أكد يوم أمس الرئيس بوتقليقة أنه "لن يسمح بعودة عهد الدولة البقرة الحلوب مرة أخرى، وأن مساعدات الدولة لأصحاب البنايات الآيلة للانهيار قد ولى إلى غير رجعة كما أصبح لزاما على هؤلاء القاطنين في مثل هده السكنات أن يفكروا في طريقة مثلى لانقاد أنفسهم من مصير أسود في حالة الانهيار "لا قدر الله". وقال بوتفليقة خلال اليوم الأول من زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها إلى ولاية مستغانم بلهجة غاضبة أن الأمر يعني بالأساس أولئك الدين يقطنون في بنايات ومساكن تعود إلى الفترة الاستعمارية وخصوصا من طالبوا بأن يتحولوا إلى ملاك بدلا عن الدولة..."فعليهم اليوم أن يتحملوا مسؤولية اختيارهم" أضاف القاضي الأول في البلاد مبينا أن انتظارهم لمساعدات الدولة لن ينفع ولن يكون ذا جدوى بعد اليوم. كلام الرئيس بوتفليقة يوم أمس أعاد إلى الواجهة مرة أخرى اسطوانة البقرة الحلوب التي قال أن الشعب طالما تعامل بمنطقها مع الدولة، أي منذ الاستقلال، مبينا أن مرحلتها قد انتهت إلى غير رجعة وخصوصا في مجال السكن الذي تسعى الدولة إلى تنظيمه بشكل ومعايير جديدة بعيدا عن لغة الاتكالية وانتظار تنفيذ الوعود بالرخاء والرفاهية. وتكمن أهمية هذا التصريح المتوقع أن يأخذ شكلا رسميا من خلال إجراءات تنفيذية ملموسة قريبا، في أنه يعني الآلاف من المواطنين الذين يقطنون في سكنات قديمة عبر كثير من ربوع الوطن، كما أنه يعد حسب المتتبعين انقلابا حقيقيا في سياسة الدولة المعتمدة منذ الاستقلال على تقديم المساعدات المادية في مثل هذه الملفات المرتبطة مباشرة بالحياة المعيشية للمواطن. والى جانب ملف السكن الشائك، فضل بوتفليقة أن يقف طويلا عند المشاريع المرتبطة بخلق مزيد من مناصب العمل قائلا أن المؤسسات التي تبحث عن يد عاملة مؤهلة، مطالبة من جانب آخر أن تسعى إلى فتح باب التكوين في المجالات التي تطلبها تخصصاتها، وعلى التكوين بحسب الرجل الأول في البلاد أن يترافق مع ضرورة شعور الشباب بوجود مناصب عمل بعد التخرج، ولكن بوتفليقة طالب من جانب آخر أن يوضع كل شخص في المكان المناسب لتكوينه قائلا "من تكون ليصبح سائقا عليه أن يعمل سائقا"..مبينا أن أحد أهم العوائق التي ضاعفت البطالة هي رغبة الشباب في الحصول على مناصب إدارية مهمة مباشرة عقب التخرج أو الحصول على دبلوم". للإشارة، فان زيارة الرئيس في يومها الأول إلى ولاية مستغانم نزلت بردا وسلاما على المسؤولين المحليين وفي مقدمتهم الوالية زرهوني التي لم تستقبل الرئيس في مطار وهران كما جرت عليه العادة في الزيارة إلى الولايات القريبة من وهران، في حين كان ظهور شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة بارزا في الزيارة التي من المقرر أن تستمر هذا الأحد لليوم الثاني على التوالي على أن تتبعها زيارة تدوم ثلاثة أيام إلى ولاية وهران بعدها مباشرة. مبعوث الشروق إلى مستغانم: قادة بن عمار