جاء في التقرير الثامن للجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الذي سلمه القاضي سيرج برامرتس إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي– مون في نيويورك أول أمس، المحققون تمكنوا من استيضاح نتائج تحقيقاتهم من خلال اختصار 120 ألف صفحة من الوثائق وتلخيصها في تقارير لا تزيد على 2400 صفحة, وهي الجهود التي "ساهمت في تحديد عدد من الأشخاص الذين ربما شاركوا بدافع مصلحة خاصة بشكل أو بآخر في الإعداد والتنفيذ للهجوم أو كانت لهم معرفة مسبقة به. قال المدعي البلجيكي وكبير محققي الأممالمتحدة في القضية، في تقريره الأخير - وهو الثامن الذي يصدره فريق أممي- إنه حدد الآن أسماء أشخاص متورطين في شراء الشاحنة التي استخدمت في تفجير موكب الحريري عام 2005, وأن ستة أشخاص ممن اشتروا أرقام هواتف محمولة جديدة للتجسس على الحريري قد لعبوا دورا محوريا في التخطيط وتنفيذ الاغتيال, دون أن يذكر الأسماء, وعن الأنشطة السياسية للحريري, ساهمت جميعا في تحديد المشتبه بهم. وقد جمعت اللجنة معلومات وافية عن مصدر السيارة "فان" وتحرّكاته الأخيرة, حيث توافرت معلومات جديدة عن سيارة فان "ميتسوبيشي كانتر" التي استخدمت في تفجير الموكب الذي قتل فيه الحريري و22 آخرين في بيروت في فيفري2005, فأورد أنها "خرجت من مصنع ميتسوبيشي في اليابان في فبراير 2002 وافيد عن سرقتها في مدينة كاناغاوا في اليابان في أكتوبر 2004 وشحنت بعدها إلى الإمارات العربية المتحدة ونقلت إلى معرض للسيارات قرب طرابلس بشمال لبنان في ديسمبر 2004 حيث تم بيعها", وذكر أن "اللجنة جمعت معلومات أخيرا تفيد أن ألفان بيعت إلى أفراد قد يكونوا متورطين في التجهيز النهائي للاعتداء على رفيق الحريري وتجري متابعة هذا الخيط في التحقيق كأولوية". وأكد تقرير القاضي البلجيكي الذي رفعه إلى مجلس الأمن الخميس الماضي, "استخلاص اللجنة السابقة بان انفجارا واحدا ناتجا عن عبوة موضوعة فوق الأرض وتتضمن حوالي 1800 كلغ من المتفجرات وقع في الساعة 05،55،12، مشيرا إلى أن التفجير قام به "على الأرجح انتحاري", ولفت إلى أن احمد أبو عدس الذي ظهر في الشريط الذي تبنى عملية التفجير لم يكن هو الانتحاري الذي فجر "الميتسوبيشي"، مشيرا إلى انه تبين للجنة أن بعض شركاء أبو عدس على صلة بشبكات متورطة في أنشطة إرهابية في لبنان وأماكن أخرى في الأعوام الأخيرة, حيث قامت اللجنة بمراجعة شاملة للمعلومات المتوافرة بشأن احمد أبو عدس, وتم التحقق من استخلاصات سابقة تشيرا إلى "فرضيتين محتملتين: إما أن يكون أرغم أو خدع لتصوير شريط الفيديو ثم قتل على الأرجح" أو انه "صوره طوعا مع أشخاص آخرين ينتمون إلى مجموعة متطرفة اكبر". وعن هوية الانتحاري قال: "في ما يتعلّق بهوية الانتحاري، جمعت اللجنة وراجعت نتائج عدد كبير من تحاليل الأسنان والنظائر وتواتر صبغيات الحمض النووي، وبالاستناد إلى نتائج أوّلية، لا تزال اللجنة على استنتاجاتها بأنّ الانتحاري رجل يراوح عمره من 20 إلى 25 عاماً، وأنّ شعره أسود داكن، وأنّه من منطقة أكثر جفافاً من لبنان ولم يمضِ شبابه في لبنان بل عاش فيه في الشهرين أو الثلاثة أشهر التي سبقت موته، وتوصّل خبراء اللجنة أيضاً إلى الاستنتاج الأوّلي أنّ هذا الشخص عاش في بيئة مدينية في السنوات العشر الأولى من حياته ثم في بيئة ريفية في السنوات العشر الأخيرة من حياته". وأضاف: "تستمرّ الاختبارات لتحديد الأصل الجغرافي للرجل المجهول الهوية الذي يُعتقَد أنّه الانتحاري, كما ورد في تقرير اللجنة الأخير، جمعت اللجنة 112 عيّنة من التربة والمياه من 28 موقعاً في سوريا ولبنان لأغراض المقارنة, كما جُمِعت عيّنات إضافية عدة من 26 موقعاً في بلدان أخرى في المرحلة التي يشملها هذا التقرير, وبالاستناد إلى النتائج الأولية، استطاعت اللجنة تحديد عدد من البلدان التي ربما ينتمي الانتحاري إلى احدها". من ناحية أخرى وصف التقرير التعاون السوري بأنه "مرض عموما" مشيرا إلى أن "السلطات السورية تجاوبت في مهلة زمنية مناسبة في القيام بترتيبات لأربع مهمات في سوريا في الفترة التي يشملها التقرير" خلال الأشهر الأربعة الأخيرة, حيث لم يكرر المدعي البلجيكي اتهامات سلفه الألماني ديتليف ميليس بان الحريري ما كان ليقتل بدون تواطؤ مسؤولين سوريين كبار كما أن علاقته مع دمشق كانت أفضل, فمنذ تقرير اللجنة الأخير إلى مجلس الأمن، وجّهت اللجنة 11 طلب رسمياً إلى سوريا حيث طلبت منها تسهيل عدد من المقابلات وسعت إلى الحصول على معلومات عن أفراد وأحداث مهمة بالنسبة إلى اللجنة, وهو ما يرفع هذا عدد طلبات المساعدة الموجَّهة إلى السلطات السورية 57. حسين زبيري/ ا ف ب/ رويترز / بي بي سي