أقل من سنة واحدة، تفصلنا عن أولمبياد طوكيو 2021، وهي مدة وجيزة من الصعب الحكم فيها على رئيس اللجنة الأولمبية الجديد البطل عبد الرحمان حماد، ولكن مع ذلك من المفروض أن تظهر لمسته ولو في البطل توفيق مخلوفي الذي يبقى الأمل الأول حتى لا نقول الوحيد من أجل انتزاع ميدالية في آخر مشواره الرياضي، حيث من المفروض أن يكون توفيق مخلوفي في موعد طوكيو 2021 قد تجاوز ال33 سنة وهو عمر مناسب لعداء ال1500 متر وحتى ال 800 متر، وبإمكانه إطلاق آخر رصاصات تألقه بانتزاع ميدالية مهما كان معدنها، على أمل أن تكون من المعدن الأصفر، وسيكون حينها أعظم رياضي في تاريخ الجزائر والوحيد الذي انتزع ميداليات في ثلاث مناسبات من الألعاب الأولمبية. عبد الرحمان حماد هو من الأضواء المفرحة في الرياضة الجزائرية، ففي أولمبياد سيدني سنة 2000 لا أحد تكهن بأن يحقق المفاجأة في اختصاص لم تمتلك فيه الجزائر سوى بطل متوسطي واحد هو الأسطورة عثمان بلفع، وهذا في دورة اللاذقية في سنة 1987، ومنذ ذلك الحين كاد القفز العالي أن ينقرض من حياة الرياضيين الجزائريين قبل أن يفجر عبد الرحمان حماد المفاجأة المدوية ويحصل على برونزية، أضيفت لعدد من الماليات في ذلك الأولمبياد التاريخي الذي كانت بنيدة مراح بطلته الأولى بانتزاعها أيضا ذهبية سباق 1500 متر إناث في واحدة من أكبر مفاجئات الألعاب الأولمبية، وكان تأهلها للأولمبياد وبعدها لنهائي المسابقة إنجاز في حد ذاته، فما بالك بانتزاع الميدالية الذهبية. يبلغ عبد الرحمان حماد من العمر 43 سنة، ومشاركاته الكثيرة في مختلف التظاهرات ومنها الألعاب العربية والمتوسطية والإفريقية وخاصة الألعاب الأولمبية في أستراليا تمنحه نظرة أشمل وخليط بالخبرة مقارنة بسلفه مصطفى بيراف، وهذا ما جعل البطل الأولمبي توفيق مخلوفي يدعم حماد قبل الانتخابات، ويقول بأنه يتمنى حصوله على الترشح لأنه العارف بمعاناة رياضيي ألعاب القوى. في ألعاب سيدني كان الكوبي الأسطوري في القفز العالي خافيير ساتومايور في قمة عطائه ومع ذلك عجز عن التتويج بالذهبية، التي انتزعها الروسي سارجي كليجين بقفزة بلغت 2.35 متر، وجاء في المركز الثاني الكوبي ساتومايور ب 2.32 مترا وبنفس القفزة حصد عبد الرحمان حماد البرونزية، ولكن المركز الثاني مُنح للكوبي، بسبب ما حققه من قفزات ناجحة، وتعتبر دورة سيدني آخر دورة حصل فيها البطل الأولمبي صاحب الذهب على هذا الترقيم المتدني، حيث بلغت أرقام بقية الدورات بالنسبة للمتوجين بالذهب ما فوق 2.36 مترا. وتكمن قيمة إنجاز حماد كون الاختصاص الذي حصل به على ميدالية أولمبية هو علامة للدول المتقدمة فقط، ولا يمكن للأفارقة المنافسة فيه، فالتاريخ يشهد على أن كبار هذه الرياضة من السويد وألمانيا الشرقية والغربية والصين والإتحاد السوفياتي، قبل أن تدخل كوبا السباق، وفي السنوات الأخيرة ظهر القطري معتز عيسى برشم، وكان آخر لقب في القفز العالي في الأولمبياد من نصيب الكندي داريك دروين ب 2.38 وجاء في المركز الثاني البطل القطري الحاصل على الفضية، وفي المركز الثالث الرياضي الأوكراني بودان بوندارينكو. عقرت البطن الرياضية الجزائرية في السنوات الأخيرة في الاختصاصات التقنية ليس عالميا، وإنما حتى إفريقيا، فقد كانت الجزائر تمتلك أبطالا من المستوى الرفيع، ومنهم ياسمينة عزيزي في السباعي التي انتزعت المركز الرابع في البطولة العالمية في طوكيو 1991، كما امتلكت أبطالا إفريقيين ومنافسين على المستوى العالمي في العشاري ورمي الرمح والجلة ومنهم رحال وماهور باشا وخاصة ياسمينة جمعة، ولكنها في العقدين الأخيرين، باستثناء ما قام به عبد الرحمان حماد عجزت عن المنافسة بل إن الكثير من الولايات الكبرى لا تمتلك حتى هذه الاختصاصات، ولم يعد يجد الرياضي المتفوق لا بطولة ولا منافس، فترك الرياضة نهائيا، وحتى في اختصاص العدو، توقف إنتاج الأبطال، ومنذ ذهبية البطولة العالمية في باريس في مسافة 800 متر التي توّج فيها سعيد قرني عيسى جبير، في سنة 2003، اختفت نهائيا الأسماء الجزائرية مع استثناء واحد ووحيد هو البطل الكبير توفيق مخلوفي الذي منح للجزائر لحد الآن ذهبية وفضيتين في الألعاب الأولمبية على أمل تحقيق المزيد هو وزملاءه في عهد عبد الرحمان حماد. ب. ع