مازال اختيار نجم ليون صاحب الثانية والعشرين من العمر حسام عوار لمنتخب الديكة، حيث ترعرع وولد وتعلم لعب كرة القدم، على حساب منتخب بلاده الأصلية، يثير الكثير من الردود ومنها التي تقوم بعملية استحضار للتاريخ وللواقع الكروي من خلال السيرة الذاتية لبعض اللاعبين الذي تقمصوا ألوان الديكة مع استثناء واحد وهو الظاهرة زين الدين زيدان الوحيد الذي نجح ضمن اللاعبين من أصول جزائرية ومغاربية على وجه العموم، مثل المغربي الأصل عديل رامي والتونسي الأصل حاتم بن عرفة وبقية الجزائريين وعددهم كبير وكان آخرهم نبيل فقير، قبل أن يلحق بهم بحر الأسبوع الماضي حسام عوار. يشهد عالم الكرة على أن المدرسة الفرنسية هي الأطيب ثمارا من حيث المواهب، وبعد جولتين قدمت مواهب بالجملة ومنهم لاعب رين الأنغولي الأصل والفرنسي الجنسية كمافينغا الذي أدهش المتابعين في ظرف مباراتين وهو في السابعة عشرة فقط من عمره، إضافة إلى الجزائريين في الأصل ولكن بجنسية فرنسية لاعب نيس أمين غويري صاحب العشرين ربيعا ولاعب ليون ريان شرقي صاحب ال 17 سنة ربيعا، وجميعهم تحت رادار كبريات الأندية في القارة العجوز. سؤال يطرحه متابعو المواهب الشابة التي اختارت الألوان الفرنسية على حساب الألوان الجزائرية، عن الفائدة الكروية التي منحهم هذا الخيار ومنهم النجم نبيل فقير الذي قيل عنه منذ حوالي عشر سنوات بأنه ظاهرة، ولكن اللاعب البالغ من العمر منذ 18 جويلية الماضي، 27 سنة، لم يحقق ماكان منتظرا منه أو على الأقل ما وعده به رئيس نادي ليون السيد أولاس، عندما أقنعه بتقمص ألوان الديكة، ويعتبر نبيل الأقرب إلى الجزائر، لأنه كان يزور البلاد باستمرار بل إنه يتحدث اللغة العربية التي يجهلها ماندي ومبولحي وبن ناصر ومحرز وفيغولي، لكنه منذ أن اختار قميص الديكة لم يحقق طموحاته الفردية، وهو محسوب من المتوجين باللقب العالمي في روسيا لأنه كان ضمن التشكيلة مع لعبه دقائق قليلة في المونديال، الذي منح اللقب لرفقاء مبابي. إذا نظرنا إلى لاعبي ليون الذين عاصرهم نبيل فقير، نجده الأقل حظا حيث انتقل لاغازيت إلى الأرسنال، وتقمص تلاسو ألوان بيارن ميونيخ المتوج بلقب رابطة أبطال أوربا، واكتفى نبيل فقير باللعب لبيتيس إشبيليا الذي احتل الموسم الماضي بقيادة نبيل فقير المركز ال 15 أي أن نبيل فقير لم يلعب الموسم الماضي أي منافسة أوروبية ولن يلعب الموسم القادم، وهو ما جعل أسهمه تتهاوى، وإسمه يسقط عن خيارات المدرب ديشون الذي أدرجه في آخر لحظة في مكان حسام عوار، وواضح بأنه لن يكون معنيا بمنافسة أمم أوربا في الصائفة القادمة تماما كما لم يكن معنيا بأمم أروبا التي لعبت سنة 2016 ولكن في ذلك الوقت بسبب الإصابة. خلال أول موسم له خارج فرنسا مع بيتيس، لعب نبيل فقير 2649 دقيقة، وسجل سبعة أهداف فقط، وتلقى ثمان بطاقات صفراء و2 حمراء، ويمكن وصفه بالموسم الفاشل فرديا وجماعيا، وحتى لاعبي ليون من الجزائريين وجدوا فرق أحسن من حظ نبيل فقير، ومنهم إسحاق بلفوضيل الذي انتقل إلى الإنتير وهو في الواحدة والعشرين من العمر ويلعب حاليا في البوندسليغا مع هوفنهايم وهو فريق دائما من بين الثمانية الأوائل ولعب الموسم قبل الماضي رابطة أبطال أوربا، كما انتقل زميل فقير اللاعب رشيد غزال إلى موناكو وليستر سيتي ويلعب حاليا لفيورونتينا وجميعها فرق أكثر وزنا حاليا من بيتيس. يصبّ الاعتقاد في أن اختيار المنتخب الفرنسي على حساب الخضر، يمنح اللاعبين فرص اللعب مع أندية كبيرة، ولكن مع نبيل فقير يبدو الأمر مختلفا، فاللاعب الخجول مرّت عليه السنوات، وبعد أن قيل بأن برشلونة تريده إلى جانب ميسي، ضاع مع مرور السنوات، واللاعب وجد نفسه مع فريق يلعب لتفادي السقوط في دوري إسباني فيه أكثر من ثلاثين لاعبا فرنسيا، ينشطون مع ريال مدريدوبرشلونة وغيرهما، بينما يبقى نبيل فقير برصيد فقير، ماعدا كأس عالم لا أحد يذكره فيها حيث كان مسخنا لمقاعد الاحتياط، وعزاؤه الوحيد أنه دخل احتياطيا في المباراة الأخيرة أمام منتخب كرواتيا. ب.ع