انطلق موسم صيد سمك التونة الحمراء للسنة الجارية عبر السواحل الجزائرية، الثلاثاء، حيث حددت اللجنة الدولية للصيد البحري في البحر المتوسط، حصة 1650 طن، وهذا للحفاظ على هذا النوع من الأسماك ب"الأطلسي" و"الأيكات" والبالغ كميتها 36 ألف طن. ويأتي انطلاق موسم صيد التونة، في وقت تشهد فيه الأسواق الفوضوية منذ بداية شهر رمضان، إلى يومنا هذا، بيع لحومها بالأطنان، على الأرصفة والطاولات وفي ظروف غير صحية، وعبر مدن ساحلية كتيبازة، فحسب استطلاع ل"الشروق"، في بوسماعيل ودواودة وفوكة، فإن سمك التونة معروض وسط الذباب والبرك والدم يسيل منه، ومحاط بالغبار والسيارات، ورغم ذلك يشهد إقبالا من طرف الزبائن، خاصة في بعض النقاط الذي تراوح سعره فيها بين 800دج و1000دج. وأوضح رئيس النقابة الوطنية للصيد البحري، حسين بلوط، أن صيد التونة الحمراء بدأ منذ 25 يوما، وقبل الانطلاق الرسمي للموسم، وهذا يشكل خطرا، حيث أن صيد هذه الأسماك يشهد حالة فوضى تامة، وخارج المراقبة البيطرية، مما قد يؤدي إلى كارثة صحية. وقال بلوط إن الصيادين أهدروا أطنانا من التونة الحمراء والتي تباع في ظروف غير صحية وبعيدة عن قوانين الصيد والعرض للبيع، مشيرا إلى أن أسماكا من التونة يصل وزنها إلى 4 أطنان احيانا، تقطع بسكاكين ومناشير الحدادين والنجارين واللحامين، وإلى قطع مختلفة الأحجام وتعرض وسط الأتربة، وتحت الشمس، وبالقرب من غازات السيارات، وفوق صناديق خشبية تنتشر عليها المواد الملوثة والبكتيريا، وفي ظل غياب الرقابة والردع. وأكد رئيس نقابة الصيد البحري، بلوط، أن التونة لحومها سريعة التلف والتسمم، فهي تبقى في المبردات وتقطع بمنشار خاص إلى ثلاث قطع، وتباع أجزاء منها مع بقاء الباقي في المبردات، ولكن حسبه، تجارة التونة وصيدها يتم في الجزائر بطريقة ملتوية، فهي لا تتبع سلسلة التبريد. وقال بلوط، أن حوض البحر الأبيض مغلق، ومفتوح فقط من ناحية جبل طارق حيث توجد بين ساحل اسبانيا والمغرب مسافة 14 كيلومترا فقط، وتدخل التونة الحمراء في شهر ماي من المغرب وتاتي في شكل قطعان إلى الجزائر ثم تونس وليبيا ومصر وفلسطين وتصل إلى اليونان وتركيا وايطاليا وفي النهاية إلى فرنسا في نهاية شهر أوت. ودعا حسين بلوط وزير التجارة كمال رزيق، إلى التدخل في الموانئ للحد من نشاط مافيا التونة الحمراء، والسوق الفوضوية لها والتي يعاد بيعها بأسعار تصل إلى 1500دج و1800دج أحيانا لدى باعة الأرصفة والطاولات الفوضوية. وتجدر الإشارة إلى أنه تم تسخير 23 سفينة خاصة بصيد التونة الحمراء خلال موسمها الممتد من 26 ماي الجاري إلى 1 جويلية المقبل، مع العلم إلى أن الحصة الإجمالية لمخزون التونة الحمراء سنة 2010، كان لا يتجاوز 12 ألف طن.