بدأ الجزائريون يحضرون أنفسهم لعودة سيناريو تمديد ساعات الحجر الصحي، بسبب الارتفاع المخيف للإصابة بفيروس كوفيد19، وما أعقب ذلك من إعلان الوزير الأول الأربعاء عن اتخاذ إجراءات صارمة بعد تهاون المواطنين في الوقاية من كورونا، وذلك بعد تسجيل أزيد من 400 إصابة يوميا، وبؤر جديدة لانتشار الفيروس وعودة مرعبة للوفيات والإصابات الجماعية بالوباء، وعودة التعازي على مواقع التواصل الاجتماعي.. تشهد مكاتب عقود الزواج، هذه الأيام، حركية كثيفة للمواطنين، الذين فضلوا استباق الزمن وتسجيل عقود زواجهم، قبل العودة إلى غلق مكاتب النكاح في البلديات بسبب ارتفاع الإصابة بفيروس كورونا، خاصة وأن السلطات الوصية سبق لها وأن جمدت توثيق عقود الزواج لأزيد من أربعة أشهر، وهو ما ستذهب إليه حتما لتفادي المزيد من التجمعات العائلية التي تسببت حسب المختصين في وتيرة انتشار الفيروس. ورغم منع الولاة لجميع مظاهر الأعراس والمواكب والتجمعات الأسرية، غير أن الكثير من الأسر الجزائرية ضربت إجراءات الوقاية عرض الحائط، وتسابقت إلى إقامة الأفراح وفتح بيوتها للمدعوين من الأقارب والجيران والأصحاب، وحتى مواكب الأعراس عرفت حضورا قويا في الشوارع والطرقات، أين حضرت الألعاب النارية والفرق الموسيقية وغابت إجراءات الوقاية من فيروس قاتل أرعب العالم وما زال الكثير من الجزائريين يتهاونون في الوقاية منه. مصائب قوم عند قوم فوائد تحول الزواج في عهد كورونا إلى ملاذ الكثير من العائلات، التي تبحث عن الاقتصاد وتفادي المصاريف الإضافية، التي كانت تصرف في استئجار قاعات الأعراس وإقامة ولائم كبيرة لأزيد من 600 شخص، حيث فرضت إجراءات الوقاية من الوباء على العائلات إقامة العرس مع دعوة الأقارب فقط والاستغناء عن الكثير من العادات المكلفة، وهذا ما جعل الكثير من الجزائريين يفضلون تقديم زواجهم للاستفادة من هذه الميزات، قبل إعادة فرض الحجر الصحي الشامل الذي سيعطل توثيق عقود الزواج في البلديات. تجار يستبقون التخفيضات قبل كساد تجارتهم بادر الكثير من تجار الملابس والأواني والأجهزة الكهرومنزلية والقماش.. إلى إعلان تخفيضات اضطرارية لتسويق تجارتهم قبل غلق محلاتهم لأشهر طويلة، بسبب ارتفاع الإصابات بالوباء، وعودة قريبة للحجر الصحي. ويخشى الكثير من التجار عودة كابوس تجميد تجارتهم، وما ينجر عن ذلك من خسارة فادحة. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجمعية الجزائرية للتجار والحرفيين الجزائريين، الحاج طاهر بولنوار، أن عودة الحجر الصحي الشامل أمر وارد، وقد ينجر عنه تجميد العديد من النشاطات التجارية، باستثناء محلات بيع المواد الغذائية. وهذا ما دفع الكثير من التجار إلى إعلان تخفيضات مغرية لبيع منتجاتهم قبل كسادها، خاصة ما يتعلق بالألبسة الشتوية والأجهزة الكهرومنزلية. وأضاف أن أصحاب الحرف أيضا سيتضررون من عودة الحجر الشامل. وهذا ما يتطلب مرافقة مدروسة للدولة لتعويض التجار والحرفيين عن خسارتهم، وتمكينهم من تخطية مصاريف حياتهم اليومية الضرورية. مواطنون يعجلون في قضاء حوائجهم قبل غلق الولايات مع ارتفاع الإصابات بكورونا، وإعلان السلطات الوصية المزيد من الإجراءات، لتفادي انتشار الفيروس، التي ستكون منها إعادة منع التنقل بين الولايات التي تشهد أكبر نسبة للإصابات، يسارع الكثير من الجزائريين لقضاء حوائجهم والسفر من ولاية إلى ولاية لاستباق الوقت لزيارة الأهل والأقارب واستخراج الوثائق والعلاج والتجارة. فعودة الحجر الشامل ستعطل حياة ومصالح الكثير من الجزائريين، الذين فضلوا إتمام جميع مشاغلهم، التي تتطلب السفر والانتقال بين المدن والولايات، قبل تمديد ساعات الحجر الصحي والحجر الشامل على العديد من الولايات، خاصة وأن الكثير من العمال يشتغلون في مناطق خارج ولاياتهم، والذين يفكرون منذ الآن في إيجاد حل لضمان استمرار عملهم بعد الغلق على الولايات..