اعتقلت سلطات الهجرة الامريكية رجل اعمال جزائري و عرضته لاسوء الاهانات قبل أن تطرده الى ألمانيا بعد أن حل بمطار بورتلاند الدولي رفقة زوجته الامريكية و أطفاله لقضاء عطلة الصيف بمدينة اوجين بولاية اويريغون. ففي حديث لوكالة أسوشياتد بريس أول أمس الخميس كشفت السيدة آن لعرج كمبيل كيف تعرض زوجها عبد القادر لعرج الى "اهانات دنيئة " و كيف تم التصرف معه كمجرم أو ارهابي داخل مطار بورتلاند أمام أولاده القصر و عشرات المسافرين منذ اللحظة التي قرأت فيها شرطة الحدود اسمه فوق جواز سفره الالماني. و كان عبدالقادر لعرج و عائلته قد قدموا الى بورتلاند على متن طائرة لوفتهانزا من مدينة فرانكفورت . و حينها قامت الشرطة بفصله عن زوجته و أولاده ثم اقتادته دون أي تفسير مكبل اليدين الى سجن المطار.و قالت زوجته انها أتت الى أمريكا مع زوجها و طفليها لتزور والديها و أقاربها بمدينة اوجين الا انها ذهلت بما حدث بعد وصولهم الى مطار بورتلاند قادمين من ألمانيا الشهر الماضي . و روت السدة لعرج تقول "عند و صولنا ،قام أفراد من شرطة الجمارك و حراس الحدود بفصل عبدالقادر عنا بالقوة ثم اقتيد الى مكان مجهول و لم يسمح لنا الاقتراب أو حتى الاستفسار عن أسباب توقيفه ". و تضيف السدة لعرج أنها علمت بعد ذلك من زوجها الذي اتصل بها من ألمانيا انه اقتيد الى غرفة بالمطار المخصصة للاشخاص المشتبه فيهم حيث تم استنطاقه لمدة أربع ساعات تعرض خلالها لاستفزاز و الشتائم قبل ان يحول الى زنزانة ضيقة اعتقل فيها الى حين ترحيله الى المانيا في اليوم الموالي. و ألحت السيدة لعرج "ان هذا التصرف قد صدم كل أفراد أسرتها" . و قد اشارت الى انها بقيت في مدينة اوجين عند أبويها حتى تخطر الرأي العام الامريكي حول تصرفات التمييزية للادارة الامريكية ازاء المواطنين ذوى الملامح العربية و المسلمين . و تملك لعرج كامبيل المتخرجة من جامعة اوريغون الجنسيتين الامريكية و الالمانية لآن وأمها كانت مغتربة في المانيا. أما زوجها عبدالقادر فهو رجل أعمال مختص في تصدير السيارات الفاخرة كما يمكلك شركة لمواد البناء هو حائز على الجنسية الالمانية . و قبل ذلك تخرج من جامعة فريبورغ التي التحق بها بعد مغادرته الجزائر و التي تعرف فيها بزوجته التي أتت اليها لمتابعة دراسات عليا. و قد سبق لهما أن زارا الولاياتالمتحدة عدة مرات أخرها قبل احداث 11 سبتمبر 2001 اما بعدها فلم يذهبا في عطلة الا للجزائر او للاماكن اخرى بسبب كثرة التزامات عبدالقادر كما تقول زوجته. و منذ أحداث نيويورك و واشنطن شددت السلطات الامريكية اجراءات الدخول الى الاراضي الامريكية كما كثفت المراقبة على المسافرين من أصول عربية و اسلامية بسبب مخاوفها مما تعتبره تهديدا ارهابيا. و قد سافرت السيدة آن بجواز سفرها الامريكي في حين سافر عبد القادر بجواز الماني حاملا تاشيرة دخول من نوع "وايفير" أي تاشيرة تمنح عادة لرجال الاعمال أو للسياح لمدة لا تتجاوز 90 يوما. و قد خصصت الولاياتالمتحدة هذا النوع من التأشيرة للمواطنين من 27 دولة من بينهم الجزائر و ألمانيا و هم مجبرون على تقديم ضمانات تثبت أن ليست لهم نية للبقاء في أمريكا من أجل الهجرة. و مع أن عبدالقادر قد قدم العديد من الوثائق تثبت أنه رجل ميسور الحال فإنها لم تنقذه من تجاوزات الجمارك الامريكية. و لدى وصول العائلة الى مطار بورتلاند اقتيد الى غرفة ليخضع لاستنطاق مهين بشأن عائلته في الجزائر و كيف تعرفه بزوجته . و قالت السيدة لعرج آن بعد استنطاقه اودع السجن داخل زنزانة ضيقة ترك الحراس الضوء فيها مشعولا لحرمانه من النوم و استفزازه بالضجيج حتى تنهار اعصابه. ولم يسمح له طيلة سجنه من استعمال الهاتف أو حتى الاتصال بأي محامي . و في اليوم الموالي تم طرده الى فرانكفورت على متن طائرة لوفتهانزا دون ان يرى زوجته و أطفاله. و عندما حاولت زوجته الاستفسار من السلطات أسباب طرده رفض بوب أنطوني الناطق الرسمي الديوان الامريكي لحراس الحدود و الجمارك تقديم تفسيرات رسمية. و في تعليقه عن ما حدث للسيد لعراج اكتفى الناطق الرسمي بالاشارة الى انه "في غالب الاحيان يتم منع دخول أشخاص الى الولاياتالمتحدة إذا كان حراس الحدود يعتقدون بأنه قد يشكل خطرا محتملا على أمن أمريكا أو لمن كانوا مجرمين في دول أخرى لكن غير مطالبين مما يعني انه لا يمكن سجنهم في الولاياتالمتحدة او عندما تكون اوراقهم المهنية تبدو غير شرعية". الا أن السيدة لعرج وصفت هذه التفسيرت بالسخيفة مؤكدة أن سفارة الولاياتالمتحدة ببرلين على علم بكل هده الاحتمالات و تأكدت أن زوجها لا يشكل خطرا على أمن أمريكا قبل أن تمنحه التاشيرة الخاصة برجال الاعمال. كمال منصاري