أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، الثلاثاء، أن روسيا أرسلت مؤخراً مقاتلات إلى ليبيا لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني) المشير خليفة حفتر، في تصعيد كبير في النزاع في هذا البلد. وأوضحت أفريكوم من مقرها العام في شتوتغارت بألمانيا، أن المقاتلات غادرت روسيا وتوقفت أولاً في سوريا حيث "أعيد طلاؤها لتمويه أصلها الروسي" قبل وصولها إلى ليبيا. ولم يحدد الجيش الأمريكي موعد وصول الطائرات بالضبط، مكتفياً بالقول، إنه حدث "في الآونة الأخيرة". ويأتي هذا الإعلان غداة تأكيد قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دولياً، الاثنين، أنه تم إجلاء مئات المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب قوات حفتر من مدينة بني وليد الواقعة جنوب شرق العاصمة. جاء هذا التراجع بعد سلسلة من الانتكاسات في الهجوم الذي يشنه حفتر منذ أكثر من عام في محاولة للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب) مقر حكومة الوفاق الوطني. ونفى الكرملين مراراً تورطه في النزاع. لكن خبراء الأممالمتحدة أكدوا في تقرير الشهر الماضي وجود مرتزقة تابعين لشركة فاغنر الروسية في ليبيا، وهي مجموعة يقول مراقبون، إنها مقربة من الرئيس فلاديمير بوتين. وقال قائد أفريكوم الجنرال ستيفن تاونسند في بيان: "لطالما نفت روسيا مدى تورطها في النزاع الليبي المستمر. حسناً، لا يمكنها إنكار ذلك الآن". وأضاف أن "روسيا تحاول بشكل واضح قلب الميزان لصالحها في ليبيا". وتابع "مثلما رأيتهم يفعلون في سوريا، فإنهم يوسعون وجودهم العسكري في إفريقيا باستخدام مجموعات المرتزقة المدعومة من الحكومة مثل فاغنر". ووصف الطائرات الحربية الروسية المنتشرة في ليبيا، بأنها "مقاتلات من الجيل الرابع". وتشهد ليبيا فوضى وصراعاً منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. وتتنازع السلطة فيها حكومتان: حكومة الوفاق الوطني ومقرها في طرابلس (معترف بها من الأممالمتحدة) وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها حفتر. وتفاقم النزاع عندما شن حفتر المدعوم من مصر والإمارات والسعودية، هجوماً على طرابلس في أفريل 2019. وقالت أفريكوم، إن تحركات روسيا قد تطيل أمد الصراع وتفاقم "الخسائر البشرية والمعاناة البشرية من الجانبين". وإذا تم تأكيد هذه الأنباء، فإن نشر مقاتلات روسية سيشكل انتهاكاً آخر لحظر الأسلحة المفروض من الأممالمتحدة منذ العام 2011. واتفق زعماء العالم في جانفي على التمسك بالحظر ووقف التدخل في الصراع الذي امتد إلى الخصوم الإقليميين الرئيسيين. لكن الأممالمتحدة حذرت مراراً من أن طرفي النزاع الرئيسيين استمرا في تلقي الأسلحة والمقاتلين. "The world heard Mr. Haftar declare he was about to unleash a new air campaign. That will be #Russian mercenary pilots flying Russian-supplied aircraft to bomb #Libyans." – Gen. Townsend, AFRICOM commander —– Release: https://t.co/HpLdwUJxcr Photos: https://t.co/raTal1LKPa pic.twitter.com/3P1IPQsLvo — US AFRICOM (@USAfricaCommand) May 26, 2020 #UPDATE Russia recently sent fighter jets to Libya to support Russian mercenaries fighting for strongman Khalifa #Haftar, the US military command for Africa (Africom) said Tuesday, in a major escalation in the long-running conflict https://t.co/GotF0wWIsk pic.twitter.com/jOOPNNhuVE — AFP news agency (@AFP) May 26, 2020