تبادل سهرة الأحد الإعلامي حفيظ دراجي والناخب الوطني الأسبق رابح سعدان الاتهامات حول مسؤولية المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش من عدمها في الخروج المبكر للمنتخب الجزائري من كأس أمم إفريقيا 2013، وتحول بلاطو "الشروق تي في" إلى منبر لطرح وجهة نظر المدربين المحليين التي دافع عنها سعدان، ووجهة نظر الاتحاد الجزائري لكرة القدم، حسب ما وصف به الناخب الوطني، تدخل الإعلامي بالجزيرة الرياضية، الذي ثبت في موقف المدافع عن المدرب الحالي ل"الخضر"، في حين حمل سعدان مسؤولية الإخفاق كاملة دون نقصان لمدرب منتخب كوت ديفوار السابق، ووصلت حدة النقاش إلى حد الخوض في تجربة سعدان السابقة مع "الخضر"، وهو ما اعتبره دراجي "تصفية حسابات" و"سوء نية" من قبل جميع الأطراف التي انتقدت المدرب البوسني، مطلقا عبارة "المدربين الفلاسفة" على كل التقنيين الذين انتقدوا خيارات ونتائج الناخب الوطني الحالي. . سعدان: الأمور مفضوحة.. ولا يمكن إخفاء أي شيء عن الجماهير هذا وحمّل الشيخ رابح سعدان مسؤولية إقصاء "الخضر" للمدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، واصفا المشاركة الجزائرية في "كان 2013" بالكارثية والتراجع الرهيب: "لقد احترمنا هذا المدرب كثيرا وتركناه يعمل لمدة 18 شهرا مع المنتخب ولم نقل شيئا حتى لا يقال أن سعدان يريد التدخل في عمله، لكن الآن يمكننا تقييم المشاركة الجزائرية في الكان.. النتائج المسجلة كارثية وغير مقبولة، لأن المنتخب الوطني وصل إلى مرتبة ومستوى معين، وكان على هذا المدرب أن يصل إليه أو يسجل أحسن من ذلك، لكنه فشل.. في 2010 وصلنا إلى دور ربع النهائي، وفي 2013 خرجنا من الدور الأول.." قال سعدان في حصة استوديو الكان، مضيفا: "الأمور مفضوحة ولا يمكن إخفاء أي شيء عن الجماهير..". واعتبر صانع ملحمة أم درمان أن الوقت كان في صالح المدرب البوسني، لكنه فشل في عمله، "المدرب كان عنده الوقت لتحضير منتخب قوي، ويكفي أنه عمل مع 60 لاعبا واختار اللاعبين الذين يريدهم، لكنه لم ينجح في مهمته، ومن حقنا تقييم عمله.. لما تشارك في كأس إفريقيا يجب أن تحقق نتائج.. هذا هو الهدف وليس أشياء أخرى.." صرح مدرب الوفاق السابق. نتسامح مع مدرب أجنبي ولا نغفر للمدرب المحلي.. أين هي العدالة؟ واستغرب الشيخ سعدان قرار الفاف بتجديد الثقة في خليلوزيتش ودفاع بعض الأطراف عليه، في إشارة ضمنية لدراجي، عندما قال: "أستغرب كيف نتسامح مع مدرب أجنبي ولا نغفر لمدرب محلي.. في 2002 ماجر خرج من الدور الأول ل"الكان"، لكن تم إقالته، في حين نجدد الثقة في خليلوزيتش رغم فشله.. يجب أن تكون عدالة في التعامل بين الطرفين"، ووصف سعدان ما حققه "الخضر" في جنوب إفريقيا ب"الصدمة" للجماهير الجزائرية، التي كانت تنتظر حسبه نتائج كبيرة من المنتخب الجزائري خصوصا بعد غيابه عن كأس أمم إفريقيا 2012 بغينيا بيساو والغابون. وأكد سعدان أن أخطاء خليلوزيتش كانت واضحة للعيان ولا يمكن إخفاؤها، مشيرا إلى أنه أخطأ أمام تونس، "لو لعب بالخطة التي لعب بها أمام الطوغو ضد تونس لكنا فزنا ولعبنا اللقاء الثاني بأكثر راحة.." صرح الشيخ، الذي أكد أنه لا ينتقد خليلوزيتش من باب الانتقاد فقط، بل من باب خبرته في كرة القدم والمعطيات التي أفرزتها "كان 2013". خليوزيتش طرد من كوت ديفوار.. ولن يقودنا إلى أي مكان هذا، وذكر مدرب "الخضر" السابق بمسيرة خليلوزيتش التدريبية "المحدودة"، عندما عاد إلى حادثة إقالته من المنتخب الإيفواري في 2010 بعد خسارته في ربع نهائي كأس إفريقيا أمام الجزائر، "في 2010 كان يملك أفضل منتخب في إفريقيا وواحدا من أفضل المنتخبات في العالم، لكنه خسر أمام الجزائر وتمت إقالته، وهذا دليل على أنه مدرب فاشل.. أنا متأكد أن خليلوزيتش لن ينجح مع المنتخب الجزائري ولن يقودنا إلى المكان الصحيح.." صرح ضيف "الشروق تي في". لا أحد دافع عني، لم ترحموني وماذا فعل المدربون الأجانب؟ ونفى سعدان، ردا على تدخل لحفيظ دراجي، أكد فيه وقوفه إلى جانبه في فترة سابقة، أن يكون الأخير دافع عنه في فترة من الفترات التي كان فيها مدربا للمنتخب الجزائري، قائلا: "لم تدافع عني ولم ترحموني.. في 2008 لما دخلنا التصفيات وخسرنا أمام السنغال لم يرحمني أحد. وفي لقاء العودة، المسؤولون غابوا عن اللقاء.. لا أحد دافع عني ولا أحد كافح من أجلي، وبمجرد تعثر أمام تنزانيا انتهت مهمتي مع المنتخب الوطني، والآن تتحدثون عن الاستقرار في العارضة الفنية مع خليلوزيتش.. كان من المفروض أن تتحدثوا عن الاستقرار في فترة سابقة.." وهذا كرد مباشر على دراجي، الذي دعا إلى المحافظة على استقرار العارضة الفنية للمنتخب الوطني قبل تصفيات مونديال 2014. أجرة خليلوزيتش "سر دولة".. وأجرتي "الخام" عرف بها القاصي والداني وانتقد سعدان بشدة سياسة التعامل بمكيالين بين المدرب المحلي ونظيره الأجنبي، وأوضح ذلك من خلال "السرية" التي طالت الحديث عن أجرة المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، الذي أكد بشأنه أنه كلف الكثير للجزائر، "خليلوزيتش كلف الجزائر غاليا.. لكن الحديث عن أجرته ممنوع، وكأنه سر دولة، في حين أن الجميع عندما كنت مدربا للمنتخب الوطني عرف بأجرتي، وحتى أن الرقم الذي تم تداوله كان يمثل أجرتي الخام وليس الصافية.." قال سعدان بنوع من التهكم، وهذا في إشارة ضمنية إلى "المحاسبة" التي تعرض لها سعدان وعلى أساس أجرته آنذاك في المنتخب، على عكس ما يحصل حاليا مع خليلوزيتش. ماهو دورك في الفاف؟.. و0 هدف وتلقي 3 أهداف لا يعني نجاحا هذا، ولم يهضم سعدان انتقادات حفيظ دراجي الموجهة إلى كل من انتقد خليلوزيتش، مشيرا إلى أن الإعلامي الجزائري تقمص دور المدافع عن وجهة نظر محمد رواروة والاتحاد الجزائري لكرة القدم، وقال سعدان ردا على تدخل دراجي: "أنت تتحدث كمسؤول في الاتحاد الجزائري لكرة القدم.. ما هو دورك في الفاف..؟" هذا واعتبر سعدان الحديث عن تحسن أداء "الخضر" واللعب بطريقة جميلة "استغباء" للجماهير، وقال: "الجماهير ليست غبية وتعرف كرة القدم.. المنتخب الوطني لم يسجل أي هدف وتلقى 3 أهداف، لا يمكن أبدا أن نقول إن هذه الحصيلة إيجابية والحديث عن اللعب الجميل مغالطة كبيرة..". اسألوا لماذا تم إبعاد زياني، بلحاج وعنتر يحيى؟ كما جدد سعدان دفاعه عن تصريحاته السابقة، والتي قال فيها إن خليلوزيتش حطم جيل أم ردمان، عندما قال: "إبعاد زياني، بلحاج، وعنتر يحيى، عن المنتخب الوطني تقف وراءه أسباب غير رياضية، وحتى من اعتزل كان لأمور أخرى تأثير مباشر في ذلك القرار.. لهذا يجب أن نطرح السؤال: لماذا أبعد هؤلاء من المنتخب الوطني..؟" رافضا بشدة طرح دراجي القائل بأن هؤلاء كانوا أحرارا واختاروا القرار الذي رأوه مناسبا. . دراجي: هناك سوء نية وانتقاد خليلوزيتش غير بريء من جانبه دافع حفيظ دراجي، بقوة عن خليلوزيتش وانتقد بشدة المنتقدين له، معتبرا ركوب بعض المدربين والمحللين لموجة الانتقادات ب"تصفية الحسابات" و"سوء نية" من جانبهم تجاه الناخب الوطني، ولم يستثن دراجي، الذي ألبسه سعدان ثوب المدافع عن الفاف، الإعلاميين الذين انتقدوا المدرب "وحيد" وقال: "لم أتفاجأ بإقصاء المنتخب الوطني لأننا وقعنا في مجموعة قوية، لكن ما حزّ في نفسي هو سوء نية الكثير من المدربين