عاشت عائلة شاب من بلدية حاسي بحبح بالجلفة، على وقع صدمة كبيرة، بعد إشاعة عن إصابته بفيروس كورونا، وفراره من الحجر الصحي بولاية البليدة. وقائع هذه القضية بدأت عندما تسربت وثيقة رسمية من دائرة حاسي بحبح إلى الشارع، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تفيد بفرار شاب يبلغ من العمر 31 سنة، من الحجر الصحي بولاية البليدة، باتجاه مقر سكناه بحي بوعافية في حاسي بحبح. أثارت هذه الوثيقة الرسمية رعبا كبيرا وسط السكان، حيث قام رواد موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، بنشرها على نطاق واسع. وهي وثيقة تجهل خلفية إصدارها، ومصدر المعلومة التي حدت بالسلطات إلى صياغتها، من دون تحقق من الأمر، ما سبب هلعا وسط السكان وحتى على المستوى الوطني، خوفا من نقل العدوى، وبعد وصول الخبر إلى هذا الشاب الفقير، اتجه نحو المستشفى المركزي بحاسي بحبح، رفقة الأصدقاء وعُرض على الطبيب هناك، حيث كشف عليه ووجده بصحة جيدة، ولا يعاني أي عرض للإصابة بفيروس الكورونا، وتم تسريحه إلى المنزل، لكن العائلة عاشت جحيما حقيقا بعد انتشار هذا الخبر، وتعرض الشاب للتعنيف والتهديد حتى بالقتل من طرف مواطنين، ظنا منهم أنه فر من الحجر. "الشروق" انتقلت إلى منزل هذا الشاب، حيث وجدناه في حالة صدمة لا يمكن أن نصفها، إذ أكد لنا أنه متواجد منذ 15 يوما بالمنزل، وكان يعمل في ولاية تيبازة كعامل يومي، لدى أحد المقاولين، ولم يذهب إلى ولاية البليدة، وكانت قضية مرضه وفراره من الحجر مجرد إشاعة، تسببت في تحطيم نفسيته، مشيرا في ذات السياق، إلى أنه عرض نفسه على الطبيب الذي أكد أنه بصحة جيدة. وأردف ناصر قائلا: "نوكل عليكم ربي يا من أطلقتهم علي هذه الإشاعة التي حطمتني وحطمت كل أفراد عائلتي"، مؤكدا في ذات السياق أن المحلات التجارية، أصبحت تطرد إخوته ولا تبيعهم، وينعتهم أصحابها بالكورونا، مثلما حصل مع شقيقته الصغرى، التي قالت إن أحد التجار طردها من محله، مطالبا إياها بعدم العودة، بسبب إصابة أخيها المزعومة بالكورونا. أما والد الشاب، فقال إن معظم الجيران والمعارف، باتوا يتهربون من أفراد العائلة، حتى إن أحدهم تربطه به صداقة عمرها 20 سنة، لكنه صار يفر منه، بسبب هذه الإشاعة التي حطمت العائلة نفسيا. وطلب والد الشاب من العدالة الجزائرية إنصافه، خصوصا بعد نشر وثيقة رسمية وإدارية داخلية بين إدارة وأخرى، مستغربا الهدف وراء تسريبها ونشرها، وهي التي أثارت رعبا كبيرا وسط السكان، وتعيش هذه العائلة المتكونة من 16 فردا، في كوخ لا يصلح حتى لتربية الحيوانات، بسبب الفقر المدقع الذي تعيشه هذه العائلة، وزادها الحجر المنزلي فقرا، خصوصا أن الوالد وابنه يشتغلون عند الخواص.