أظهرت مرحلة الانتدابات وعملية الشروع في التحضيرات على وجود الطبقية في بطولة القسم الأول، ففي الوقت الذي أبانت عديد الأندية عن جاهزيتها في تشكيل معالم الموسم المقبل، وكذا الشروع في التحضيرات الأولية، بناء على حيازتها على ميزانيات محترمة تعكسها مصادر التمويل من طرف مؤسسات وشركات عمومية، فإن النصف الثاني من فرق البطولة لم تتغلب بعد على مشاكلها المالية والتنظيمية، بسبب تراكمات الديون وضعف الموارد المالية التي تسببت في هجرة أغلب الركائز، وهو الأمر الذي انعكس سلبا على سير التحضيرات وضبط تعداد الموسم الجديد. المولودية والشبيبة والسنافر والعقيبة وسوسطارة.. سطوة الأغنياء حرصت عديد الأندية على ضبط أمورها التحضيرية، واستهداف أبرز العناصر البارزة في البطولة، مع جلب لاعبين من خارج الوطن، بحكم أنها تتوفر على شركات أو مصادر تمويل مكنتها من التكيف مع التحديات المقبلة، على غرار شبيبة القبائل التي كانت في صدارة الأندية التي باشرت التحضيرات بشكل مبكر، حيث كانت البداية في بجاية، قبل أن تعززه بتربص في مستغانم، في انتظار تربص آخر في عنابة، كما خطت مولودية الجزائر خطوات مهمة في الانتدابات وحسم ملف القدامى، ما جعل زملاء جابو يباشرون التحضيرات بقيادة المدرب نبيل نغيز، موازاة مع وضع آخر الرتوش المتعلقة بالانتدابات، وهو نفس طموح اتحاد الجزائر الذي يعول على حنكة الدولي السابق عنتر يحيى في الشق الإداري، وكذا خبرة المدرب الجديد تشيكوليني، فيما يحضر شباب بلوزداد في ظروف هادئة وفق برنامج التقني فرانك دوما، حيث ينتظر أن يتعزز بتربص في مستغانم، وهي نفس السياسة التي يحرص شباب قسنطينة على تجسيدها تحت إشراف المدرب عمراني. الوفاق والحمراوة والنصرية.. تتحدى رغم المشاكل من جانب آخر، يبدو أن عديد الأندية حريصة على الوفاء لتقاليدها في البطولة، بناء على ماضيها الكروي وثقلها الشعبي، وفي مقدمة ذلك وفاق سطيف الذي قطع أشواطا مهمة في الاستقدامات، رغم الهزات والمشاكل التي مرّ بها منذ نهاية الموسم المنقضي، بدليل الاتفاق مع المدرب التونسي نبيل الكوكي لمواصلة المهمة، مع تدشين التحضيرات من بوابة مركب 8 ماي، فيما تعمل أسرة نصر حسين داي في صمت، موازاة مع انتداب المدرب لكناوي في وقت مبكر، والمراهنة على اصطياد عديد العصافير النادرة، وسط بروز لافت لمقران والعرفي ومفتاح والبقية، في انتظار البرهنة خلال المحطات الرسمية. أما مولودية وهران فتريد التغلب على مشاكلها، بدليل التعاقد مع المدرب الفرنسي كازوني، وانتداب عدة أسماء تنشط في القسم الأول، مقابل التخلي عن أسماء أخرى لأسباب مختلفة، كما تعمل إدارة شبيبة الساورة في هدوء، وكلها حرص على أن يكون نسور الجنوب رقما فاعلا في الموسم المقبل، شأنها شأن نادي بارادو الذي يبقى وفيا لسياسة التكوين ومنح فرص البروز للعناصر الشابة والموهوبة. مقرة وبسكرةوالمدية وبلعباس وتلمسان.. بين مرارة الأزمة ونية كسب الرهان وإذا كانت الفرق التي ذكرناها تصنف نسبيا في خانة الأندية الميسورة الحال، فإن الطبقة الثانية من أندية القسم الأول تسير متطلباتها بميزانية فرق تنشط في القسم الهاوي، بسبب ضعف الإعانات وغياب مصادر تمويل قارة، على غرار نجم مقرة الذي يحرص على حسن توظيف رأس المال البشري، باستهداف المواهب الشابة وطاقم فني يقوده باشا، مقابل انتداب أكثر من 16 لاعبا من فرق مختلفة، كما تم الدخول في تربص يدوم أسبوعين بنواحي البرج. من جانب آخر، حرص اتحاد بسكرة على مباشرة التحضيرات من بوابة ملعب الشهيد مناني، تحت قيادة المدير الفني الجديد سمير حوحو، وسط إقدام إدارة بن عيسى على عدة انتدابات تجمع بين الشبان وأصحاب الخبرة، مع إقناع بعض القدامى بالتجديد، في الوقت الذي لا تزال أسرة اتحاد بلعباس تصارع من أجل ضبط معالم التعداد، وسط هجرة عديد الأسماء البارزة، ما يجعل المسيرين يسعون إلى تدارك الوضع رغم الأزمة المالية والتنظيمية التي تلاحق أبناء المكرة، أزمة لا تقل شدة في بيت وداد تلمسان الذي يريد رفع التحدي بسلاح الاستقرار، بعد إقناع المدرب عزيز عباس بمواصلة مهامه للموسم الثاني على التوالي، وانتداب أسماء يعول عليها محيط النادي، آخرها بن عمران وخياط، وهو المشهد الذي يميز أولمبي المدية الذي لا يزال في رحلة إقناع القدامى واستهداف بعض اللاعبين الجدد قبل انتهاء المهلة المخصصة للتحويلات الصيفية. "لاصام" وغليزان وروسيكادا والشلف تعاني في صمت وفي الوقت الذي تعاني فيه الكثير من أندية القسم الأول من الضعف المالي، فإن بعضها بدت عاجزة عن القيام بانطلاقة ميدانية، حتى أنها لم تباشر عملية التحضيرات، على غرار جمعية عين مليلة التي عرفت هجرة جماعية لأبرز لاعبي الموسم المنصرم، فيما قرّر المدرب بوغرارة الانسحاب، وينتظر أن يخلفه يعيش أملا في تدارك الأمر، كما يبدو وضع شبيبة سكيكدة ليس أحسن حالا من أبناء قريون من الناحية الفنية وحتى التنظيمية، وهذا رغم الوعود بتمويل الفريق من طرف شركة الميناء، ما يجعل إدارة قيطارني أمام حتمية ضبط الأمور قبل فوات الأوان، وهو نفس الرهان الذي ينتظر سريع غليزان الذي اتفقت إدارته مع المدرب شريف الوزاني، في انتظار تفعيل بقية المساعي لضبط التعداد والإسراع في خوض التحضيرات، شأنها في ذلك شأن جمعية الشلف التي تبحث عن نفسها وسط أجواء مكهربة بسبب أزمة المال ومخوف الأنصار.