلى مستشفى تيميمون، إضافة إلى كثرة الحوادث بالطريق الذي يعبر العرق الغربي الكبير ويشهد عدة حوادث مروعة. ولا يزال تلاميذ المدارس التربوية يعانون من غياب الإطعام المدرسي، حيث ناشد الأولياء في كثير من المراسلات التدخل وحل هذا الإشكال، ويسعى شباب المنطقة إلى تنشيط وعصرنة الملاعب الرياضية وتزويدها بالعشب الاصطناعي وتدعيم الفرق الرياضية المحلية والاهتمام بالكفاءات المحلية لمختلف الرياضات الجماعية والفردية، حيث حققت مراتب أولى على المستوى الولائي في كثير من المنافسات. كما يناشد السكان الوالي الجديد وضع حد للجرائم في حق البيئة في تلك المنطقة، حيث إن الشركات البترولية تقوم بإفراغ نفاياتها بطريقة عشوائية غير مبالية بحجم الأضرار التي تفرزها هذه النفايات والسموم، مشكلة خطرا محدقا بالحيوان والإنسان من انتشار الروائح الكريهة ونفوق الإبل عبر سقوطها في هاذه البرك والأحواض.. وهو ما يستلزم إجراءات ردعية ضد هذه الشركات أو على الأقل وضع سياج وحواجز تمنع الحيوانات من الاقتراب منها. وتعتبر دائرة تينركوك قلعة تاريخية وثورية، حيث شهدت معارك ضد المحتل الفرنسي، منها معركة حاسي غنبوا وتسلغى وغيرها من عديد المعارك عبر العرق الغربي الكبير، التي لقنت أعتى قوة في تلك الفترة درسا لم ينسوه، يتطلع سكانها ومجاهدوها من العربي بهلول قائد بناء الجزائر الجديدة في ولاية أدرار إلى إنهاء عهد التهميش والإقصاء والعمل على برمجة زيارة ميدانية وتفقدية للمنطقة وإعطائها حقها التنموي، وتحريك عجلة البناء والتشييد خدمة لرسالة الشهداء.