أجمع العديد من المتتبعين لزيارة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في يومها الأول إلى وهران، أنها مرّت "بردا وسلاما" على كثير من المسؤولين في مقدمتهم الوزير محمد مغلاوي الدي نجا من "تبهديلة رئاسية جديدة" كتلك التي وقعت له في مطار الجزائر، وتوقع البعض تكرارها أمام مشروع التلفيريك بوهران لكنها لم تحدث لعدة أسباب أهمها سعي المسؤولين والمشرفين على الزيارة الرئاسية اختصار خرجة الرئيس لعدة مواقع، ثم تفضيله هو شخصيا تطبيق الحكمة القائلة "الصمت أبلغ من الكلام" عند مروره على كثير من المشاريع المتأخرة. ورغم ذلك لم ينجو الوزير مغلاوي من بعض النقد الخفيف مثل إشارة الرئيس إلى أن مشروع التليفيريك لا يمكن أن يكون متطابقا مع النقل الحضري لولاية في حجم وهران، "وهو سياحي أكثر منه وسيلة نقل"، علما أنها ذاتها الملاحظات التي "أنطقت" الوزير يزيد زرهوني وهو يوجه كلامه إلى مدير النقل بالولاية ووزير القطاع قائلا "أن المشروع لا يعكس حاجة يومية للسكان في النقل مثلما تم عليه الأمر في العاصمة"، وغير بعيد عن مشروع التليفيريك، توقف القاضي الأول في البلاد عند مشروع آخر لا يقل أهمية وهو "ترامواي وهران" الذي أبدى الرئيس بمناسبة المرور عليه استغرابه من مثل هذه المشاريع المشابهة التي تستغرق أكثر من سنتين ويطلب القائمون عليها مزيدا من الأموال دون إعداد دراسة نهائية عن التكاليف ومدة الانجاز.."انه أمر غير معقول" قال الرئيس بوتفليقة موجها كلامه إلى الوزير مغلاوي الذي كان قد سبق بيوم واحد الرئيس في زيارته إلى وهران، وحاول من خلالها حسب المتتبعين "ترقيع بعض المشاريع" خوفا من غضب القاضي الأول في البلاد. وكان رئيس الجمهورية قد حل بمدينة وهران يوم أمس حيث حضي باستقبال شعبي حافل وسط المدينة، رغم منع أفراد الحراسة وعناصر الأمن لكثير من المواطنين التوجه إليه بقصد نقل شكواهم أو منح رسائل تفصيلية عن ذلك، فيما أثار تأخر الرئيس عن الوصول إلى وهران استغراب الكثيرين، وهو التأخر الذي بلغ الثلاث ساعات مثلما كان عليه الأمر في اليوم الثاني بمستغانم، مما أطلق بعض الإشاعات عن توجه الرئيس إلى العاصمة لحضور اجتماع مهم لمجلس القضاة، أو بتأجيله زيارة وهران إلى اليوم الموالي، لكن كل ذلك ظهر بأنه مجرد إشاعات كذبها للشروق مسؤول بالرئاسة قال أن "الرئيس قضى ليلته بمستغانم وليس في مكان آخر؟"، وبأن برنامج زيارته لم يتغير إذ سيظل ثلاثة أيام في وهران كما تم التخطيط له". قادة بن عمار