أبانت المباريات الكثيرة التي تفضل بإعادة بثها التلفزيون الجزائري، بأن الحارس الوناس قواوي هو علامة فنية نادرة، لا يجب نسيانها في تاريخ الكرة الجزائرية وفي منصب حراس المرمى الذي يشكل في فترات عديدة النقطة السوداء في تشكيلة الخضر، إذا استثنينا فترة حارس النصرية وشان ومهدي سرباح ونصر الدين دريد ورايس مبولحي. ما يُدهش فعلا أن قواوي الذي قاد الخضر لوحده في اثنتى عشرة مباراة من تصفيات كأس العالم، إلى غاية المباراة الفاصلة في أم درمان حيث كان معاقبا فترك مكانه للحارس فوز شاوشي، تم وضعه منذ تلك المباراة على الهامش سواء في المباريات التحضرية أم كأس أمم إفريقيا في أنغولا، وخاصة في منافسة كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010، حيث راهن المدرب رابح سعدان على فوزي شاوشي في أول مباراة، فخيّبه وكان المتسبب في الخسارة الأولى أمام سلوفينيا، فاستبدله برايس مبولحي أمام إنجلترا ثم أمريكا، وكُتبت بذلك شهادة نهاية قصة الوناس قواوي الحارس الخلوق والمثالي مع الخضر، التي استمرت قرابة تسع سنوات، لم يحدث خلالها وأن ارتكب هذا الحارس الكبير أخطاء، وله مباريات ستبقى عالقة في الأذهان خاصة في أمم إفريقيا 2004 التي لعبت في تونس، حيث كان البطل الأول في ملحمة الخضر خاصة أمام الكامرون ومصر. يبلغ الوناس قواوي حاليا من العمر 43 سنة، وعندما سافر إلى جنوب إفريقيا رفقة فوزي شاوشي ووهاب مبولحي للمشاركة في مونديال 2010 كان قد بلغ من العمر 32 سنة ونصف، ولكنه لم ينعم بدقيقة لعب واحدة، وتبقى من النقاط السوداء في حياة هذا الحارس الكبير، أنه لم يحترف لا في أوربا ولا في الخليج العربي، وفضل اللعب في الجزائر من دون أن يستقر في فريق واحد، ويكاد يكون الحارس الأكثر تغييرا للأجواء، فقد لعب في غرب البلاد مع وداد تلمسان وجمعية الشلف ولعب في شرق البلاد مع جمعية الخروب وشباب قسنطينة واتحاد عنابة ولعب مع أندية وسط البلاد ومنها شبيبة القبائل المنتمية لمدينة مولده تيزي وزو، واتحاد البليدة، ولم ينجح بالشكل المنتظر كمدرب لحراس المرمى بالرغم من تحليقه أيضا من فريق إلى آخر، وحتى مع المنتخب الوطني، وواضح بأن كثرة التغيير زعزعت مشوار وناس قواوي كلاعب وكمدرب أيضا. وقد تكون المباراة التي غيّرت حياته هي تلك التي لُعبت في ال 14 نوفمبر 2009 في القاهرة، ضمن آخر مباريات التأهل إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا، وكان الرجل المعوّل عليه أمام أكثر من 100 ألف مناصر شوفيني من مصر دفعوا منتخب بلادهم دفعا من أجل تسجيل ثلاثية من دون مقابل تنقلهم إلى المونديال. بدأت العاصفة المصرية بهدف في الدقيقة الثانية من عمرو زكي، أمام دهشة مجيد بوقرة وعنتر يحيى، ولكن قواوي كان يقضا وردّ الكرة مرتين قبل أن يسكنها عمرو زكي في شباكه، وانقذ قواوي هدفا ثانيا كاد يقتل الخضر، وبعد ذلك منح الثقة لأصدقائه واسترجع الخضر عافيتهم وكادوا يعودون في النتيجة، وأكمل الوناس قواوي تألقه قبل أن يفاجئه الحكم في الشوط الثاني بإنذار ثاني حرمه من لعب المباراة الفاصلة، فكان قواوي نجما بلا منازع في الشوط الثاني إلى غاية الثانية الأخيرة من الوقت بدل الضائع، عندما تلقى هدفا قاتلا من عمر زكي، وبلغ المنتخبان في غياب قواوي المباراة الفاصلة في أم درمان بالسودان، وراهن رابح سعدان على فوزي شاوشي، وعندما تحقق التأهل لم يفكر المدرب الشيخ كثيرا ومنح الحراسة لفوزي شاوشي وأبقى قواوي على مقاعد الاحتياط، أمام دهشة الجميع، وعندما انضم مبولحي للخضر بعد كان انغولا وفي مرحلة التحضيرات الأخيرة للمونديال تدحرج ترتيب قواوي إلى المركز الثالث ضمن حراس الخضر، وانسحب مباشرة بعد نهاية كأس العالم في جنوب إفريقيا، ونسي كثيرون مباريات كبيرة وبطولية لعبها وناس قواوي في زامبيا ووديات أورغواي والأرجنتين والبرازيل، وخاصة كأس أمم إفريقيا في تونس 2004 بأداء خرافي أمام الكامرون وخاصة أمام مصر التي كان بطلها الأول قبل حسين آشيو مسجل هدف الفوز. شارك الخضر أربع مرات في كأس العالم وسافر فيها عديد اللاعبين ومنهم من تعرّضوا للتهميش بسبب أخطاء من المدربين ويمكن ذكر جمال تلمساني ومصطفى كويسي في سنة 1986 ورياض محرز في سنة 2014 ربما وناس قواوي في سنة 2010. ب.ع