يشهد إقليم ولاية البليدة، خلال الأسبوعين الأخيرين، قبيل الانتهاء من الفترة المحددة للحجر الصحي المنزلي الكلي والجزئي في البلاد، المعلنة من طرف السلطات العليا للبلاد، في 19 أفريل الجاري، في حال عدم التمديد مرة أخرى، هبة تضامنية وطنية واسعة، للتخفيف من تداعيات وباء كورونا، على سكان مدينة الورود وما جاورها من بلديات ودوائر إدارية، تتمثل في قوافل خيرية للتموين بالمواد الاستهلاكية، ووسائل الوقاية، والمعدات الطبية، والمواد الصيدلانية، موجّهة للمواطنين، والمؤسسات الاستشفائية بالولاية. وبرزت أولى بوادر عمليات التضامن، منذ أن قرّر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وضع ولاية البليدة تحت الحجر الصحي الكلي، باعتبار أنها عرفت انتشارا واسعا لفيروس، حيث تولد عن القرار، رد فعل إيجابي من طرف الهيئات الإدارية والمؤسسات الاقتصادية، ورجال أعمال، ومواطنين متطوعين، باستعجال القيام بمساهمات وحملات وتبرعات في إطار الهبة التضامنية التلقائية في هذا الظرف الصعب التي تمر به البلاد، والوعي بضرورة تفعيل المسؤولية الجماعية للحد من انتشار فيروس كورونا، والتخفيف من تداعياته الصحية والاقتصادية والاجتماعية على الولاية التي تعاني حجرا كليا. .. شرفة: علينا بتكثيف التكافل والهبات التضامنية لسكان البليدة وفي هذا الإطار، وبأمر من والي ولاية الجزائر، يوسف شرفة، قامت المؤسسات العمومية الولائية كمؤسسة التنظيف الحضري وحماية المحيط، ومؤسسة تطوير المساحات الخضراء، بالإضافة إلى مؤسستي النظافة ورفع النفايات المنزلية، اكسترا نات ونت كوم، بعمليات تنظيف وتعقيم للأماكن العمومية على مستوى بلديات بوقرة، الأربعاء وأولاد سلامة، بولاية البليدة؛ حيث تم تجنيد 10 شاحنات مزوّدة بصهاريج منها 7 شاحنات ذات سعة 15 ألف لتر للواحدة و3 شاحنات ذات سعة 10 آلاف لتر، بالإضافة إلى 3 مركبات مزوّدة بسوائل التعقيم والتطهير بسعة 4000 لتر. .. بومرداس: التفاتة أخوية وخيرية لإرجاع الابتسامة للبليديين وفي نفس السياق، أشرف والي ولاية بومرداس، من مدينة خميس الخشنة، على انطلاق القافلة التضامنية مع مواطني ولاية البليدة، بالتنسيق مع مديرية التجارة، تحت شعار "ولاية بومرداس تتضامن مع ولاية البليدة" محمّلة بأزيد من 115 طن من المواد الأساسية، على غرار السميد، والفرينة وغيرها، في التفاتة أخوية وخيرية لمؤسسات الصناعة الغذائية الخاصة، بمساهمة بلدية سيدي داود، كما رافقت القافلة التضامنية نحو البليدة، سيارة إسعاف، وشاحنتا صهريج للتطهير والتعقيم. .. سكان عين الدفلى للبليديين: لستم وحدكم في صورة إنسانية، قامت ولاية عين الدفلى، بإرسال قافلة خيرية لولاية البليدة، تحت شعار "لستم وحدكم" تتكون من 14 شاحنة من الحجم الكبير، محملة بالبطاطا، بأمر من الغرفة الفلاحية، والحليب والياغورت من طرف ملبنة عريب، ونحو 10 شاحنات من الحجم المتوسط محملة بالمواد الغذائية الأساسية. .. "الفايسبوك" سيد الموقف وكانت وسائل التواصل الاجتماعي، سيدة الموقف، من خلال الهاشتاغات والتغريدات المرفوعة، بموقع فايسبوك وتويتر، مثل تغريدة "البليدة مدينة الورود وستبقى.. نحن معكم"، وتغريدة "ابنة الجزائر رقم 9 مريضة، و47 ابنا آخر يساندها"، بالإضافة إلى هاشتاغ "نحن كلنا البليدة"، وهي بعض الشعارات التي اختارها الفايسبوكيون في ظل الظرف الحالي الذي تمر به البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا. كما استظهرت مواقع التواصل الاجتماعي، عديد المبادرات التضامنية في مجال حفظ النظافة والصحة العمومية، حيث قامت مصالح ولاية البليدة، منذ منتصف شهر مارس المنصرم، بمعية المؤسسات الولائية التابعة لها ومختلف المديريات القطاعية، على غرار البيئة، محافظة الغابات، مديرية الحماية المدنية، الصناعة، الفلاحة، التجارة، في عملية تعقيم واسعة النطاق على مستوى إقليم الولاية، وكل المؤسسات العمومية والخاصة، حيث خلفت هذه المبادرات التضامنية تفاعلا إلكترونيا منقطع النظير من طرف آلاف الجزائريين، داخل وخارج الوطن.