وبعض الإعلاميين الذين انتقدوا الناخب الوطني، وتحدثوا عن السلبيات من دون ذكر الإيجابيات.. هناك تصفية حسابات واضحة"، مضيفا: "المنتخب الوطني لعب جيدا وقدّم كرة جميلة"، ودعا الإعلامي الجزائري الأسرة الكروية الجزائرية إلى "ترقية النقاش حضاريا، أخلاقيا وتربويا"، في إشارة صريحة لرفضه الانتقادات الموجهة للناخب الوطني. لا تستغلوا عواطف الجماهير.. ولا تنسوا أن هناك من لا يحب سعدان من جهة أخرى دعا دراجي سعدان والمدربين المنتقدين للناخب الوطني الحالي، إلى عدم استغلال عواطف الجماهير، على خلفية كما قال، أن بعض المنتقدين "يضمرون بعض الحقد في قلوبهم" دون تسمية الأطراف المعنية، "بعض الأطراف تضمر بعض الأشياء في قلوبها.. هناك حقد واضح في تصريحات البعض، ومن جهتي ومن منطلق مسؤوليتي تجاه الجماهير الجزائرية، ومعرفتي بعدة خبايا من حقي التعبير عن رأيي، وأدعو لعدم استغلال عواطف الجماهير الجزائرية".. قال مدير الأخبار السابق بالتلفزيون الجزائري، هذا وأكد دراجي أن الانتقادات مشروعة لكن بطريقة محترمة، موجها كلامه إلى سعدان، "إذا كان هناك أشخاص يحبّون سعدان، فهناك في المقابل أشخاص لا يحبون سعدان أن يكون مدربا وطنيا" أكد دراجي. المشكل ليس في خليلوزيتش بل في المدربين الفلاسفة وفي سياق آخر، أبعد دراجي صفة الفشل عن المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، وأكد أن مشكل كرة القدم الجزائرية في من وصفهم ب"المدربين الفلاسفة"، وهم المدربون الذين انتقدوا المدرب البوسني "خليلوزيتش ربما أخطأ وربما أصاب، لكن بالنسبة لي المشكل ليس في خليلوزيتش بل في المدربين الفلاسفة الذين ينتقدون.. على هؤلاء أن يجدوا أندية للعمل فيها ويظهروا لنا قدراتهم وكفاءتهم وبعدها يمكنهم الحديث عن مدربين آخرين".. قال المعلّق الرياضي الشهير. ماذا فعل المدربون المحليون؟ وبلاعبين كبار لم يفوزوا ب"الكان" إلى ذلك انتقد دراجي مشوار المدربين المحليين مع المنتخب الجزائري، ووجّه سؤالا صريحا إلى سعدان قال فيه: "ماذا فعل المدربون الجزائريون مع المنتخب الوطني؟ لقد مر على المنتخب الوطني عدة مدربين جزائريين ولم يفوزوا بكأس أمم إفريقيا رغم امتلاكهم للاعبين موهوبين ومميزين في سنوات الثمانينيات"، مذكرا بالمناسبة بمشاركة سعدان مع المنتخب الجزائري في كأس إفريقيا للأمم 1986 بمصر، ولو أن دراجي نفى نية التشكيك في النتائج التي حقّقها سعدان مع الخضر، "أنا لا أشكك أبدا في نتائج سعدان الذي فاز في مباريات وخسر في أخرى أيضا" قال دراجي. جيل أم درمان لم "يحطّم" واللاعبون اعتزلوا بمحض إرادتهم هذا ونفى دراجي بشدة أن تكون "الفاف" وخليلوزيتش، قد حطما جيل أم درمان، مستشهدا بوجود عدة لاعبين في التشكيلة الحالية شاركوا في المونديال، مضيفا بأن قرار إبعاد بعض اللاعبين فني، أما اعتزال بعضهم فكان بمحض إرادتهم، "اللاعبون الذين اعتزلوا اختاروا ذلك وإذا كانت لديكم معلومات عكس ذلك -موجها كلامه إلى سعدان- فاكشفوا عنها، أما إبعاد البعض الآخر ففني بحت، لأن بعضهم اختار اللعب في قطر، واللعب هناك لا يسمح لهم بمجاراة الريتم الإفريقي" صرح دراجي، الذي دعا إلى الابتعاد عن استغلال هذا الملف لانتقاد سياسة المنتخب الوطني. لا أتحدث باسم الفاف ولا أخشى قول الحقيقة من جهة أخرى نفى حفيظ دراجي، الاتهامات الموجهة إليه من قبل سعدان بالدفاع عن "الفاف"، والحديث ب"النيابة" عن رئيس الفاف محمد روراوة، وقال الإعلامي في الجزيرة الرياضية: "لا أتحدث باسم "الفاف"، أنا حر في التعبير عن وجهة رأيي ولا أخشى قول الحقيقة في وجه أي شخص" ردا على تساؤلات الناخب الوطني السابق.