خفت الحديث عن انتقال حسام عوار إلى الأندية الكبيرة في العالم، وكان خلال بلوغ فريق ليون نصف نهائي رابطة أبطال أوروبا قبل إقصائه من حامل اللقب بايرن ميونيخ، حديث غالبية الأندية الكبيرة وبدأ الحديث عن خيار حسام عوار، للفريق الذي يريده هو، وبالمرتب الذي يريد، وبالمبلغ الذي يشترطه فريق ليون الفرنسي بقياده رئيسه أولاس. لم تعد تفصلنا سوى ساعات قليلة عن نهاية الميركاتو الصيفي وحتى الصحف الفرنسية لم تعد تذكر حسام عوار سوى نادرا، في الوقت الذي تمكن فيه الكثير من اللاعبين الفرنسيين أو الناشطين في الدوري الفرنسي الأقل مستوى من فتى ليون الأول من كسب ودّ أندية قوية، وكان كثيرون عندما تلقى حسام عوار دعوة من ديشان وردّ بالإعراب عن فخره لتقمص ألوان الديكة، قد بصموا على أن يكون حسام أحد نجوم برشلونة أو مانشستر سيتي أو على الأقل أرسنال الذي يلعب له زميله السابق في ليون لاغازيت. لعب حسام عوار لحد الآن 75 دقيقة فقط منذ بداية الموسم الكروي مع ناديه ليون المتواجد في منتصف الترتيب، وكانت بدايته مؤلمة جدا مع الدوري الفرنسي حيث أصيب بفيروس كورونا، فابتعد عن ناديه وغاب عن الظهور الأول بألوان الديكة وهي فرصة انتظرها حسام عوار وعائلته بفارغ الصبر، وقد لا تسنح مرة أخرى خاصة إذا واصل مع فريق ليون، وبمجرد أن استرجع عافيته من الناحية الصحية، وزال الوباء من جسده شارك أساسيا مع ليون أمام مونبيليه، وخسر ناديه وتلقى هو أول بطاقة حمراء في مشواره الكروي، فغيّبه العقاب بعد أن غيّبه الوباء، مع الإشارة إلى أن حسام عوار لم يتلق بطاقة حمراء في حياته في كل الفئات سواء البطاقة الحمراء المباشرة أو بعد جمعه لبطاقتين صفراوين، بل إن حسام عوار بالرغم من لعبه في وسط الميدان، وغالبا كلاعب وسط دفاعي، إلا أنه لم يتلق في حياته سوى سبع بطاقات صفراء، بسبب الاحتكاك وليس الخشونة وهو بذلك من أندر اللاعبين من يحصلون على هذا العدد القليل من البطاقات الصفراء، وكان يتمنى أن لا يتلقى الحمراء نهائيا مثل ميسي وبن زيمة ومحرز. عوار الذي تجاوز سن ال22 عاما وثلاثة أشهر، يخشى أن يبقى في ليون هذا الموسم ويبتعد بذلك عن الأنظار، وحتى ديديي ديشان الذي يريد أن يلعب بطولة أوروبا للأمم الصائفة القادمة وهو المرشح الأقوى للتتويج باللقب القاري، ويدخل تصفيات مونديال قطر بقوة لحسم تأهله بسرعة للدفاع عن لقبه، يحتاج إلى لاعبين ينشطون في أعلى مستوى ومحضرين جيدا ويشاركون في المباريات القوية مع أنديتهم الكبيرة، واللعب لليون المحروم هذا الموسم الكروي من مباريات رابطة أبطال أوروبا وحتى من أوروبا ليغ لن يفي بالغرض، وقد لا يستدعي ديشان مرة أخرى حسام عوار إن بقي في ليون. ما يخشاه عشاق طريقة لعب حسام عوار وهم كثيرون، وعائلته أن تنقلب الصورة رأسا على عقب، فقبل نحو شهر كان اللاعب أحد نجوم رابطة أبطال أوروبا، حيث فاز على جوفنتوس الذي يضم رونالدو وفاز على مانشستر سيتي الذي يدربه غوارديولا، وكان ما لا يقل عن سبعة أندية كبرى تعاكسه في ذهابه ورواحه، وكان اللاعب قد تلقى دعوة من ديشان مدرب بطل العالم في لعبة كرة القدم، وهو ما جعله يظن أن أبواب الجنة قد فتحت أمامه، وفي لمح البصر، أصيب بالوباء وتلقى بطاقة حمراء ووجد نفسه بعيدا عن الأندية الكبيرة وربما عن المنتخب الفرنسي الذي قال بشأنه بأنه يفتخر بتمثيل ألوانه البيضاء والحمراء والزرقاء. يبقى الأمل قائما بالنسبة لحسام عوار في المنعرج الأخير من الميركاتو الصيفي، فالتحويلات الكبرى والرائعة هي التي تحدث في الوقت بدل الضائع، هكذا يحلم عوار، أما إذا بقي مع ليون لموسم آخر، فقد يكون مصيره مثل زميله في الديكة وفي ليون نبيل فقير الذي قيل بأن جوفنتوس وبرشلونة وغيرهما قد يعلنون حربا من أجله وانتهى به المطاف مع الفريق الأندلسي بيتيس إشبيلية الذي يلعب له حاليا للموسم الثاني على التوالي. ب.ع