فقدت الأسرة الثورية بولاية قالمة، أحد رموز مسيرة الثامن ماي 45، المجاهد عبد الله يلّس، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة، الجمعة، عن عمر يناهز 96 سنة، ووري جثمانه الثرى بمقبرة وادي المعيز بقالمة في مساء نفس اليوم. وكان الفقيد من بين المشاركين في الصفوف الأولى لمسيرة الثامن ماي 45، ومن بين أول المصابين في المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الفرنسي، عندما حاول قمع المظاهرات السلمية في ذلك التاريخ، حيث أصيب المرحوم بالقرب من المسرح الروماني بوسط مدينة قالمة، برصاصة اخترقت ساق رجله التي توقفت منذ ذلك التاريخ عن النمو، واستدعت مكوثه في المستشفى لعدّة أشهر، وعلى الرغم من محاولات العلاج حتى بعد الاستقلال إلاّ أن المرحوم ظلّ يعاني من الإعاقة، حيث لم يفهم الأطباء نوعية الرصاص الذي استعمله جنود المستعمر لقمع المتظاهرين في الثامن ماي 45. ويعتبر المجاهد عبد الله يلّس واحدا من رموز النضال الثوري في ولاية قالمة، حيث انضم إلى صفوف النضال في سن جد مبكرة بالانخراط في حزب الشعب الجزائري، وشارك في المسيرة السلمية للثامن ماي وهو يبلغ من العمر 20 سنة و15 يوما، حسب ما أبلغنا به في حوار سابق كانت قد أجرته معه "الشروق" سنة 2009، والذي ختمه بجملة شهيرة "الجزائر حملت في الثامن ماي 45 وولدت في الفاتح نوفمبر 54". كما أن الفقيد كان رئيسا شرفيا لجمعية الثامن ماي، وقد فتح بيته وقلبه طيلة سنوات عمره للباحثين والإعلاميين، وتمكينهم من المعلومات الدقيقة والصحيحة حول حقيقة الأحداث التي وقعت في الثامن من ماي 45 بقالمة والمجازر الدامية التي ارتكبها السفاح الفرنسي أشياري في حق المواطنين الأبرياء والعزل من المتظاهرين. وبرحيل المجاهد عبد الله يلّس تكون الذاكرة التاريخية قد فقدت واحدا من رموزها ومن المشاركين الفعليين في مسيرة الشرف بتاريخ الثامن ماي 45.