استغرب مئات أولياء تلاميذ المؤسسات التربوية المتواجدة بعاصمة ولاية البويرة من التعليمة المفاجئة التي أصدرها مديرو المدارس والتي تجبرهم على الانتظار نهاية كل شهر للتمكن من الالتقاء بأساتذة أبنائهم ولمدة لا تتعدى دقيقة، وهو ما لم يهضمه هؤلاء الذين استنجدوا بوزير التربية الوطنية للمطالبة بضرورة التدخل لإجبار المديرين على ضرورة تعديل التعليمة التي تم تعليقها بأبواب المدارس والتي وصفوها "بغير القانونية". قررت عديد المؤسسات التربوية مؤخرا منع الأولياء من الدخول إلى المدارس لتجنب التقائهم بالأساتذة، وهذا حتى لا تتكرر الحادثة التي وقعت منذ أكثر من أسبوع بإحدى الابتدائيات بعاصمة الولاية، حيث قامت أستاذة بشتم التلاميذ بساحة المدرسة ونعتتهم بعبارات مهينة وهذا أمام أعين الأولياء، فلم تتحمل والية تلميذة ما سمعته، فأسمعت بدورها الأستاذة ما لم يرضها وأكثر من ذلك حاولت الاعتداء عليها، ما جعل زملاءها يقررون تنظيم حركة احتجاجية لمساندة الأستاذة التي تم إهانتها أمام مرأى الجميع، لكن مدير المؤسسة أقنع الأساتذة بضرورة العدول عن قرارهم وتجاوز الخلاف لفائدة التلاميذ. ومنذ تلك الحادثة قررت عديد المؤسسات التربوية خاصة بعاصمة الولاية إصدار قرار يمنع الأولياء من الدخول إلى المؤسسات التربوية لتجنب التقائهم واحتكاكهم المباشر بالأساتذة، وقاموا بتعليق إعلانات للسماح لهم للحديث مع الأساتذة مرة واحدة نهاية كل شهر، وهو القرار الذي لم يتقبله الأولياء والذين أكدوا في تصريحهم للشروق أنهم من حقهم استفسار الأساتذة عن أبنائهم ومدى متابعتهم للدروس خاصة مع اقتراب موعد إجراء اختبارات الفصل الثاني، ولا يحق لأي أحد منعهم من الالتقاء بهم. من جهة أخرى، يطالب الأولياء بضرورة أن يكون الاحترام متبادلا بين الأساتذة والتلاميذ الذين سبق لهم وأن تمت إهانتهم، كما أكد عديد الأولياء أن أبناءهم يتعرضون يوميا إلى تعنيف وضرب مبرح من طرف الأساتذة لأتفهم الأسباب. وصرحت والية تلميذة تدرس سنة ثالثة ابتدائي بإحدى المدارس بعاصمة الولاية، "للشروق" أن ابنتها أصيبت بأزمة نفسية حادة منذ الدخول المدرسي، وهذا بعد أن قامت معلمتها بعضّها في يدها، وضربها أمام التلاميذ، ما جعلها تتبول بطريقة غير إرادية، وترفض العودة للمدرسة، لتقرر إخضاعها لعلاج نفسي مع تقديم شكوى لدى العدالة ضد الأستاذة، ويطالب الكثير من الأولياء المسؤولين بضرورة تنظيم زيارات مفاجئة إلى المؤسسات التربوية للوقوع على حجم حوادث العنف والترهيب والتهديد الخطيرة التي تسجل يوميا بعيدا عن أعين الجميع وهذا بسبب تكتم الإدارة، وغياب عديد المؤسسات التربوية لجمعيات أولياء التلاميذ. للتذكير فإن المحاكم سبق لها وأن عالجت عشرات المرات قضايا تتعلق بإقدام الأساتذة وحتى مديري المؤسسات التربوية على تعنيف وضرب وشتم التلاميذ، كما سبق لمحكمة البويرة على وجه الخصوص أن عالجت عدة قضايا تتعلق بمشاجرات كلامية متبوعة بالضرب تعرض لها الأساتذة من قبل أولياء التلاميذ، كما عالجت محكمة سور الغزلان قضية تتمثل في إقدام مدير مدرسة ابتدائية على ضرب وتعنيف تلميذة نجيبة بسبب خلاف بينه وبين والدها. وجب التذكير أن وزارة التربوية الوطنية تصدر عديد التعليمات القاضية بمنع ممارسة العنف سواءً اللفظي أو الجسدي ضد التلاميذ على مستوى الأطوار التعليمة الثلاثة، إلا أن بعض مديري المؤسسات التربوية والأساتذة ضربوا تلك التعليمات عرض الحائط.