قالت صحيفة لبنانية أن نتائج لتحقيقات في اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل في نوفمبر الماضي قد اكتملت كاشفة النقاب عن توجيه المحققين لأصابع الاتهام إلى جماعة فتح الإسلام التي تخوض حرب ضارية مع الجيش اللبناني منذ أكثر من شهر في مخيم النهر البارد. أعلن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللبناني اللواء اشرف ريفي من بكركي بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، من أن هناك "معطيات ومعلومات جديدة ستكون بين أيدي اللبنانيين في القريب العاجل ليعود الملف الأمني مجددا إلى الواجهة. وحسب جريدة النهار اللبنانية فقد امتنع اللواء اشرف عن توضيح ماهية "المعطيات والمعلومات الجديدة"، في حين أفادت مصادر واسعة الاطلاع أن ملف التحقيقات في جريمة اغتيال النائب والوزير السابق بيار الجميل اكتمل وان المنفذ هو جماعة "فتح الإسلام"، حيث أتاحت التحقيقات مع موقوفين منها توثيق ارتكابها الجريمة, وهي المعلومات التي سيعلن عنها لاحقا بعد استكمال جانب تقني من التحقيق يقتضي مساعدة خارجية ستنجز في غضون أسابيع, هذه المعطيات ستكون بمثابة "أنباء سارة" تزيد الثقة بالمؤسسات البلاد الأمنية, بل ستكون على مستوى يوازي في أهميته ما تحقق في كشف جريمة عين علق التي ارتكبتها عناصر من "فتح الإسلام". من جهة ثانية قال عضو رابطة علماء فلسطين محمد الحاج في تصريحات تلفزيونية إن الزعيم المختفي لفتح الإسلام شاكر العبسي كان قد أبلغه، خلال المفاوضات التي جرت معه، أنه بعث برسالة إلى المسؤولين اللبنانيين ينفي فيها علاقة تنظيمه باغتيال الوزير بيار الجميل أو تفجير عين علق, ويتنصل من العمليتين. وفي نفس السياق أوردت جريدة الوطن السعودية الصادرة أمس استنادا إلى مصادر أمنية لبنانية خبر التعرف على هويات أربع جثث جديدة تبين أنها لسعوديين, وهي لكل من بدر عوض الجابري الحربي, وحمد مجول الشمري, وسالم مبروك سعيد الصيعري, وسعد عبدالعزيز الكعبور, جميعهم دون سن 23 سنة, إلى جانب جثث اثنين تم التعرف عليها الأسبوع الماضي, وبذلك يصبح عدد السعوديين الذين قتلوا في مخيم نهر البارد ستة. وكشفت المصادر نفسها أن هناك أربع جثث أخرى لدى السلطات الأمنية اللبنانية يرجح أن تكون لسعوديين أيضا, مشيرة إلى أن هناك تنسيقا وتعاونا بين السلطات الأمنية اللبنانية والسفارة السعودية في سبيل التعرف عليها, وقالت إن السلطات الأمنية اللبنانية تواجه صعوبة في تحديد هويات أصحاب الجثث لأن الوثائق التي معها تكون في الغالب مزورة, وأن السفارة السعودية في بيروت تسعى للتواصل مع بعض الأهالي الذين لم تتم معرفة أرقام هواتفهم ليتمكنوا من الحضور إلى بيروت لأخذ عينات من أحماضهم النووية ومطابقتها بالأحماض النووية للجثث من أجل التأكد من هويتها. إلى ذلك سجلت أمس اشتباكات متقطعة على محاور مخيم نهر البارد، فيما جددت قيادة الجيش دعوتها مسلحي فتح الإسلام إلى الاستسلام, حيث أصدرت قيادة الجيش مديرية التوجيه بيانا دعت فيه "مسلحي فتح الاسلام إلى العودة إلى التعاليم الدينية السمحاء وتلبية نداء الإرادة الجامعة التي عبر عنها مرارا الشعبان الفلسطيني واللبناني من خلال المبادرة إلى تسليم أنفسهم لقوى الجيش. كما دعا البيان المسلحين إلى عدم منع الراغبين بالاستسلام من القيام بذلك وخصوصا الجرحى كي ينالوا العناية الصحية اللازمة، والعمل على تسهيل خروج المدنيين المحتجزين قسرا, وأشار إلى أن "العدالة هي الفيصل لحل هذه القضية والانطلاق إلى مرحلة جديدة كفيلة برأب الصدع وإعادة الاعمار". للتذكير فقد أعلنت السلطات اللبنانية مرارا أن لا حل لمشكلة فتح الإسلام إلا بأن يسلم عناصرها أنفسهم إلى القضاء, مع العلم أن هذه الاشتباكات أدت إلى مقتل 173 شخصا، بينهم 85 جنديا لبنانيا و68 مسلحا على الأقل، كونه يصعب إحصاء عدد هؤلاء الذين لا تزال جثث العديدين منهم داخل المخيم. القسم الدولي/ أف ب / الوكالات