وجد الكثير من أساتذة التعليم، هذه الأيام، شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة "الفايسبوك"، وسيلة للتواصل مع تلاميذهم، وتقديم دروس منهجية، وتدعيمية، مستغلين فترة الحجر المنزلي للوقاية من كورونا، وتشكلت بالمقابل أقسام رقمية، من تلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة للمدرسة الجزائرية، وحتى أفواج من طلبة جامعيين، وهي محاولة ارتجالية، من طرف بعض الأستاذة الذين يملكون الإمكانيات والوقت. ورغم أن التواصل المستمر مع تلاميذ دون غيرهم، ساهم في خلق علاقات حميمية، ومكّن من متابعة الدروس سواء البيداغوجية أو التدعيمية، إلا أن ذلك كشف نقائص المعلوماتية واستعمالها في المنظومة التعليمية الجزائرية، كما أشعر تلاميذ آخرون بالدونية خاصة الفقراء الذين لا يملكون الانترنت، ولا حتى جهاز الكمبيوتر "سمارتفون". مبادرة طبية قام بها أساتذة وذلك باستخدام منصات التواصل الاجتماعي كأقسام افتراضية، تلقن بواسطتها الدروس، خاصة للتلاميذ المقبلين على شهادتي التعليم المتوسط "بيام" والبكالوريا، حيث لقيت ترحيبا من طرف أولياء بعض التلاميذ، الذين استحسنوا الفكرة. وقال في هذا السياق، عضو مجلس الأمة، ممثل لجنة التربية والشؤون الدينية، عبد الكريم قريشي، إن هذه الفترة لم تكن في الحسبان، وهي ظرف استثنائي طارئ، أدى إلى توقيف الدراسة، وفرض الحجر المنزلي، للوقاية من فيروس كورونا "كوفيد 19″، لكن في الوقت نفسه كشف عيوب المنظومة التربوية في الجزائر. وأكد أن التعليم الرقمي، غير مدروس من قبل، وإن مواصلة بعض الأساتذة إلقاء الدروس عبر شبكات التواصل الاجتماعي، هي مبادرات شخصية وفردية، وارتجالية، لكنها تبقى مفيدة إلى حد ما، رغم أنها تساهم في خلق فوارق بين التلاميذ. وكما أن حسبه، كورنا عرت قطاع التعليم، وكشفت ايضا عن نقائص في الأسرة والعلاقات بين أفرادها، مؤكدا انه اقترح سابقا على وزيرة التربية نورية بن غبريط، فكرة فتح قناة تلفزيونية تعليمية، فرحبت بالفكرة ولكنها لم تجسد، وقال إن مثل هذه القنوات التعليمية التلفزيونية ضرورية في الوقت الراهن، خاصة في ظل الحجر المنزلي. واستغرب النائب عبد الكريم قريشي، من محاربة الدروس الخصوصية دون فتح قناة تعليمية. وفيما يخص الجانب التربوية الموجه للأسرة، أوضح قريشي، أن التعاملات الأسرية تكاد تكون غائبة من طرف وسائل الإعلام، حيث سبق أن اقترح تخصيص برامج ولمدة 3 ساعات يوم الجمعة ابتداء من الخامسة ظهرا إلى الثامنة ليلا، وعلى أن يكون البرنامج مقسما لحصص، كل حصة تدوم ربع ساعة، مشيرا إلى أن ثقافة الوظيفة البيولوجية بين الأزواج، لا تعيها الكثير من الأسر، مما خلف 15 بالماءة من الأبناء معوقين. ومن جهته، أكد الخبير في المعلوماتية، الدكتور عثمان عبد اللوش، أن كورونا الفيروس الذي أخلط أوراق العالم، كشف عن عدم التحكم في المعلوماتية، وتجاهل وزارة التربية للمدرسة الرقمية، مطالبا بدعم الأستاذة الذين يقومون بمبادرة تقديم دروس عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال تحفيزات مادية، ومعنوية. وأعاب خبير المعلوماتية، عبد اللوش، على انعدام برمجيات من شأنها تمكين أصحاب المواقع الالكترونية، ومواقع الهيئات والوزارات، من الرد على تعليقات القراء الكترونيا، وتعديل المعلومة، مضيفا أن المرحلة التي تمر بها الجزائر كغيرها من البلدان، أظهرت أهمية التحكم في الرقمنة، وخاصة في الجانب التعليمي، حيث فشلت بلادنا مثل الدول الأوربية، في التحكم في التكنولوجيا، في الوقت الذي نجحت الصين وكوريا الشمالية في هذا المجال.