تنتظر الجزائر وغيرها من دول العالم الشروع الرسمي في تسويق لقاح كورونا، حيث بادرت إلى عديد المساعي في إطار لقاءات جمعت ممثلي الصحة بالبلاد مع ممثلي الدول والمخابر المطورة للقاح الذي سيكون خلاص العالم من جائحة كوفيد 19 التي خلطت حسابات الجميع وعطلت الحياة. وأوضح فوزي درار، مدير معهد باستور الجزائر أنّ انضمام الجزائر إلى برنامج "الانضمام العالمي للتلقيح ضد كوفيد19" أو "كوفاكس" يعد مكسبا للجزائر التي التحقت به أياما قليلة قبل آجال انتهاء التسجيلات وبعدها الاتحاد الأوروبي مباشرة، حيث انه يساعد دول العالم على الحصول على اللقاح ويوفر فرصا متساوية أمام الجميع بأفضل الأسعار وأأمن الطرق والإجراءات، كما انه يلزم المنتجين والمخابر بتوفير الكميات التي تحتاجها الدول في سياق أممي جماعي. وأفاد درار ضمنيا أنّ انضمام الجزائر إلى كوفاكس سيغنيها عن التقدم بطلبيات مباشرة للدول المنتجة للقاح، حيث سيتكفل البرنامج بجمع احتياجات كل بلد في مرحلة أولى وتوزيع الحصص الأولية على مستحقيها، موضحا أن أي حديث قبل حصول تلك المخابر على رخصة التسويق التجارية لا أساس له ولا يعد منطقيا أن يتقدم بلد بطلبية لمنتج لم يره مجسدا بعد، حيث أنّ بلوغ المرحلة الثالثة في التجارب السريرية يعد الأهم في المراحل العلمية لإنتاج أي لقاح، وبناء عليها تظهر نتائجه من حيث الفعالية والآثار الجانبية التي ستمكن الدول والخبراء من التمييز بين المنتجات المطروحة. وأردف مدير معهد باستور الجزائر أنّ الجزائر ستكتفي بالاعتراف الدولي للفعالية وبرخصة التسويق الدولية ولن تخضع اللقاح لفترة تجريبية كلينيكية. وفي سياق ذي صلة، أعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) أنها ستقود عمليات شراء وتوريد لقاحات كوفيد-19 لضمان حصول جميع البلدان على الجرعات الأولية عند توفرها بشكل سريع ومنصف. واعتبرت اليونيسيف المبادرة "شراكة شاملة بين الحكومات والمصنّعين والشركاء متعددي الأطراف لمواصلة الكفاح ضد جائحة فيروس كورونا، حيث ستستفيد "اليونيسف" من نقاط قوتها الفريدة في إمدادات اللقاح للتأكد من أنّ جميع البلدان ستحصل بشكل آمن وسريع ومنصف على الجرعات الأولية عندما تكون متاحة". وتعد "اليونيسف" أكبر مشتر للقاحات في العالم، حيث تشتري أكثر من ملياري جرعة من اللقاحات المختلفة سنويا نيابة عن حوالي 100 دولة. للتذكير، فقد سبق لوزير الصحة الجزائري عبد الرحمان بن بوزيد عقد اجتماعات مع مسؤولين من مختبر "فايزر" الروسي، بشأن لقاح كورونا، كما أن هناك اتصالات مع مختبر جامعة "أوكسفورد" ومختبرات صينية أخرى بلغت مراحل بحث وتجريب متقدمة جدا. وأكد الوزير بن بوزيد أن هناك مختبرات أخرى متقدمة في مجال اكتشاف اللقاح، غالبيتها في الصين، وبينها مختبرات "سيدو فارم" ومقراتها في العاصمة الصينيةبكين، وفي مدينة ووهان، وقد دخلت إلى المرحلة الثالثة من إنتاج اللقاح، كذلك مختبر "سينوفاك" و"كانسيلو بيولوجيك" الصينيين اللذين تقدما أيضا في مجال اكتشاف اللقاح وتجريبه.