شهدت حملة "اقعد في دارك" رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي والتي انطلقت منذ 15 يوما لحث المواطنين على التزام بيوتهم وعدم الخروج إلا للضرورة لتفادي العدوى بفيروس كورونا، خاصة مع الإجراءات الجديدة التي أقرتها رئاسة الجمهورية والتي دخلت الأحد الماضي حيز التطبيق والتي سمحت لملايين الموظفين بترك مقاعد العمل والدخول في عطلة مدفوعة الأجر للمكوث في بيوتهم وحماية اسرهم من العدوى.. كل هذه الإجراءات والحملات التحسيسية بقيت في العالم الإفتراضي ولم تلق صدى لدى الملايين من الجزائريين الذين لازالوا يتجولون في الأسواق المكتظة والشوارع لغير حاجة، دون الأخذ بالحيطة والحذر لمواجهة هذا الفيروس القاتل.. هذا الواقع المرير دفع مصالح الأمن إلى التدخل في المرحلة الأولى لفرض حظر التجوال الليلي في العديد من المدن والولايات التي شهدت انتشار فيروس كورونا في مقدمتها البليدة والعاصمة، اين عملت هذه المصالح على تفريق المواطنين وحثهم بالتزام بيوتهم والعمل بتوصيات الوصاية والحيطة، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث اضطرت ذات المصالح إلى الانتقال للمرحلة الثانية باستعمال القوة لتفريق التجمعات خلال النهار وإلزام المواطنين بالالتحاق بمنازلهم وعدم الخروج دون حاجة، أين باشرت مصالح الشرطة دوريات مكثفة أمس في جميع بلديات العاصمة بداية من الثانية زوالا لإرغام المواطنين المتواجدين في الساحات العمومية والمتنزهات الى الالتحاق ببيوتهم، وهو الأمر الذي شهدته مدن ولاية البليدة في الفترة الصباحية أين تم إغلاق جميع الأسواق وتعليق العديد من النشاطات التجارية غير الضرورية وشرعت مصالح الأمن باستجواب الكثير من المواطنين لمعرفة سبب تنقلاتهم.. وتأتي حملات مصالح الأمن المكثفة لإلزام الناس بالمكوث في بيوتهم تفاديا للتجمعات غير الضرورية ومواجهة عدم استجابة الكثير من المواطنين لتعليمات الحكومة الرامية إلى التخفيف من انتشار الفيروس باعتماد إجراءات الحجر المنزلي والصحي، خاصة بعد إعلان وزير الصحة دخول الجزائر المرحلة الثالثة من انتشار الفيروس وهو الأمر الذي يقتضي يقظة جماعية باتخاذ جميع إجراءات الوقاية في مقدمتها التزام المنازل.